أكد صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، اهتمام القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، بالمسؤولية المجتمعية، وتفعيل دورها في تنمية المجتمع بجميع قطاعاته؛ بنشر ثقافة العمل الجماعي؛ وتعزيز روح التعاون بين أفراده. جاء ذلك، خلال حضور سموّه، أمس، فعاليات افتتاح «قمة عجمان للمسؤولية المجتمعية 2018»، التي ينظمها «مركز عجمان للمسؤولية المجتمعية»، التابع لغرفة تجارة وصناعة عجمان، في «مركز الإمارات للضيافة» في منطقة الجرف. وقال سموّه: «علينا أن نكون يداً واحدة في ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية، ولتكن نهجاً نسير عليه؛ من أجل وطن يقدر عالياً أهميتها في استدامة الارتقاء والتقدم والازدهار». ودعا سموّه، إلى تكاتف الجهود وإطلاق المبادرات؛ لترسيخ المسؤولية المجتمعية في نفوس أبناء هذا الوطن، والعمل على مشاركة المؤسسات والهيئات الخاصة في لعب دور مهم في تنمية المجتمع، الذي تعمل فيه، وبات عليها الاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية وتوسيع نشاطاتها في المجالات كافة، وتوفير آليات فاعلة تتصدى للتحديات القائمة، وتحاول إيجاد حلول للمشكلات، التي تقف عائقاً في وجه النمو الاقتصادي وسعادة المجتمع على المدى الطويل. وقال سموّه: «إن تنظيم القمة جاء؛ لتعزز مساعي إمارة عجمان وجهودها في المسؤولية المجتمعية، خاصة في ظل حرص عدد من الجهات على تعزيز دورها وتنفيذ مبادرات ومشاريع تنعكس نتائجها على تلك المؤسسات، من جهة، والمجتمع عموماً، من جهة أخرى».حضر مراسم الافتتاح، الشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السموّ حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط، وحصة بنت عيسى بو حميد، وزيرة تنمية المجتمع، واللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي، القائد العام لشرطة عجمان، وعبدالله أمين الشرفاء، المستشار بديوان الحاكم، والدكتور سعيد المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي، إلى جانب عدد من رؤساء الغرف التجارية في الدولة، ورؤساء ومديري الدوائر الحكومية، وممثلي كبرى الشركات العاملة في الدولة بمختلف التخصصات، وعدد من خبراء المسؤولية المجتمعية من القطاعين العام والخاص. وكانت مراسم افتتاح فعاليات القمة، بدأت بوصول صاحب السموّ حاكم عجمان إلى مقر القمة، ثم كلمة للمهندس عبدالله المويجعي، رئيس غرفة تجارة وصناعة عجمان، التي قال فيها «إننا لم نفهم معنى المسؤولية المجتمعية ومفرداتها، إلا بما جسده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الواقع، في مجتمع الإمارات، من ممارسة، وتنفيذ كل ما من شأنه تحقيق أهداف المسؤولية المجتمعية في تنمية اقتصادية مستدامة، تعتمد على الموارد البشرية المواطنة والوافدة، وتحافظ على البيئة؛ بل تعدت مسؤولية زايد المجتمعية جغرافية هذا الوطن، واستوطنت دولاً عدّة في العالم، كبناء سد مأرب في اليمن، وإنشاء المستشفيات في باكستان والمغرب، ومشاريع الإسكان في مصر وكثير من الدول. هكذا كان زايد، طيب الله ثراه، وسار على نهجه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السموّ حكام الإمارات». وأشاد في كلمته، بدعم صاحب السموّ حاكم عجمان، للمسؤولية المجتمعية، وزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، وإقامة المستشفيات وتزويدها بالمعدات الطبية والأدوية وكل ما يلزم. وقال: «إن دولة الإمارات، تبوأت المركز الأول عالمياً في حجم المساعدات الإنمائية؛ نظراً لما أنفقته؛ حيث بلغ ما يزيد على 4 مليارات دولار، بنسبة تصل إلى 1.2 في المئة من دخلها