التنوع الثقافي يمنح منصات التواصل الاجتماعي أولوية التفاعل مع الجماهير

  • 1/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باتت منصات التواصل الاجتماعي إحدى أبرز وسائل التعريف بنشاطات المؤسسات المختلفة في قطر، بل تحول الأمر إلى صراع مستمر لنيل أكبر حصة من المتابعين على منصات التواصل المختلفة، إيماناً من المؤسسات بأنها الوسيلة الأبرز للوصول إلى أكبر عدد من السكان. وفي استطلاع أجرته «العرب»، أكد عدد من المسؤولين في مؤسسات عدة أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت الوسيلة الأبرز للوصول لمتابعيهم، خاصة مع التنوع الثقافي في قطر، واهتمام مختلف السكان بمتابعة الحسابات البارزة على المواقع الإلكترونية المختلفة؛ التي يصلون إليها بسهولة ويسر. وشدد المسؤولون على أن الحسابات المختلفة باتت تشهد تفاعلاً مستمراً من الجمهور، خاصة وأن الكثير من المؤسسات تحرص على أن تكون منشوراتها على مختلف المنصات باللغتين العربية والإنجليزية، أملاً في الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، حيث يتابع بعض حسابات هذه المؤسسات مئات الآلاف من المتابعين، وهي حصة ليس بإمكانهم الوصول إليها من خلال الوسائل التقليدية. خالد السليطي: حساب «كتارا» على «تويتر» يتطور بشكل ملحوظ قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام مؤسسة الحي الثقافي «كتارا»: في إطار حرصها على التواصل مع الجمهور وترويج مختلف أنشطتها وفعالياتها، تعتمد مؤسسة الحي الثقافي «كتارا» على ما يتوفر على الشبكة العنكبوتية من مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لدورها الفعال في إبقاء الفئات المستهدفة مطلعة بشكل يومي وأحياناً آني على الرسالة الثقافية والتراثية التي تحملها «كتارا». وأضاف: يمثل العدد الكبير لمتابعي مختلف حسابتنا خير دليل على ذلك، فهو في تطور ملحوظ بشكل يومي اذ يتجاوز 360 ألف على «تويتر»، و185 ألف متابع على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، مما يجعل حساباتنا من بين الأبرز على مستوى الدولة وحتى في المنطقة في مجال نشاطنا. وأكد السليطي على أن مؤسسة الحي الثقافي حرصت على توثيق حسابها على «تويتر»، الأمر الذي يحمي المتابعين من التشتت بين حسابات وهمية، مشدداً على أن ثمة بث يومي لكل ما ينظم في «كتارا» من فعاليات. ولفت إلى أن مؤسسة الحي الثقافي، وإيماناً منها بأهمية منصات التواصل الاجتماعي، فثمة فريق متكامل يعمل على مدار الساعة على بث الأخبار والتعريف بالفعاليات المختلفة التي تستضيفها المؤسسة. وأكد على أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد منصة متميزة بالنسبة لمؤسسة الحي الثقافي، حيث إن جمهور المؤسسة من داخل قطر وخارجها، ولا تكفي المواقع الإخبارية أو الصحف في التعريف بالفعاليات، خاصة وأن لكل وسيلة إعلامية جمهورها، والمؤسسة حريصة على أن تصل إلى جمهورها متنوع الاهتمامات. وشدد على أن «كتارا» تستقبل زواراً من مختلف الدول، الأمر الذي يجعل من منصات التواصل الاجتماعي وسيلة مثالية في التعريف بالفعاليات المختلفة، في ظل حرص مئات الآلاف على متابعة ما تقدمه «كتارا» من فعاليات ثقافية متنوعة من مختلف بلدان العالم. علي بن عبد الله الخاطر: حريصون على استثمارها بالشكل الصحيح قال السيد علي بن عبد الله الخاطر، رئيس لجنة الاتصال العليا للرعاية الصحية والرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية: «نعلم جيداً القوة التي باتت للإعلام الجديد؛ لذا حرصنا أن يكون لنا نصيب منها، وأن نعمل بكل جد على بث أخبار مؤسسة حمد الطبية من خلال حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة». وأضاف: «نظراً للتركيبة السكانية متعددة الأصول في قطر، حرصناً على أن تكون الأخبار والنصائح المختلفة التي نبثها على حساباتنا باللغتين العربية والإنجليزية، تأكيداً منا على الرسالة السامية لنا في زيادة الوعي الصحي لدى الجميع، إضافة إلى التعريف بخدمات المؤسسة المختلفة، وهي ضمن