وصفت شبكة "سي. إن. بي. سي"، الأمريكية الحملة التي شنتها السلطات في المملكة العربية السعودية ضد الفساد بـ "ثورة بيضاء، حققت أهدافها دون إراقة أي قطرة دماء" مؤكدة أن الرابح الاكبر من هذه "الثورة" هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي استطاع أن يمضي في طريقه بسرعة مذهلة وانتظام خلال الأشهر العشر الماضية.وتقول الشبكة الامريكية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إن الحملة التي كان محتجز فيها نحو 320 مشتبها فيهم بالتورط في قضايا فساد من بينهم 11 أميرا سعوديا، أشهرهم الامير الوليد بن طلال والذي تم إطلاق سراحه بعد اعتقال دام شهرين لتعلن بعدها السلطات السعودية أنه لا يوجد محتجز في فندق ريتز كارلتون - الرياض. وأشار التقرير إلى أن من أوضح علامات انتصار "بن سلمان" هو كلمات ابن عمه التصالحية للغاية الوليد بن طلال والتي عكست إصراره على أن محبسه كان مريحا وكان ما جرى هو نتاج سوء فهم. لا ضرر، ولا مخالفة فيه من خلال مقابلة مصورة بالفيديو قبل إطلاق سراحه مباشرة، والتي أصر فيها الملياردير على أنه يعامل بشكل جيد وأضاف بن طلال خلالها أن تقارير التعذيب والتحرك إلى السجن الفعلي ليست صحيحة.وأشارت "سي ان بي سي" إلى ما تناولته االتقارير المنشورة قبل إطلاق سراح الوليد بن طلال والتي افادت بأن الحكومة السعودية أرادت 6 مليارات دولار من الملياردير السعودي مقابل الإفراج عنه.واعلنت الحكومة السعودية أمس أنها استحوذت على جزء من مجموع الأموال التي تقدر بنحو 100 مليار دولار، حصيلة التسويات في قضية ريتز كارلتون، والتي تعتقد أنها حصلت عليها من خلال عمليات "فساد منهجي واختلاس" من قبل نحو 200 من الأمراء وغيرهم من كبار المسؤولين. ويقدر مراسل "فوربس" روبرت فرانك أن ثروة الوليد بن طلال كانت 17 مليار دولار قبل الحبس، قائلا: اذا كانت ثروته قد اصيبت بمليارات الدولارات فان العالم المالى سيعرف قريبا بما فيه الكفاية. وتستطرد الشبكة الأمريكية في تقريرها اليوم قائلة نعرف بالفعل أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يبدو أنه دفع أي ثمن لاحتجاز الكثير من مواطني بلاده الأبرز دون محاكمة. وتتابع: لم يكن هناك اي افتقار أو احتجاج كبير في الدولة السعودية بسبب احتجاز الوليد أو غيره ممن هم على قائمته الطويلة من الأصدقاء المفترضين فوق عالم الأعمال، معللة بأن السبب الأكثر ترجيحا لهذا الصمت هو الموافقة الضمنية من قبل الأمير الملياردير على سياسات بن سلمان وما يقوم به سياسيا وثقافيا في بلاده والمنطقة.
مشاركة :