القومي». وأشاد بدور رجال الأعمال الإماراتيين، وإسهامهم في التعليم والصحة، وغيرهما؛ حيث كان تجاوبهم إيجابياً؛ للمشاركة في المسؤولية المجتمعية؛ حيث شيدوا الجامعات للطلبة والمراكز الثقافية المجتمعية، كما تبرع أحدهم بثلث أمواله للتعليم. مشيراً إلى أن المسؤولية المجتمعية لا تنحصر فيما ذكر؛ بل تتعدى ذلك بكثير، فهي في ممارساتها وتطبيقاتها في القطاع الخاص تحقق التنمية الاقتصادية المستدامة، وتحافظ على البيئة وتوازنها، وترتبط تالياً بتحقيق الاقتصاد الأخضر، الذي يأتي في أولويات «رؤية الإمارات» و«رؤية عجمان 2021»، وتحفظ سعادة أفراد المجتمع. وقال: «إن مركز عجمان التابع لغرفة عجمان، الذي وجه صاحب السموّ حاكم عجمان، بإطلاقه قبل سنتين، تمكن من إعداد الدليل والميثاق للمسؤولية المجتمعية، إلى جانب تنظيم الندوات والبرامج التدريبية والورش، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والجهات غير الربحية، وأسهم في تعيين أصحاب الهمم، بالتعاون مع دائرة التنمية السياحية، وتمكن من توطين جميع الوظائف في الفنادق والبنوك، والكثير في شركات القطاع الخاص». ولفت إلى مناقشة محاور عدة؛ لتكون انطلاقة للتطبيق الأمثل والأشمل للمسؤولية المجتمعية، تجاه الجهات والأفراد، لاسيما بحضور نخبة من كبار أصحاب الأعمال والمديرين التنفيذيين ورواد الأعمال، وممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص، وممثلي المجتمع المدني؛ لاستعراض آخر المستجدات والحلول المبتكرة لقضايا المسؤولية المجتمعية. موضحاً أن القمة تناقش ثلاثة محاور، هي: «المنجزات الحكومية في عام الخير»، و«المسؤولية المجتمعية لدى القطاع الخاص»، و«خدمة الوطن وروح التطوع». وأكد أن القمة بمحاورها ومخرجاتها، تعكس توجيهات صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، فيما يخص الاقتصاد الأخضر والاستدامة وسعادة المجتمع. مشيراً إلى أن الكثير من الجهات الحكومية والخاصة في الإمارة، أطلقت مشاريع ومبادرات رائدة، منها على سبيل المثال، جهود دائرة البلدية والتخطيط، وتنفيذها جملة من المشاريع عبر قسم معني بالمسؤولية المجتمعية، وتنفيذ جامعة عجمان، مبادرات عدّة على رأسها «صندوق ثامر سلمان للتكافل التعليمي». ومبادرات عدة لمؤسسة مواصلات عجمان؛ بتوفير بطاقات مجانية للأسر المتعففة، وتوفير سيارات لأصحاب الهمم. ومبادرة فندق «رمادا عجمان» المبتكرة في إدارة المخلفات واستخدامها في الزراعة العضوية بساحة الفندق.وألقت الوزيرة حصة بو حميد، كلمة أعربت فيها عن سعادتها بوجودها في هذه القمة المتميزة، التي تضيء على تطور منظومة المسؤولية المجتمعية في الإمارات، وترسخ ثقافتها في جميع القطاعات، وتعزز الحوار في المسؤولية المجتمعية للشركات، وتُفعل أثرها في دفع مسيرة التقدم وتنمية المجتمع في الدولة، ما يعكس مدى الحرص على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بتوطيد الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، وتعزيز إسهاماته التنموية. وشكرت للغرفة ومركز عجمان التابع لها، تنظيم هذه الفعالية الرائدة. وأضافت، إنه بفضل ما تتمتع به بيئة الأعمال الوطنية من ميزات وحوافز وسياسات اقتصادية، تعد من بين البيئات الأفضل عالمياً، تمكن القطاع الخاص، من تطوير قدراته في مختلف المجالات، ما يبرز أهمية دوره في دعم الإنجازات التنموية، موضحة أنه على مدى السنوات والعقود الماضية، كانت المسؤولية المجتمعية أحد أهم الأبواب، التي أسهمت بها كثير من شركات القطاع الخاص، في دعم المشاريع والمبادرات الوطنية ذات الأثر الإيجابي في المجتمع في المجالات كافة. وأكدت أن الجميع يدركون أن ما