طالب متعاملون، وكالات سياحة وسفر وفنادق في السوق المحلية، بتصميم برامج سياحية بأسعار تشجيعية مماثلة لتلك التي يحصل عليها الزوار الدوليون للدولة، لافتين إلى أن كلفة المنتج السياحي يدفعهم إلى قضاء عطلات خارجية، في ظل عدم وجود عروض ترويجية شاملة لسكان الدولة، وقلة المعلومات عن الوجهات والأنشطة الترفيهية. بدورهم، قال مسؤولون في وكالات سياحة وسفر إن العروض الموجهة للزوار الدوليين أقل كلفة، نظراً الى الاتفاقات مع شركات الطيران والفنادق والوجهات الترفيهية، مشيرين إلى أنه يتم شراء العديد من الليالي الفندقية والتذاكر بأسعار مخفضة وقبل وقت طويل. وأكدوا أن السياحة الداخلية تفتقد نموذج العروض الشاملة، ويتم التعامل معها بشكل حجوزات فردية وبأسعار أعلى. كلفة مرتفعة وتفصيلاً، قال الموظف في شركة تسويق واتصال، أحمد السيد، إن كلفة الوجهات الترفيهية والفنادق، بما في ذلك خدمات المطاعم وزيارة المتنزهات، تصل إلى مستويات مرتفعة، خصوصاً خلال مواسم الذروة، مشيراً إلى أن تقديم حوافز وبرامج سياحية قيّمة، سيشجعه بشكل أكبر على الاستفادة منها، بدلاً من قضاء عطلات سياحية في وجهات خارجية. وأضاف أن وجود عروض على المتنزهات ومراكز الجذب السياحية سيدفعه إلى زيارتها أكثر من مرة، مطالباً بتصميم منتجات سياحية لسكان الدولة. وأوضح أن أسعار بعض العروض التي تطرحها وكالات سفر لقضاء عطلات في وجهات قريبة من الدولة، تكاد تكون مقاربة لكلفة قضاء ليلتين فندقيتين في السوق المحلية، لافتاً إلى أن العروض الشاملة قليلة في السوق المحلية، في وقت نجد فيه عروضاً بأسعار مخفضة على وجهات سياحية خارجية. وجهات خارجية بدوره، قال مدير المبيعات لدى شركة أدوية، أمجد مصطفى، إن أسعار تذاكر الطيران، خصوصاً «الاقتصادي» منها، خلال فترة العروض، تتراجع بنسب كبيرة إلى وجهات إقليمية، ما يشجعه على قضاء عطلات قصيرة بين فترة وأخرى. وأضاف أنه لدى مقارنة كلفة العطلة في السوق المحلية وبعض الوجهات الخارجية، وفقاً لعدد الأيام، فإننا نجد أن الفروق تكاد تكون ضئيلة. وأكد أن السوق المحلية تحتضن العديد من المتنزهات والوجهات السياحية، وفي حال تم طرح عروض تشمل الإقامة الفندقية والترفيه وتذاكر بأسعار مخفضة لدخول هذه المتنزهات، فإنه سيعتمد على السياحة الداخلية بشكل أكبر، لافتاً إلى أن العديد من الوجهات داخل الدولة لم يزرها بعد، نظراً إلى عدم وجود عروض سياحية شاملة للعائلات، وقلة المعلومات عن الوجهات والأنشطة التي يمكن ممارستها فيها. برامج متكاملة من جهته، قال الموظف في شركة للمواصلات، بدر الشريف، إن وجود برامج سياحية متكاملة تتضمن خدمات ومنافع عدة ستشجعه مع أفراد العائلة على السياحة الداخلية، مؤكداً أن أسعار الخدمات السياحية الداخلية مرتفعة مقارنة بوجهات أخرى. واقترح الشريف تقديم خصومات وأسعار تشجيعية لسكان الدولة في الفنادق والوجهات والمراكز الترفيهية، متفقاً مع نظيره مصطفى بوجود وجهات ومناطق جذب سياحي داخل الإمارات لم يكتشفها بعد. وتابع: «تزايدت خلال الفترة الأخيرة العروض السياحية داخل الإمارات على المنصات الإلكترونية، لكنها غير متكاملة، وعادة ما تتركز على الإقامة الفندقية فقط»، مطالباً بتوفير برامج سياحية تماثل تلك المتاحة في الوجهات الخارجية. فترات قصيرة إلى ذلك، أرجع نائب الرئيس التنفيذي لشركة «الريس» للعطلات، محمد الريس، قلة البرامج السياحية الموجهة للزوار من سكان