رسالتنا المجتمعية التي نحرص على تأديتها بكل جد وإخلاص، خدمة للمجتمع القطري بكل أطيافه. وتابع الخاطر: تتمتع حسابتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بتفاعل متميز، فحسابنا على «فيس بوك» يقارب متابعوه 150 ألف متابع، فيما يقارب متابعو حسابنا على «تويتر» 45 ألف متابع، ويصل متابعو حسابنا على «إنستجرام» إلى 5000 متابع، ومشتركو حسابنا على «يوتيوب» تجاوزوا 1500 متابع. ويتجلى من خلال هذه الحسابات حرص المؤسسة على الوصول لأكبر عدد من السكان؛ لذا كان التأكيد على التنوع على جميع منصات الإعلام الجديد. وأكد رئيس لجنة الاتصال العليا للرعاية الصحية والرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية، أن المؤسسة ستعمل خلال المرحلة المقبلة على توثيق حساباتها؛ منعاً لحدوث أي التباس لدى المتابعين على المنصات كافة، والراغبين في متابعة جميع النصائح الصحية والأخبار المختلفة التي تبثها المؤسسة، دون حدوث أي تشتت مع حسابات مزيفة. وشدد على أن منصات الإعلام الجديد باتت نافذة مميزة؛ نظراً لما تشهده من حرص كبير لدى الجمهور على متابعة الأخبار المختلفة عبرها، وهو الأمر الذي سهل من رسالة الكثير من المؤسسات؛ حيث تستطيع المؤسسة الوصول لعشرات الآلاف في أي وقت وبصورة فعالة وعاجلة، على العكس من الإعلام التقليدي الذي يحتاج إلى وقت أكبر وجهد أوسع من أجل الوصول للجمهور. ناصر المري: جمهور الإعلام الجديد مختلف قال الأستاذ ناصر المري مدير شؤون الاتصال والعلاقات العامة بجامعة قطر، إنهم يحرصون على نشر أخبار الجامعة في كل وسائل الإعلام ولا يقصرونها على قنوات محددة، فللإعلام الجديد جمهوره، وكذلك للإعلام التقليدي. وأضاف المري أن لكل منهما مزاياه، ويتوقف اختيار الوسيلة المناسبة بحسب الموضوع الذي يجب الإعلان عنه، والجامعة موجودة في وسائل الإعلام الاجتماعي، وحسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يتابعه مئات الآلاف من داخل وخارج قطر. وأوضح أن منسوبي الجامعة من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وإداريين يتفاعلون بصورة مستمرة مع ما ينشر عن الجامعة في حسابها على تويتر. وأكد المري أن البرامج الجديدة التي تطرحها الجامعة تنشر أول مرة في وسائل التواصل التقليدية مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة، ثم تنتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن الإعلام التقليدي لا يزال لديه جمهوره داخل الدولة، فالإعلام الجديد أكثر جمهوره من الفئة الشبابية، بينما الأكبر سناً يستقون معلوماتهم من التلفزيون والصحف. وأضاف أن الجامعة تعتمد في مخاطبتها لمنسوبيها من طلاب وأكاديميين على البريد الإلكتروني وليس الإعلام بشقيه التقليدي أو الجديد، لافتاً إلى أن الأخبار يمكن أن تنقل لاحقاً إلى حساب الجامعة على تويتر كوسيلة مساعدة وداعمة لتأكيد الخبر الذي أرسل عبر البريد الإلكتروني. وقال إن حسابات الجامعة على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها فريق من المتخصصين الذين يعملون طوال الوقت من أجل تحديثها ومدها بالأخبار الجديدة، لتكون مواكبة وفقاً للخطة الإعلامية وأنظمة العمل التي تضعها الجامعة. دراسة بحثية أجريت في عام 2014 القطريون واعون بأهمية أدوات التواصل الإلكترونية كشفت دراسة بحثية أُجريت في عام 2014 في قطر حول استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي -كشفت نتائجها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- أن «واتس آب» هي الشبكة الأكثر شعبية في قطر؛ حيث يتم استخدامها من قِبل 87 % من مجموع السكان، بينما تصل النسبة بين القطريين إلى 97 % من بين الشبكات الثماني التي شملتها الدراسة؛ وهي: فيس بوك، وتويتر، وإنستجرام، وواتس آب، وباث، وبي بي أم، وسناب شات، والمنتديات. وبيّنت الدراسة -التي كانت الأولى من نوعها حينها في قطر، من حيث التركيز على استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الناشئة منها مثل «واتس آب» و»سناب