أعطت اليابان أمس الضوء الأخضر لبناء مشروع قطار مغناطيسي معلق يربط بين طوكيو ومدينة ناجويا التي تقع على بعد 300 كيلومتر غربي العاصمة اليابانية. وأفادت "الألمانية"، بأن التكلفة التقديرية للمشروع الذي ستنفذه شركة السكك الحديدية المركزية اليابانية تصل إلى تسعة تريليونات ين (84.5 مليار دولار) ومن المقرر أن يستكمل المشروع بحلول عام 2027. وتأمل الشركة التي تعرف باسم "جي. آر توكاي" أن تمدد الخط غربا بحيث يصل إلى مدينة أوساكا بحلول عام 2045، حيث يقل زمن الرحلة التي يبلغ طولها 500 كيلومتر من طوكيو إلى أوساكا إلى 67 دقيقة مقابل 138 دقيقة بواسطة القطار فائق السرعة الذي يعرف باسم "الطلقة" في الوقت الحالي. ويعتمد القطار المغناطيسي المعلق على المجالات المغناطيسية للحركة والارتفاع فوق القضبان بدلا من العجلات مما يسمح له بمزيد من السرعة والكفاءة في التشغيل، ولكن بناء وصيانة شبكات القطارات المغناطيسية عادة ما تكون باهظة التكلفة وتتطلب تقنيات عالية. ويعد القطار المغناطيسي المعلّق أسرع قطار في العالم، ولكنه لا يزال محصورا داخل خط سكة حديدية طوله 12 ميلا، وما زالت هذه التقنية داخل اليابان. وتريد اليابان بدء تصدير خبرتها في القطارات فائقة السرعة، ويمثل هذا المسعى تحولا كبيرا بالنسبة إلى اليابان، التي تحمي منذ فترة طويلة تقنية القطارات فائقة السرعة الخاصة بها، ولكنها أقدمت على إعادة التفكير في ذلك، ودفعها الطلب المتراجع من جانب الركاب وعمليات النقل، إضافة إلى الفرص الكثيرة في الخارج. ومما دفع اليابان إلى التحلي بتلك الجرأة التصديرية صعود الصين كمنافس يمكن أن يعطي تقدمها في بناء شبكات قطارات فائقة السرعة لبكين ميزة تنافسية في سوق القطارات العالمية. وتثق اليابان بتقنية القطارات فائقة السرعة الخاصة بها، وخلال العقود التي تلت انطلاق أول قطار فائق السرعة من محطة طوكيو في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 1964، قبل عشرة أيام من انعقاد الأولمبياد الأولى باليابان، ولم تواجه شبكة القطارات فائقة السرعة أي حوادث مات فيها مواطنون، ويشير مسؤولون يابانيون إلى دقة مواعيد هذه القطارات على الرغم من التدفق الكبير للركاب، الذي يبلغ 300 مليون شخص في العام. وتقوم شركة "السكك الحديدية المركزية اليابانية"، التي تتخذ من ناجويا مقرا لها، بالترويج لقطارها «N700 - I»، الذي يستخدم داخل اليابان وتصل سرعته إلى نحو 330 كيلومترا (205 أميال) في الساعة. وتتباهى الشركة أيضا بقطارها المغناطيسي المعلق فائق السرعة «MLX01»، والذي سجّل أثناء عملية تجريبه أسرع تجربة في العالم، حيث قطع 581 كيلومترا (361 ميلا) في ساعة واحدة. ويستخدم القطار المغناطيسي المعلق قوة المغنطة التي تسمح للقطار بالارتفاع عن السكة الحديدية مما يقلل من الاحتكاك، وينطلق القطار على العجلات، ويرتفع بعد أن يصل إلى سرعات عالية. ويقول هيتوشي إيدا، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة طوكيو، إن هناك مشكلة في التكلفة، حيث تصل تكلفة نظام قطار مغناطيسي معلق محدود إلى ملايين الدولارات، مضيفاً أن ضعف الخبرة في التسويق والتفاوض في الخارج يمكن أن يعوق مسعى طوكيو خارج البلاد. وبحسب هيتوشي فإنه إذا لم تبدأ اليابان في بيع القطارات المغناطيسية المعلقة في الخارج، فإنها تخاطر بخسارة تميزها التقني، حيث توجد قيود على تطوير التقنية داخل المعامل، ولتطوير تقنية تحتاج إلى اكتساب خبرة ومشروعات جديدة بها تحديات واقتصادات واسعة النطاق.
مشاركة :