الدولة، وضعف مستويات الإقبال عليها، إلى أسباب أبرزها أن الفنادق ووجهات الجذب السياحية تطرح تخفيضات وعروضاً لفترات قصيرة تصل إلى أسبوع أو شهر على الأكثر، وبالتالي تواجه وكالات السفر مشكلة في عملية تسويقها، لأنها محدودة المدة. وأضاف أن آلية العمل بالنسبة لتصميم برامج متكاملة للزائر الدولي، لقضاء عطلة في السوق المحلية، تجعل منها أقل كلفة، باعتبار أنها تقوم على شراء المنتَج قبل فترة طويلة، وبالاشتراك بين جميع الأطراف المعنية السياحة والضيافة. وأوضح الريس أن الأسعار المخفضة ستشجع بلاشك السياحة الداخلية، لكن الصعوبة تتمثل في كيفية خفض سعر هذا المنتَج للمتعامل من السوق المحلية، في ظل معدلات الإشغال العالية للفنادق، وقوة الطلب من السياحة الدولية، مشيراً إلى أن الفنادق قد لا تجد جدوى اقتصادية لمنح سكان الدولة أسعاراً مخفضة. وتابع: «لدى المقارنة بين كلفة قضاء عطلة في السوق المحلية وأخرى في وجهات سياحية مجاورة، فإننا نجد أن الأمر يعتمد على عوامل عدة، منها مدى شعبية هذه الوجهة، والطلب عليها، وجودة خدماتها». واقترح الريس لتعزيز السياحة الداخلية، زيادة مستوى التعاون بين الأطراف المعنية بتقديم الخدمات السياحية، لطرح عروض وبرامج تتضمن الإقامة الفندقية شاملة وجبات الطعام، مع قسائم يمكن استخدامها لزيارة المتنزهات، إضافة إلى خدمات مجانية تقدم لهم. سوق دولية وفي سياق متصل، قال المدير العام لشركة «ترافكو» للسياحة والسفر، أسامة بشري، إن «أسعار الحجوزات الفردية للمنتجات السياحية تكون في العادة مرتفعة، خصوصاً في وجهة مثل دبي التي تلقى طلباً كبيراً»، لافتاً إلى أن «دراسة الأسعار وجعلها أكثر جاذبية لسكان الدولة سيشجع السياحة الداخلية بشكل كبير». وأضاف بشري أن الفنادق والمنتجعات، فضلاً عن المتنزهات المنتشرة في الإمارات، تستهدف السوق الدولية بالدرجة الأولى، ثم السوق المحلية خلال عطلات نهاية الأسبوع أو خارج مواسم الذروة، مشيراً إلى أن الإمارات تمتاز بكونها سوقاً للسياحة الدولية، وبالتالي فإن التركيز على الزائر الدولي وتصميم عروض خاصة به يكون أكبر. عقود مسبقة أما المدير العام لشركة «سكاي لاين» للسياحة والسفر، سامر عشا، فقال إن العروض الموجهة للزوار الدوليين تكون أقل كلفة نظراً إلى العقود الموجودة بين وكالات السفر وشركات الطيران والفنادق والمتنزهات الترفيهية وغيرها، ويتم من خلالها شراء العديد من الليالي الفندقية والتذاكر بأسعار مخفضة وقبل وقت طويل، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في جعل المنتج السياحي أقل كلفة للسائح الدولي مقارنة بالزائر من السوق المحلية. وأضاف عشا أن أحد أسباب عدم وجود عروض موجهة للزوار الداخليين هو قلة مستوى الطلب عليها، لافتاً إلى أن السياحة الداخلية تفتقد نموذج العروض الشاملة، ويتم التعامل مع الأمر بشكل حجوزات فردية تكون أسعارها أعلى عادة. وأكد أنه لدى مقارنة كلفة السياحة في الإمارات مقارنة بوجهات إقليمية، فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار عوامل عدة، في مقدمتها جودة المنتج السياحي داخل الدولة، بما في ذلك الإقامة الفندقية، وكثرة المتنزهات الفريدة من نوعها ومناطق الجذب السياحي والمطاعم، مشيراً إلى أن هناك عوامل مثل مستوى الطلب على وجهة ما دون غيرها، فلكل وجهة سعرها مقابل نوعية الخدمات التي تقدمها، وبالتالي يصعب المقارنة على أساس الكلفة فقط.
مشاركة :