يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء والخميس بزيارة دولة إلى تونس يطغى عليها الجانب الاقتصادي في ظل وضع اجتماعي محلي متذبذب. وفي حال أعرب رجال الأعمال التونسيون عن تفاؤلهم بشأن هذه الزيارة، بدا الشباب مللا من الوعود المتكررة التي "لا أثر لها في الواقع". يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر الأربعاء إلى تونس في زيارة دولة تستمر يومين، هي الأولى من نوعها إلى العالم العربي منذ توليه السلطة في أيار/مايو 2017، وذلك في ظل تجاذبات اجتماعية وسياسية على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها البلاد في مطلع العام الجاري بسبب غلاء المعيشة. ويرافق ماكرون في هذه الزيارة زوجته بريجيت وعدد كبير من الوزراء في مقدمتهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، ونائبان شابان من أصل تونسي من الحزب الرئاسي هما صونيا كريمي وأنيسة خضر، إضافة إلى فنانين ورجال أعمال. تقليص الفوارق الاجتماعية وتوظيف الشباب وزيادة وقالت الرئاسة الفرنسية إن الزيارة تهدف إلى دعم العملية الانتقالية الديمقراطية في تونس، والتي لا تزال هشة بعد سبع سنوات من سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011. ومن المقرر أن يوقع البلدان سلسلة من الاتفاقات بمختلف المجالات، علما أن ماكرون صرح في جريدة "لابريس" أن باريس ستقوم بجهود إضافية في ثلاثة مجالات أساسية هي تقليص الفوارق الاجتماعية وتوظيف الشباب وزيادة الاستثمار في قطاعات المستقبل مثل الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة. وسيجري الرئيس الفرنسي محادثات مع نظيره التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، كما أنه سيلقي كلمة أمام مجلس الشعب صباح الخميس ويلتقي مسؤولين من المتجمع المدني. للمزيد: "جيل الثورة" يكسر القواعد التقليدية ويفرض نمطا جديدا من الاحتجاجات الإعلان عن مشروع تعاون ضخم في مجال التعليم العالي وسيحضر ماكرون المنتدى الإقتصادي التونسي-الفرنسي في نسخته الأولى، والذي من المقرر أن يجمع نحو مئة رجل أعمال فرنسيين بينهم رئيس مجموعة "أورانج" ستيفان ريشار والرئيس المؤسس لمجموعة "إلياد" كسافيه نيال، وكلتا المجموعتين تتزعمان مجل الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة في فرنسا. وأكد الإليزيه في لقاء مع الصحافة الفرنسية والدولية الإثنين إن الرئيس ماكرون سيشجع المؤسسات الفرنسية للاستثمار في تونس، وأنه سيكشف خطة لدعم المؤسسات التونسية الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن إجراءات في مجال التنمية والرقمية. وأضافت الرئاسة الفرنسية إن ماكرن سيبحث مع السبسي سبل تحويل الدين التونسي لدى فرنسا إلى مشاريع إستثمارية. وبحسب الإليزيه، فإن الطرفان الفرنسي والتونسي سيعلنان خلال هذه الزيارة عن مشروع تعاون ضخم في مجال التعليم العالي، الهدف منه تطوير التكوين المهني العالي تطابقا مع الرهانات الإقتصادية الحديثة. الواقع التونسي يكشف حقيقة مرة لكن هل تتوقف زيارة ماكرون لتونس عند فصل الوعود والمشاريع؟ مدير المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية علاء الطالبي قال لفرانس 24 إن "الحديث عن الدعم الفرنسي للاقتصاد التونسي ممتد في الزمن إلا أن الواقع يكشف حقيقة مرة. وقالالطالبي: "لقد تعودنا على مثل هذه الزيارات والندوات والوعود، وسئم منها التونسيون لأنها لا تأتي بأي نتيجة". وقد أكد لنا عدة ناشطين في الحركات الشبابية لدى تغطيتنا للتظاهرات الشعبية التي جرت في العاصمة تونس في 14 يناير/كانون الثاني بذكرى سقوط بن علي، أن "مشاكل تونس سيحلها التونسيون، ولا غيرهم". من جهته، شدد خبير السياسة التونسي سليم خراط في تصريح لوكالة فرانس برس على أن "التونسيين لا يأملون الكثير من وعود الدعم التي يقدمها المسؤولون الأجانب ولا يصدقونها بالكامل". وقال خراط كما نقلت عنه الوكالة إن الوعود "نادرا ما تليها متابعة ملموسة على الأرض". نسبة البطالة تجاوزت الـ 15 في المئة وخلافا للحركات الشبابية التي لا يبدي اكتراثا كبيرا لزيارة ماكرون، يبدو رجال الأعمال التونسيون تفاؤلا يتناسب مع تطلعاتهم. فمؤسس مجموعة "أفريك إنفيست" (أفريقيا للاستثمارات) عزيز المبارك يرى أنها "في غاية الأهمية نظرا للاهتمام الذي أبداه الرئيس ماكرون لقطاع الرقمية، وهو يشكل إحدى نقاط القوة في تونس". وقال المباركي: "علينا أن نتيح الفرصة أمام الشباب التونسي الحاصل على شهادات فرصة التكوين تماشيا مع اقتصاد اليوم الذي يتسم بسرعة التغيير والتحول"، مضيفا: "تونس بإمكانها أن تلكون منبرا للشركات الرقمية الفرنسية التي تريد الاستثمار في كلا البلدين، وهذه شراكة تعود بالفائدة لكليهما". وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نسبة البطالة في تونس تتجاوز الـ 15 في المئة، وأنها تفوق 30% لدى المتخرجين من الشباب رغم تحسن النمو في 2017 بـ 2%. علاوة مزياني نشرت في : 31/01/2018
مشاركة :