حسام عبدالنبي (دبي) تستهدف أبوظبي توسيع التجارة مع الصين باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم خاصة بعد أن أصبحت دولة الإمارات الوجهة المفضلة لرأس المال الصيني، حسب تقرير لشركة الأبحاث والدراسات العقارية «نايت فرانك»، أكد أن شركة «كوسكو» الصينية للشحن البحري ستستثمر 400 مليون دولار لبناء محطة حاويات جديدة في أبوظبي، حيث منحت شركة أبوظبي للموانئ الشركة الصينية امتيازاً مدته 35 عاماً لبناء وتشغيل محطة حاويات في ميناء خليفة ستكون ثاني محطة حاويات في الميناء. وقال تقرير «نايت فرانك»، الذي يتناول «آفاق العقارات على طول مبادرة الحزام والطريق لدولة الإمارات باعتبارها محور الحزام» إن مستويات التجارة العامة بين دبي والصين تتجاوز الآن تلك التي تمتلكها دبي مع الهند والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا، مشيراً إلى أن مركز دبي المالي العالمي لعب دوراً محورياً في قصة النجاح تلك، حيث أوجد هيئات تنظيمية مستقلة ونظم قضائية اجتذبت بالفعل العديد من الشركات المالية الرائدة في الصين، وخاصة مع اتفاق تم توقيعه مع محكمة الشعب العليا في شنغهاي لتعزيز المزيد من التعاون الوثيق وتعزيز الروابط التجارية من أجل تجارة أكثر أمناً. وذكر تقرير «نايت فرانك»، أن التجارة المتزايدة بين الإمارات والصين فتحت الطريق أمام زيادة السياحة والاستثمار العقاري، إذ ارتفع عدد السياح الصينيين بنسبة 60% في العام إلى الربع الأول من عام 2017، ليحتلوا رابع أكبر جنسية تزور دبي، مقارنة بالمركز الثامن في نفس الفترة من العام الماضي. وأضاف أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2017، احتل المستثمرون الصينيون المرتبة الرابعة ضمن قائمة المستثمرين العقاريين الأكثر نشاطاً في دبي، مقارنة بالربع السادس من نفس الفترة من العام الماضي، كما يتضمن سوق التنين (أكبر مركز تجاري للمنتجات الصينية خارج الصين)، الذي أقامته شركة «نخيل» أكثر من 3 آلاف من المحلات التجارية التي يديرها 1700 من التجار الصينيين ويستقبل 65 ألف زائر يومياً، متوقعاً أن تشهد العلاقات بين الصين والإمارات مزيداً من النمو في السنوات المقبلة، حيث تعزز دبي مكانتها كمركز عالمي للتجارة والسفر والاستثمار قبل معرض إكسبو دبي 2020، وبالتالي خلق المزيد من الفرص للشركات الصينية ما يؤدي في النهاية إلى توفر منبر قوي لنجاح مبادرة الحزام والطريق. وأفاد تقرير «نايت فرانك»، بأن الدول الخليجية تعد واحدة من أهم مقدمي السلع والموارد الطبيعية للصين، جنباً إلى جنب مع وصولها الحاسم إلى أفريقيا وأوروبا. وأكد أن الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي حريصة على تنويع اقتصاداتها للحد من الاعتماد المفرط على النفط والغاز، ما سيوفر آفاقاً جديدة للمستثمرين الصينيين، خاصة في قطاعات العقارات والتكنولوجيا الفائقة والطاقة. وأوضح أن الشراكة بين الصين ودولة الإمارات ليست قصة جديدة، وفي السنوات الأخيرة واصلت الدولتان تعزيز علاقاتهما الثنائية، لتصبح الصين واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لدولة الإمارات مع وجود خطط لمزيد من التكامل، ما يتوقع معه أن تزدهر العلاقة بين الدولتين في المستقبل، منوهاً أن أكثر من 4200 شركة صينية تعمل في الوقت الحالي في الإمارات باعتبارها بوابة للوصول ليس فقط إلى دول الخليج، ولكن أيضاً لقارة أفريقيا، كما وقع مركز الترويج والتنسيق للاستثمار الصيني مذكرة تفاهم مع دبي من أجل تعزيز التعاون التجاري والاستثماري. وقال التقرير إن الصين أطلقت مبادرة الحزام والطريق في عام 2013 بهدف إحياء طريق الحرير العظيم، فضلاً عن توفير منصة جديدة للتعاون المتعدد الأطراف لخلق طرق تجارية جديدة وروابط اقتصادية وشبكات تجارية، مبيناً أن مبادرة الحزام والطريق تمتد في جميع أنحاء 69 دولة وتشكل نحو 60% من سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولذا فإن عدداً كبيراً من البلدان المشاركة في المبادرة تخضع إلى التحديث السريع والتحضر مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات وخطوط الأنابيب والبنية التحتية للتكنولوجيا. وأشار التقرير إلى أن تمويل هذه المبادرة الشاسعة يأتي عبر عدد من الطرق، حيث قدرت وكالة «فيتش للتصنيفات الائتمانية» أن هناك 900 مليار دولار أميركي من تمويل مشاريع البنية التحتية تعهد لهذه المبادرة.
مشاركة :