«مدارس المستقبل» تعود إلى الماضي!

  • 1/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وزارة التربية يبدو أنها موعودة بالتقلّبات والضغوط الداخلية والخارجية كلما تسلّم الوزارة وزير جديد، على أمل ان تفلح الرياح في تغيير المسار نحو دعم توجهات، حتى لو كانت غير فنية ومحدودة العدد! «مدارس المستقبل» مشروع طُبّق منذ حوالي 13 عاما، وهو يخص المرحلة الابتدائية من الصف الاول حتى السادس، اي فئة عمرية بين 5 سنوات ونصف السنة حتى 11 سنة، مبنيّ على اساس ان يكون هناك معلم واحد لكل صف دراسي يتناول تدريس المواد المختلفة المقررة لهذه المرحلة. وفقاً للتصريح الصحافي للوكيلة المساعدة للتعليم العام السيدة فاطمة الكندري (2018/1/18) «فمن المرجّح إلغاء مدارس المستقبل، في ظل خلو الميدان من الخبرات»، على حد تعبيرها، على الرغم من انها مجرّد «توصية» سيتم رفعها الى الاخ الدكتور حامد العازمي، وزير التربية والتعليم العالي، تم تناولها من قبل «مديري عموم المناطق وواضع فلسفة نظام مدارس المستقبل». القيادية التربوية «رجّحت» إلغاء النظام قبل ان ينظر الوزير في التوصية واتخاذ القرار المناسب والتعرّف على حقيقة وأسباب «خلو الميدان من الخبرات» وجدوى إلغاء النظام الذي تم العمل به منذ سنوات، وليس لفصل دراسي او عام دراسي واحد! للأسف التصريح الصحافي لم يستعرض الجوانب الفنية، حتى على الأقل تكون محل تحليل، وإنما جاء التصريح مقتضبا، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول توصية لم نعرف تفاصيلها وعدد وطبيعة «الخبرات» المطلوبة من اجل استمرار نظام مدارس المستقبل. من بين التساؤلات التي تطرح نفسها ان مدارس المستقبل تخص مرحلة ابتدائية لأطفال بحاجة الى الشعور بدفء العلاقة مع المعلم الى درجة الألفة الابوية، وهذا الشعور من الصعب ان يتولّد في ظل تعدد وتنوع المدرسين لصف دراسي واحد لتدريس عدة مواد ممكن ان يقوم بها معلم واحد، فهي مرحلة لا تستدعي خبرات عميقة في تدريس اكثر من مادة، وهو نظام معمول به في دول خليجية وأجنبية، وبرهن على نجاحه. من الممكن ان تستعين وزارة التربية بخبرات محلية ومنظّمات تربوية او دول ذات خبرات متطوّرة في التعليم، كفنلندا، للوصول الى الحل الامثل بدلا من ترجيح الإلغاء، وربما العودة في ما بعد الى نفس النظام! أمّا بالنسبة إلى ما استندت اليه القيادية التربوية بخصوص «تقاعد معظم الخبرات المتدربة على هذا النظام»، فهو ليس سببا كافيا لإلغاء النظام، بل على العكس دليل على غياب التخطيط الاستراتيجي التربوي والإعداد المبكر لسد نقص متوقع في الميدان التعليمي! الكويت بحاجة الى اصلاح النظام التعليمي وليس تحويله الى ميدان للتجارب والمغامرة بمستقبل الطلبة نتيجة عدم التخطيط الاستراتيجي! وبالنسبة الى اكتشاف الوزارة بالصدفة هذا العام ان «معظم المدارس تعمل حسب النظام العادي باستثناء مدرسة واحدة»، فهي مشكلة يتحمّل مسؤوليتها القائمون على التعليم العام وسبب عدم وجود تقييم فني لتطبيق هذا النظام على كل المدارس خلال 13 سنة باستثناء مدرسة واحدة! وهذا «الاكتشاف» يتناقض مع ما ذكر عن «تقاعد خبرات مدارس المستقبل لمدرسة واحدة»! خالد أحمد الطراح

مشاركة :