أكد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل أن الاتحاد غير معني بالكراسي وقد اتخذت هيئته قرارا بعدم دخول الانتخابات التشريعية في قائمات باسم الاتحاد وأيضا بعدم المشاركة في السباق نحو منصب الرئاسة برغم ما يتمتع به من قاعدة انتخابية عريضة. وأوضح العباسي أن اتحاد الشغل ظل دوما يضطلع بدور "تعديلي" لخلق التوازن بين جميع القوى السياسية ولا يمكن له أن يتنازل عن هذا الدور الوطني ليصبح مجرد منافس للأحزاب. وقال أن الاتحاد أوجد التوازن حين كادت الانشقاقات تعصف لا بالثورة وبأهدافها فقط بل بكل البلاد لأنه كان أيام الجمر والديكتاتورية الخيمة التي يلجأ إليها الجميع، مبيّنا أن دور المنظمة التشغيلة دور اجتماعي بالأساس ولكن عندما يحدق الخطر بالبلاد وينهار الاقتصاد الذي سيؤدي بدوره إلى تردي الوضع الاجتماعي وعندما لا تملك الأحزاب الوعي بخطورة ما ستؤول إليه الأمور فإنه من الطبيعي أن يجمع الاتحاد هذه الأحزاب في حوار تحت مظلته لأن لا مصلحة للاتحاد إلا مصلحة البلاد. وطالب العباسي الأحزاب السياسية بوجوب مخاطبة الشعب بعقلانية وتعده في برامجها بما يمكن تحقيقه مشيرا إلى أن كثيرا من الوعود التي قدمت في هذه الحملة الانتخابية يستحيل حتى في الأحلام تحقيقها – حسب قوله - وقال "لسنا مع هذا الحزب أو ذاك وسنساعد أية حكومة يختارها الشعب ونبقى العين المراقبة الساهرة ونتدخل كلما اختل التوازن". وذكر العباسي أن الاتحاد على اطلاع واسع على كل برامج الأحزاب ولن يدخر جهدا في ظل دوره الوطني بأن يلح على من يصل إلى سدة الحكم كي ينفذ وعوده، معربا عن الأمل في أن يصبح المرصد جاهزا بإطاراته وتمويلاته وآليات العمل في الانتخابات البلدية المتوقعة سنة 2015. من جهة أخرى اتهم اتحاد الشغل حزب المؤتمر ورئيسه منصف المرزوقي بشن حملة ممنهجة ضد الإعلام وندّد الاتحاد بما اعتبرها حملة ممنهجة من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والمنصف المرزوقي التي تستهدف لجم الإعلام والسيطرة عليه خدمة لأجندات حزبية وحمّل "بيان الإتحاد" رئيس الجمهورية المؤقت والمرشح للرئاسة منصف المرزوقي المسؤولية التامة عن سلامة كل الطواقم الإعلامية وفي مقدمتهم أعوان التلفزة والإذاعة بسبب تصريحاته التي وصفاها بالتحريضية تجاه الإعلاميين.