أمر الادعاء التركي باعتقال 11 عضواً بارزاً في نقابة الأطباء اليوم (الثلثاء)، بعد أن انتقدت النقابة العملية العسكرية التركية في شمال سورية. وقال الادعاء إن الشرطة في العاصمة أنقرة بدأت إجراءات قانونية صباح اليوم، كما تجري عمليات بحث واعتقال في أقاليم عدة. وذكرت تقارير إعلامية أن تسعة من الأطباء اعتقلوا فعلاً. وتقمع السلطات التركية أي إبداء للمعارضة للهجوم الجوي والبري ضد وحدات «حماية الشعب الكردية» في عفرين السورية. وتم اعتقال أكثر من 300 شخص، بسبب تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحملة العسكرية التي بدأت منذ عشرة أيام. وقالت محامية النقابة زينات أوزغليك إنهم يواجهون اتهامات «بنشر دعاية لدعم تنظيم إرهابي وإثارة الرأي العام». وأضافت أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ النقابة التي تصدر فيها أوامر باعتقال جميع الأعضاء التنفيذيين. وشجبت النقابة العملية العسكرية في عفرين الأسبوع الماضي قائلة: «لا للحرب... السلام فوراً». ودفع ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان لاتهام النقابة بالخيانة. وقال لأعضاء من «حزب العدالة والتنمية» يوم الأحد: «صدقوني ليسوا مثقفين على الإطلاق. إنهم عصابة من العبيد. إنهم خدام الإمبريالية». وأضاف أن «صرخة لا للحرب من هؤلاء الغوغاء، ليست إلا تعبيراً عن الخيانة في نفوسهم. هذه قذارة بحق، هذا هو الموقف المشين الذي يجب أن يقال لا له». وأثارت الحملة على كبار الأطباء انتقادات بسرعة من الاتحاد الدولي للأطباء ومنظمة العفو الدولية اللذين طالبا بحماية أعضاء النقابة ووقف الإجراءات القانونية فوراً. وقال الاتحاد الدولي للأطباء إن رئيسه يوشيتاكي يوكوكورا دان الاعتقالات والتهديدات بالعنف الموجهة للأطباء. وقال الاتحاد الذي يمثل 111 نقابة للأطباء على مستوى العالم في بيان: «نطالب السلطات التركية بالإفراج فوراً عن زعماء الأطباء وإنهاء حملة الترويع». وقالت منظمة العفو الدولية إن أعضاء نقابة الأطباء التركية «تعرضوا للتهديد بالعنف»، ودعت الناس لتقديم التماسات لمكتب حاكم أنقرة لتعزيز الإجراءات الأمنية للنقابة وأعضائها. من ناحية أخرى قال وقف الفرقان للتعليم والخدمات الإسلامية الذي يدير مدارس إسلامية إن عددا من أعضائه اعتقل. ومن بين المعتقلين رئيس الوقف الشيخ البرسلان قيتول الذي أدلى بتصريحات اعتبرت انتقادا للحملة العسكرية التركية. وشيعت مدينة عفرين في شمال سورية أمس، 24 شخصاً بينهم ثمانية مدنيين قتلوا نتيجة المعارك والغارات التركية على قرى وبلدات عدة في المنطقة الحدودية ذات الغالبية الكردية التي تشكل هدفاً لهجوم تشنه أنقرة مع فصائل سورية معارضة. وشارك مئات من الأهالي في تشييع ثمانية مدنيين قتلوا نتيجة الغارات التركية على قرى حدودية، إضافة إلى 16 مقاتلاً ومقاتلة من «وحدات حماية الشعب» الكردية قضوا خلال المعارك ضد القوات التركية والفصائل السورية المعارضة في اليومين الأخيرين. وردد المشيعون هتافات بينها «بالروح بالدم نفديك يا شهيد» و«يسقط يسقط أردوغان» وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الأمن الكردية. وتسببت الغارات الجوية التركية أول من أمس في مقتل 14 مدنياً بينهم خمسة أطفال وفق حصيلة لـ«المرصد السوري لحقوق الانسان»، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين منذ بدء الهجوم إلى 55 قتيلاً على الأقل. وتشن تركيا منذ 20 كانون الثاني (يناير) الجاري هجوماً على منطقة عفرين الحدودية الواقعة في شمال محافظة حلب، تقول انه يستهدف «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها «ارهابية». وتحد تركيا منطقة عفرين من جهتي الشمال والغرب، فيما تحدها مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة من جهتي الجنوب والشرق. وتمكنت القوات التركية مع حلفائها في عملية «غصن الزيتون» من السيطرة على تلة برصايا الاستراتيجية، المشرفة على مدينة كيليس التركية وأعزاز السورية. وتبادلت القوات التركية والمقاتلون الأكراد السيطرة على هذه التلة مرات عدة خلال الأيام الأخيرة. وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها في مناطق سيطرتهم في شمال سورية وشمال شرقها على غرار كردستان العراق. ومنذ بدء الهجوم، أقرت أنقرة بمقتل سبعة جنود أتراك، فيما أكد «المرصد السوري» مقتل 76 عنصراً من الفصائل المقاتلة المدعومة من تركيا و78 مقاتلاً كردياً.
مشاركة :