كشف موقع "إنتر ستيج رايت" الأمريكي أسباب توسع تركيا عسكريًا في منطقة الشرق الأوسط في صمت؛ لدرجة أنها أصبحت مصدر قلق للدول العربية المعتدلة، خاصة السعودية ومصر. ولفت الموقع في تقرير- ترجمته عاجل- إلى أن الأسلوب التركي في التوسع بالمنطقة يختلف عن الأسلوب الإيراني الذي جعل طموحات طهران تحت عدسة عالمية مكبرة. وأوضح أن تركيا تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان استخدمت قوتها العسكرية مستغلة الأحداث المختلفة في الشرق الأوسط كغطاء، وحجة في النقاش السياسي بين أنقرة وحلفائها ومنافسيها. وتابع: "تشعر تركيا بأنها في مواجهة قوة روسيا وإيران والتحالف الذي تقوده أمريكا وإسرائيل، لا خيار لديها سوى رفع علمها إذا أرادت أن تكون مسموعة". وأضاف: "تسبب كل من الحرب الأهلية السورية وظهور داعش ورئيس يعرف بأنه إخوان مسلمون، في ظهور منتقدين في العالم العربي للأتراك باعتبارهم عثمانيين جددًا". ولفت إلى أن تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني كانا أهم حجتين تذرعت بهما أنقرة في التوغل في الأراضي السورية والعراقية خلال السنوات القليلة الماضية. واهتم التقرير بتسليط الضوء على الطريقة التي حاولت بها تركيا بسط نفوذها في الخليج، قائلًا، "على خلاف التورط التركي في سوريا والعراق ولبنان ومصر، كان للوجود العسكري التركي في قطر بعد آخر"، مشيرًا إلى استغلال أنقرة للأزمة الخليجية. وأكد "بموجب اتفاق دفاع تم توقيعه بين البلدين في 2014، نشرت تركيا قوة عسكرية قوامها 4 آلاف جندي في قطر". وأكمل: "في جهودها للالتفاف على السعودية وتماشيًا مع رغبتها في توسيع قوتها ونفوذها العسكريين، استكملت تركيا في 2018 إنشاء قاعدة تدريب بتكلفة 50 مليون دولار في العاصمة الصومالية مقديشو، والتي سيديرها الأتراك لتدريب ما بين 5 إلى 10 آلاف جندي من الصومال ودول إفريقية أخرى". وأردف: "أخيرا، عقب زيارة قام بها الرئيس التركي إلى السودان في أواخر ديسمبر 2017، وافقت الحكومة السودانية على تأجير ميناء سواكن بالبحر الأحمر. والتزمت أنقرة بإعادة إنشاء الميناء واستعادة أيامها الذهبية كميناء عسكري ومدني رئيس على البحر الأحمر". ووصف الموقع تلك الخطوة بأنها "كالقشة التي قصمت ظهر البعير"، في إشارة إلى أنها بدت كاشفة عن النوايا التوسعية لأنقرة.
مشاركة :