قُتل 11 جندياً وجُرح 16 أمس، بهجوم شنّه تنظيم «داعش» على أكاديمية عسكرية في كابول. والاعتداء هو الرابع في غضون 9 أيام، ضمن موجة عنف أطلقها «داعش» وحركة «طالبان»، وأوقعت مئات القتلى والجرحى. وبدأ الهجوم الرابعة فجراً، بإطلاق صواريخ ثم نيران أسلحة آلية وصواريخ مضادة للدروع على الكتيبة المتمركزة عند مدخل أكاديمية مارشال فهيم العسكرية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال دولت وزيري: «فجّر انتحاريان نفسيهما، وقتلت قواتنا إثنَين آخرين وأوقفت ثالثاً حياً. وصادرت القوات الأفغانية قاذفة صواريخ ورشاشين وسترة انتحارية». وأضاف أن «المهاجمين أرادوا اختراق الكتيبة». وأشارت الوزارة إلى أن «الجيش الأفغاني هو قوة الدفاع عن البلاد ويقدّم تضحيات من أجل أمن الشعب وسلامته». وقال مسؤولون أمنيون إن المسلحين استخدموا سلماً لصعود جدار والوصول إلى الموقع لشنّ الهجوم الذي أوقع 11 قتيلاً و16 جريحاً. وأُرسلت القوات الخاصة إلى الموقع، فيما طوّقت قوات الأمن الحيّ الذي تقع فيه الأكاديمية العسكرية، ونشرت آليات للجيش والشرطة. وفي رسالة لوكالة «أعماق» نُشرت على موقع «تلغرام»، تبنّى «داعش» «هجوماً انغماسياً لمقاتلي الدولة الإسلامية، يستهدف الأكاديمية العسكرية في مدينة كابول». وتقع أكاديمية مارشال فهيم في شمال غربي كابول، وتُستخدم لتأهيل الجيش الأفغاني بكل رتبه، من المجندين إلى ضباط الأركان. وتوصف الأكاديمية بـ «سان سير الأفغانية» و «ساندهرست الرمال»، في إشارة إلى كليتَي النخبة العسكريتين الفرنسية والبريطانية. وقال مدرب إن «أربعة آلاف شخص على الأقل يوجدون في الأكاديمية، بين المجندين والضباط والمدربين الذين يتراوح عددهم بين 300 و500» من أفغان وأجانب، في الأوضاع الطبيعية. وأضاف أن الإثنين كان «يوم إقفال، والمتدربون والضباط المناوبون فقط موجودين فيها». وكانت الأكاديمية تعرّضت لهجوم ضخم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قتل فيه انتحاري 15 مجنداً أفغانياً. يأتي ذلك بعد يومين على تفجير سيارة إسعاف وسط العاصمة، ما أسفر عن مقتل 103 أشخاص، وبعد أيام على اعتداء استهدف فندق إنتركونتننتال في كابول، أوقع أكثر من 20 قتيلاً، في هجومين أعلنت «طالبان» مسؤوليتها عنهما. كما أعلن «داعش» مسؤوليته عن هجوم استهدف المنظمة غير الحكومية «سيف ذي تشيلدرن» في جلال آباد الأربعاء الماضي، أوقع 6 قتلى. ودان الرئيس الأفغاني أشرف غني الهجوم أمس، وشكر جاكرتا على «وقوفها» إلى جانب كابول في محنتها، وذلك لدى لقائه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو. وحضّ «طالبان» على «الاختيار بين الإسلام والإرهاب»، معتبراً أن إعلانها مسؤوليتها عن تفجير السبت يُظهر أن «سيّد» الحركة أراد أن يوصل رسالة مفادها التحدي، في إشارة ضمنية إلى باكستان. لكن إسلام آباد أعلنت أنها تكرّر «إدانتها الشديدة للإرهاب».
مشاركة :