"فصام الأكراد"، عنوان مقال ماريانا بيلينكايا، في صحيفة "كوميرسانت"، حول فشل المشروع الكردي في العراق وسوريا، ورهان الأكراد الخاسر على الولايات المتحدة. وجاء في المقال أن الحملة العسكرية التركية في عفرين هي الضربة الثانية، في الأشهر الثلاثة الأخيرة، للمشروع الكردي بعد عملية الجيش العراقي في كركوك في أكتوبر 2017، التي دفنت آمال الأكراد في إعلان استقلال كردستان العراق. وتشير كاتبة المقال إلى أن الأكراد السوريين الذين يشكلون حوالي 10٪ من سكان سوريا، على عكس العراقيين، لم يثيروا مسألة الاستقلال. فبالنسبة لهم كان الرهان على دولة فدرالية، كحد أقصى، أو توسيع الحكم الذاتي كحد أدنى. وتقول: لم تعترض السلطات في دمشق عموما على البحث عن حلول وسط. ومع ذلك، وبالتوازي مع ذلك، سنحت فرصة للأكراد لسلوك المسار الذي مر به بالفعل إخوانهم العراقيون قبل ربع قرن. فقد رأت الولايات المتحدة أن يبقى الجيب الكردي مستقلا عن دمشق، على الأقل طالما ظل الرئيس بشار الأسد على السلطة في سوريا. وينقل المقال عن مدير مركز المعلومات التحليلية العلمية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيقولاي بلوتنيكوف، أن تطور الوضع في سوريا يهيمن عليه العاملان التركي والأمريكي. وتسعى أنقرة إلى منع ظهور كيان كردستاني جديد على حدودها. في حين الولايات المتحدة، على العكس من ذلك، تخطط لإنشاء جيب كردي في سوريا، بالإضافة إلى كردستان العراق التي أنشأتها. وأضاف بلوتنيكوف لـ"كومرسانت" أن الأكراد باتوا رهائن في المواجهات بين تركيا والولايات المتحدة. ورأى في ذلك " ذنب بعض القادة الأكراد"بدرجة ما. فقال: "كان من الممكن تماما منع مثل هذا التطور للوضع. فأي شخص يحاول الجلوس على كرسيين، غالبا ما يخسر". ووفقا لبلوتنيكوف، يمكن إيجاد حل لمشكلة عفرين. فـ"أحد الخيارات الممكنة، يدخل الجيش (الحكومي) السوري إلى الأراضي التي تسيطر عليها التشكيلات الكردية، ويشكل هناك بالاشتراك مع دمشق إدارة محلية. وفي هذه الحالة، من غير المرجح أن يخاطر الجيش التركي بالدخول في مواجهة مفتوحة".
مشاركة :