خرج رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون عن صمته بعد 24 ساعة على تصاعد الخلاف بينه وفريقه في «التيار الوطني الحر» من جهة، وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحركة «أمل» من جهة ثانية على خلفية مرسوم ترقية ضباط وكلام مسجل ومسرب لرئيس «التيار» الوزير جبران باسيل يصف فيه بري بـ «البلطجي»، ما أدى إلى احتجاجات في الشارع ترجمت بقطع طرق وصولاً إلى إطلاق النار في الهواء. واعتبر عون في بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، أن «ما حدث البارحة على الصعيدين السياسي والأمني، أساء إلى الجميع وأدى إلى تدني الخطاب السياسي إلى ما لا يليق باللبنانيين». ورأى أن «ما حصل على الأرض خطأ كبير بني على خطأ، لذلك فإني من موقعي الدستوري والأبوي أسامح جميع الذين تعرضوا لي ولعائلتي، وأتطلع إلى أن يتسامح أيضاً الذين أساؤوا إلى بعضهم بعضاً، لأن الوطن أكبر من الجميع، وهو أكبر خصوصاً من الخلافات السياسية التي لا يجوز أن تجنح إلى الاعتبارات الشخصية، ولا سيما أن التسامح يكون دائماً بعد إساءة». ورأى أن «القيادات السياسية مطالبة اليوم بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية لمواجهة التحديات الكثيرة التي تحيط بنا، وأهمها الحفاظ على الاستقرار والأمن والوحدة الوطنية، وعدم التفريط بما تحقق من إنجازات على مستوى الوطن خلال السنة الماضية، والتي كانت من الأسباب المباشرة للرعاية الدولية التي يلقاها لبنان في المؤتمرات المرتقبة لدعم أمنه واستقراره واقتصاده ومساعدته على حل معاناة النازحين السوريين في لبنان». وكانت الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء المقررة غداً تأجلت إفساحاً في المجال أمام الجهود الرامية إلى تهدئة الوضع لئلا ينتقل الاشتباك السياسي إلى داخل الحكومة. وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية بأن موعد الجلسة كان مقرراً لكن من دون تحديد مكانها، إلا أن معظم الأطراف وأولهم رئيس الحكومة سعد الحريري ارتأوا ترحيل انعقادها إلى موعد آخر، لتطويق مفاعيل الاشتباك السياسي على خلفية تعرض الوزير باسيل إلى الرئيس بري». ولفتت المصادر إلى أن تأجيل الجلسة لا يعود إلى سفر الرئيس الحريري إلى أنقرة في زيارة خاطفة يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره بن علي يلدريم. وأشارت إلى «أن أسباب التأجيل سياسية بامتياز وليس لشيء آخر».
مشاركة :