بي بي سي عربي من "هنا لندن" إلى العصر الرقمي

  • 1/23/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن دخلت بي بي سي الأم مضمار الصحافة الإلكترونية، تقرر أوائل عام 1998 أن يخوض القسم العربي التجربة. فريق صغير بدء العمل على موقع إخباري في القسم العربي والمشروع كان تجريبيا، كما فهمنا، والاستمرار فيه يعتمد على تطور التجربة بل على نجاحها. لكن ذلك لم يكن مقلقا، فمن الواضح أن العالم يسير حثيثا بهذا الاتجاه. بذرة الإعلام الحديث التي انغرست قبل عشرين عاماً في القسم العربي في بي بي سي ظلت تنمو لتؤتي ثمارها، ومعها بدأت تجربة العاملين في القسم والملتحقين فيه بخوض غمار الصحافة الإلكترونية. واصلنا العمل الذي بدأناه بإمكانيات أولية، وأخذت معالم التجربة تتضح أكثر وتثبت جدواها ومدت تلك البذرة جذورها أعمق. كان عملنا يشمل تهيئة المواد الاخبارية للصحفة الالكترونية الجديدة عندما كان الموقع في مرحلته "الجنينية". والبداية كانت متواضعة تقتصر على صفحة عادية نطبع عليها الاخبار ثم ننقلها من الكومبيوتر الى الشبكة عبر بروتوكول نقل الملفات (FTP). والصفحة الإلكترونية كانت، آنذاك، تجدد على رأس كل ساعة بالتزامن مع النشرات الاخبارية في الاذاعة.Image caption صفحة موقع بي بي سي العربي في أولى اصداراتها عام 1998 لكن محتوى النشرة الإخبارية الالكترونية صار يتغير تدريجيا بإضافة مواد أخرى على صيغة ملفات وتحليلات وموضوعات منوعة وعروض للصحف مع إضافة الصور. الفريق كان صغيرا حينها، إلا أنه حظي بالدعم، صحفياً من طاقم القسم العربي، وفنياً من الخدمة العالمية لبي بي سي. عملنا يجري ضمن جدول عمل متعاقب لا نلتقي إلا قليلا والتواصل يتم عبر الهاتف. وكان تجديد الصفحة الإخبارية يقتصر على 12 ساعة في اليوم. بقينا فريقا صغيرا لفترة عام تقريبا، ومن ثم توسع الفريق بانضمام زملاء جدد بعد أن اثبت المشروع جدواه، خصوصا أن شبكة الإنترنت باتت تفرض ضرورتها كوسيلة مذهلة في تطورها المتلاحق وأخذت تحد من هيمنة وسائل الاتصال التقليدية.المحتوى العربي: إشكالية الكم والنوع من هنا بدأت الأمور تتنظم ودخلنا في مرحلة الإعداد الصحفي والتقني. وباعتبارنا جزءا من بي بي سي الكبرى استفدنا من موقع بي بي سي الاخباري باللغة الإنجليزية ذي الخبرات المتميزة، وذلك من حيث التدريب على الكتابة للموقع الإلكتروني والأسلوب التحريري في بي بي سي، فضلا عن التمرن على التقنيات وبرامج الكومبيوتر المعتمدة. ومع بدء الألفية الجديدة شهدت صفحات موقع بي بي سي العربي قفزات نوعية. وحصلت انطلاقات عدة للموقع سجل فيها تغيرا واضحا في الشكل والمحتوى والحجم، حتى وصل الى صيغته الحالية، آخذا بالاعتبار ما يفضله قراؤه ومقدما خدماته على مدى 24 ساعة.ثورة المعلومات والاتصالات أعادت صياغة عالمنا وأصبح الموقع، إضافة لكونه جريدة إلكترونية غنية، ناقلاً لمحتوى بي بي سي بأشكاله المختلفة، الإذاعية والتلفزيونية، بعد أن دخلت بي بي سي، بريادة، إلى عصر الوسائط المتعددة. وبات المحتوى متنوعاً، نصاً وصورة وبالفيديو والصوت، متوفراً على الإنترنت وفي مواقع البحث والمواقع الأخرى التي تنقل عنه. وبالنتيجة غدت مادته حاضرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أخذ جمهوره يتفاعل مع المحتوى الذي تقدمه بي بي سي عربي عبر الأجهزة الحديثة بأشكالها. ومع التقدم التقني خضع موقع بي بي سي عربي لتغييرات متتالية، لكنه لن يتوقف عند هذا الحد، إذ لا يزال مستمرا بالتطور تماشيا مع سيرورة تكنولوجيا المعلومات التي لا تلتفت الى الوراء أبدا.

مشاركة :