(كونا) -- نظم عشرات اللاجئين الفلسطينيين اليوم الثلاثاء اعتصاما امام مقر الحكومة للفت النظر الى معاناتهم المرشحة للتفاقم واحتجاجا على قرار واشنطن خفض مساهمتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا).ورفع اللاجئون الذين حضروا من مختلف المخيمات في الضفة الغربية وغالبيتهم من كبار السن وطلبة المدارس شعارات تطالب الوكالة الدولية بمواصلة تقديم خدماتها لتبقى شاهدا على نكبة عام 1948 وتؤكد حقهم في التعليم والعلاج والعمل والسكن.وجاء الاعتصام ضمن سلسلة فعاليات اعلنتها لجان الخدمات الشعبية في المخيمات من بينها اطلاق مسيرات شعبية في المخيمات وتنظيم اعتصامات امام مقرات (اونروا) احتجاجا على القرار الامريكي.وسلم المعتصمون مكتب الحكومة مذكرة طالبت رئيسها رامي الحمد الله بوقف تقليص الخدمات التي تقدمها (أونروا) وتنفيذ ما اتفق عليه سابقا كاعادة مساهمة الحكومة في دفع فواتير الكهرباء لحالات الشؤون الاجتماعية المسجلة لديها ولدى الوكالة واعتماد نسبة ثابتة من خريجي المخيمات في التوظيف الحكومي وتملك اراضي محاذية للمخيمات لاقامة مشاريع مستقبلية للحد من البطالة في اوساط الشباب.واكدت المذكرة ضرورة اقامة مشاريع إسكانية للحد من أزمة السكن داخل المخيمات.في هذا الصدد قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات (مخيم الفوار) في الخليل عفيف غطاشة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن "الاعتصام يحمل رسائل للعالم بشكل عام بعد تجميد جزء من المساهمات الأمريكية المالية لدعم (أونروا)".وأضاف "اردنا ان نسمع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير صوتنا ونطالبهم بحقوقنا فنحن في المخيم منذ 70 عاما ولا زلنا على ذات المساحة ونسبة الفقر تزداد والوكالة الدولية لم تقدم جميع الخدمات".من جانبه قال مسؤول المكتب التنفيذي لمخيمات الضفة الغربية محمود مبارك ل(كونا) إن "المجتمع الدولي يتآمر على قضيتنا وعلى قضية اللاجئين لشطبها وإنهاء حق العودة".وأضاف أن الولايات المتحدة بتقليص جزء من مساهمتها المالية ل(اونروا) "تسعى للضغط على السلطة للقبول بما يسمى صفقة القرن" مؤكدا "ان المؤامرة على اللاجئين لن تمر فهناك خمسة ملايين لاجيء هم قنبلة موقوته في العالم".من جانبه قال الخبير في شؤون اللاجئين احمد حنون في تصريح مماثل إن "(اونروا) تعاني عجزا ماليا وصل نهاية العام الماضي إلى ما يقارب 55 مليون دولار." وأضاف أن "هذا يعني وجود عجز جديد لدى (أونروا) يهدد 700 مدرسة و140 مركزا صحيا ورواتب موظفيها ونصف مليون طالب يتلقون الخدمات التعليمية".واوضح أن الوكالة تقدم الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات المتعلقة بشبكة الأمان الاجتماعي التي تستهدف الفقراء من اللاجئين.واوضح أن عدم التزام الولايات المتحدة بمساهماتها المالية يشكل عبئا على اللاجئين وعلى الدول المضيفة لهم ويؤثر بشكل كبير في احداث حالة من الفوضى بين اللاجئين.وتبلغ ميزانية (أونروا) العادية والطوارئ والمشاريع نحو 3ر1 مليار دولار وتتكفل الولايات المتحدة بها بمبلغ 300 مليون.وكانت الإدارة الامريكية قررت تجميد مبلغ 65 مليون دولار من أموال المساعدات المخصصة ل(أونروا) بعد رفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل قائلا إن "الولايات المتحدة تمنح الفلسطينيين الاموال ولا تجد الاحترام" وذلك في إشارة الى موقفهم الرافض للقرار بشأن القدس وتمسكهم بها عاصمة لدولتهم المنشودة.