يعاني عدد من الأطفال حديثي الولادة من مرض انسداد القناة الدمعية الخلقي وتحديداً القناة الخاصة بتصريف الدمع من العين، ويعتبر من الأمراض الشائعة عند هؤلاء الأطفال والذي ينتج من تأخر تشكيل القناة الدمعية لأسباب خلقية بنسبة تتراوح بين 5 - 20% من الأطفال المولودين حديثاً لكن بالمقابل فإن 98% من هذه الحالات تُصحح تلقائياً. ويوضح الدكتور إيهاب السرحي طبيب وجراح العيون في مستشفى دله أن من المفترض تصريف الدمع بشكل تلقائي من خلال القناة الدمعية التي تصب في الأنف، لكن في بعض الحالات لا تفتح قناة تصريف الدموع بشكل كامل عند الولادة، بسبب وجود غشاء رقيق في نهاية المجرى الدمعي، مع ملاحظة ازدياد إفراز الدمع من طرف أحد العينين دون سبب، ويكون الانسداد في عين واحدة، ونادراً ما يكون في كلا العينين. وأضاف الدكتور إيهاب السرحي: "في بعض الأحيان يكون اكتشاف المرض متأخراً عندها يحصل احتقان لعدم تصريف الدمع في الكيس الدمعي، ما يؤدي لالتهاب ثانوي، وفي الغالب يكون التهاب بكتيري تظهر عوارضه على شكل غمص أو إفرازات صفراء أو بيضاء، مع عدم القدرة على فتح العيون عند استيقاظ الطفل من النوم، وفي بعض الأحيان تكون الأعراض أخف بالتصاق الرموش ببعضها". ويصف الأطباء المختصون العلاج في غالب الأحيان بأنه علاج محافظ لا يحصل فيه تدخل كبير من قبل الطبيب، ويعتمد على المحافظة على نظافة الجفن بشكل كبير، وهذا مهم لجميع الأطفال وليس فقط الأطفال المصابين بانسداد القناة الدمعية، والأهم معالجة أي التهاب بكتيري ناتج عن الانسداد بشكل مبكر حتى لايحصل تليف داخل القناة الدمعية، ما يقلل من نسبة نجاح أي تدخل مستقبلاً سواء كان جراحي أو تدخل من نوع آخر.
مشاركة :