شات»- أن القطريين يتفوقون على غيرهم في مدى معرفتهم بوجود شبكات، مثل «سناب شات» (77 % للقطريين من عينة الدراسة مقابل 39 % لغير القطريين)، وإنستجرام (97 % للقطريين من عينة الدارسة مقابل 65 % لغير القطريين). كما قالت الدراسة إن القطريين سريعو التبنّي والاستخدام لهذه الشبكات. وفي المقابل، أوضحت الدراسة التي أجراها البرنامج البحثي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات «راصد»، أن «فيس بوك» جاء في المركز الخامس بين أكثر شبكات التواصل الاجتماعي التي تضمنتها الدراسة استخداماً من قِبل القطريين. بينما جاء في المركز الثاني من حيث الاستخدام من قِبل غير القطريين. وقد وصلت نسبة الوعي بـ «فيس بوك» عند القطريين إلى 90 %، إلا أن الاستخدام لم يتجاوز 44 %، وهو ما أكدته أيضاً بعض الدراسات السابقة، بينما يصل الوعي بشبكة فيس بوك بين غير القطريين إلى 94 % والاستخدام يصل إلى 84 %. نهلة الشريف: الوسائل الإعلامية الجديدة أكثر انتشاراً بين الطلاب قالت نهلة الشريف مديرة الإعلام بجامعة جورجتاون قطر، إنهم يهتمون بالإعلام الجديد بصورة كبيرة، ويحرصون على مد حساب الجامعة على تويتر بالأخبار بصورة مستمرة، لأن الطلاب يستقون أخبارهم بصورة أساسية من وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت نهلة أن كل جديد عن الجامعة ينشر على حسابها على تويتر لأن الشباب لا يهتمون بمتابعة الصحف والتلفزيون، مشيرة إلى أن المقاطع المصورة توضع على اليوتيوب ومن ثم ينشر رابطها على تويتر، وبالتالي فإن الوسيلة الفعالة للوصول إليه وإيصال أي فكرة أو برامج جديدة يمر عبر هذه القنوات. وأشارت نهلة إلى أن تعاونهم مع الإعلام التقليدي مستمر ولم يتوقف لأنه يخاطب أولياء أمور هؤلاء الطلاب الذين يقرؤون الصحف ويتابعون التلفزيون، ولكن بالمقابل يحرص فريق الإعلام التابع للجامعة على نشر المادة الصحفية والتلفزيونية على حساب الجامعة على تويتر عبر وضع روابط لها حتى يجدها طلاب الجامعة. خالد محمود: وسائل الإعلام الاجتماعي أحدثت ثورة في مجالات عديدة قال خالد محمود، رئيس قسم الإعلام والاتصال بمعهد الدوحة للدراسات العليا: «في ظني أن وسائل الإعلام الاجتماعي أحدثت ثورة في مجالات عديدة، ولم تكن المؤسسات التعليمية بمنأى عن هذه الثورة. وخلال العقد الأخير تحديداً، بات الإعلام الاجتماعي أحد أهم الوسائل التي تستخدمها المؤسسات التعليمية، خاصة الجامعات، لإيصال رسالتها للمتلقي (الطالب والإداري والأكاديمي)، لا بل أضحت جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الإعلامية لأي مؤسسة تعليمية، ومنها بطبيعة الحال معهد الدوحة للدراسات العليا، الذي يولي اهتماماً خاصاً بالتواصل مع جمهوره من خلال هذه الوسائل، سيما في عملية استقطاب وجذب الطلاب للدراسة فيه والتعريف ببرامجه». وأضاف: «فوسائل التواصل الاجتماعي من أهم الطرق الناجحة لأي حملة تسويقية يقوم بها المعهد وبما ينسجم مع هويته ورسالته. نستخدم (فيس بوك) و(تويتر) و(إنستجرام) وقناة (يوتيوب) للترويج الدعائي للمعهد وبما يتوافق مع رسالته الإعلامية. كما أن الموقع الإلكتروني يُعتبر الواجهة الأمامية، حيث يستطيع المستخدمون الوصول إليه للحصول على معلومات صحيحة للتسجيل أو الاستفسارات العامة عن المعهد والتفاعل مع (البوستات) المنشورة أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي». وقال محمود: إن وسائل التواصل الاجتماعي هي الأنجح في إيصال ما تريده المؤسسة، وفاقت في ذلك وسائل التواصل التقليدية (الصحف، والفضائيات، والإذاعات). وأضاف، نقوم أولاً بأول في نشر الأخبار وبثها على (تويتر) و(فيس بوك) و(إنستجرام). ونحرص دوماً على بث فعالياتنا عبر (فيس بوك) لنصل إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدة والتفاعل. وتابع: أي مدير ناجح عليه أن يلم بشكل جيد بعملية الإعلام الجديد وأدواته؛ حتى يستطيع أن يوظفها توظيفاً ناجحاً في تحقيق نتائج المؤسسة التي يعمل بها وبما يتوافق مع رسالتها وأهدافها.;

مشاركة :