شهدته دولة الإمارات، من تقدم وتميز في المجال الإنساني، أكسبها سمعة عالمية، ولم يأت إلا بدعم وإيمان القيادة الرشيدة، منذ قيام الدولة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وسار على نهجه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأصحاب السموّ الحكام، وتأكيدهم أهمية المسؤولية المجتمعية، وتعزيز روح العمل الاجتماعي لدى شعب الإمارات؛ لترسم بذلك هذه الرؤية الحكيمة تاريخ دولة الإمارات وحضارتها الإنسانية، وتكون بذلك رسخت نهجاً حياتياً واضحاً، في وطن يؤمن بدورها في استدامة تنمية المجتمع. وقالت: «إن إطلاق صاحب السموّ رئيس الدولة 2017 عاماً للخير، ركز على ثلاثة محاور، هي: ترسيخ المسؤولية المجتمعية في مؤسسات القطاع الخاص، وتعزيز روح التطوع نمط حياة ينتهجه مجتمع الإمارات، خاصة بعد أن تم إطلاق منصة الإمارات للتطوع «متطوعين.. إمارات»، التي بلغ عدد المسجلين فيها 289 ألفاً، والمحور الثالث الذي يدعو إلى غرس ثقافة الإسهام في خدمة الوطن بدون أي مقابل، وبناء جيل واع بمسؤوليته تجاه وطنه، محب للعطاء وبذل الجهد والوقت؛ لتسخير طاقاته في كل المجالات؛ من أجل خدمة المجتمع وتنميته». وأوضحت أن أوجه اهتمام حكومة دولة الإمارات، بدعم ثقافة العمل التطوعي كثيرة؛ حيث أصدرت القوانين والتشريعات التي تنظم عمل الجمعيات ذات النفع العام، والمؤسسات الأهلية، والفرق التطوعية، وأطلقت المبادرات والفعاليات التي تشجع الجميع على أعمال التطوع، وتعد وزارة تنمية المجتمع، إحدى صور دعم دولة الإمارات للمسؤولية المجتمعية، عبر الدور التنموي المجتمعي، الذي تؤديه على المستوى الاتحادي، بالتعاون مع شركائها في التنمية.وكرّم صاحب السموّ حاكم عجمان، يرافقه المهندس عبدالله المويجعي، في نهاية حفل الافتتاح، الوزيرة حصة بو حميد؛ لمشاركتها في فعاليات المؤتمر، كما كرّم الرعاة والمتحدثين. يستعرض المؤتمر مجموعة محاور، من بينها: «المنجزات الحكومية في عام الخير»، وتشارك في تقديمه حصة بنت عيسى بوحميد، و«المسؤولية المجتمعية لدى القطاع الخاص»، وتقدمه افتخار حمداني، المديرة العامة لفندق وأجنحة رمادا عجمان، وألكس معلوف، مدير الاتصالات المؤسسية لشبه الجزيرة العربية في شركة «بروكتر آند كامبل»، وعلا الحاج حسين، مديرة المسؤولية الاجتماعية للشركات. و«خدمة الوطن وروح التطوع»، وتقدمه الدكتورة آمنة خليفة آل علي، عضو مجلس إدارة غرفة عجمان، ورئيسة مجلس إدارة سيدات أعمال عجمان، وأحمد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في دبي العطاء، ونوف علي الحوسني، رئيسة شعبة التدريب في إدارة المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.وقال ناصر الظفري، الرئيس التنفيذي ل«مركز عجمان للمسؤولية المجتمعية»، في تصريح له، إن القمة تهدف إلى الإضاءة على الفرص المتاحة للمنشآت المختلفة؛ لتبني وتطبيق مفهوم المسؤولية المجتمعية محوراً أساسياً لنمو المؤسسات. (وام) إطلاق مبادرات ومشاريع وبرامج أوضح الرئيس التنفيذي ل«مركز عجمان للمسؤولية المجتمعية»، أن المركز عمد منذ إطلاقه إلى تنفيذ خطة استراتيجية بدأها بالتثقيف لمختلف الجهات، بالتعاون مع مراكز وبيوت خبرة معنية بالمجال، واستكملها؛ ليبدأ المرحلة الثانية من خطته، بإطلاق المبادرات الفاعلة والرائدة؛ ليكون مرجعاً شاملاً لنمو المجال على المستويين التثقيفي والعملي لدى المجتمع المحلي. ويسعى المركز خلال عام 2018 إلى تنفيذ خطة طموحة تتضمن إطلاق عدد من المبادرات والمشاريع والبرامج، استهلها بمبادرة التوطين في القطاع الخاص، ولا سيما القطاع السياحي، لتنعكس نتائجها بشكل كبير على تحقيق أهدافه.
مشاركة :