حمد الحمَّاد: “الفكرة” أساس نجاح رائد الأعمال

  • 1/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يحقق هذا النجاح المبهر في حياته العملية كرجل أعمال، إلا بعد صبر وجهد وتخطيط وإدارة جيدة، فمن أشهر أقواله: ” إدارة الوقت فن، وإتقانه خطوة للنجاح”، ويقول: ” حتى ما تُنفِقُه من راحتكَ ومشاعركَ، وما تمنحُه للآخرينمن فرحة رغم آلامك، يُخلِفه الله عليك انشراحًا في صدرك وفرحةً في قلبك”. إنه حمد بن حمود الحمًّاد؛ نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات حمود حمد الحماد، وعضو شرف نادي الهلال، وعضو في عدة مؤسسات مجتمعية واقتصادية، والذي ينصح رواد الأعمال بالاهتمام بالتقنية، وتوقع العقبات عندتأسيس شركاتهم، والتغلب عليها بالأفكار الجديدة، ودراسة السوق، والجدية، وطلب المشورة من المختصين قبل البدء في العمل..في هذا الحوار نبحر معه في هذه النقاط، مع محاور أخرى.. • ترتكز رؤية 2030 على تنويع مصادر الدخل ، فكيف تراها، ومامدى تأثيرها على اقتصاد المملكة؟ رؤية 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي؛ الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وتبناها مجلس الوزراء لتكون رؤية للمملكة خلال العقد المقبل، هي رؤية خير وبركة إن شاء الله، ولازالت في مسيرتها الأولى ولديها مستهدفاتكبيرة وخطط طموحه ورائعة. ومن المبكر أن يعطي أي شخص انطباعًا عنها في هذه المرحلة، لكنها تقوم على هدف مهم لمستقبل الأجيال المقبلة؛ وهو تخفيف الاعتماد على النفط، وتنويع مصادر الدخل والاستثمارات؛ وهو ما يطالب به رجال الأعمالوالمتخصصون في الشأن الاقتصادي، ومراكز الدراسات والبحوث، التي ترى أن التحولات في الاقتصاد العالمي لم تعد تجعل النفط موردًا مطمئنًا وثابتًا في اقتصاديات الدول، بعد أن شهدت علوم الطاقة تطورات كبيرة، وأصبحالاعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة من الماضي. دورنا- كرجال أعمال- أن نتفاعل مع المشاريع والأهداف الوطنية، وأن ندعمها ونتحمل تبعات التغير؛ لأنه غالبًا ما تواجه عمليات التغيير والتطوير، صعوبات في البداية، لكنها ماتلبث أن تأخذ طريقها وتحقق أهدافها. وأرى أنالرؤية ستفتح فرصًا كبرى في السوق، وستساهم في تصحيح أية أخطاء تراكمت عبر السنين في مسيرة الاقتصاد الكلي للمملكة، سائلين الله- عزَّ وجلَّ- فيها الخير للبلاد والعباد. فرص رواد الأعمال • كيف ترى فرص رواد الأعمال والشباب في هذه المرحلة؟ الإصلاحات الاقتصادية التي تمر بها المملكة حاليًا- والتي تقوم عليها رؤية 2030- ستعيد ترتيب السوق ليواكب المستجدات في الاقتصاد الدولي، والتي بدأت تأخذ أشكالًا مختلفة، خاصة مع التقدم التقني الهائل خلال العقد الأخير،والذي فتح المجال لأنماط جديدة من التجارة، وعزز اقتصاديات المعرفة وتبادل المعلومات. وهذا بلا شك، يحمل فرصًا كبيرة للأجيال الشابة التي تستطيع مجاراة التقدم التكنولوجي، وتحقيق مكاسب كبيرة منه، فالملاحظ حاليًا، أن أسرع الشركات نموًا في العالم يقف خلفها شباب استغلوا التقنية في التجارة، أو شركات تقنيةناشئة حققت نسب نمو مرتفعة للغاية خلال فترة بسيطة جدًا، كانت تحتاج الشركات التقليدية سابقًا زمنًا لتحقيقها. لذلك، يحفل السوق الجديد بفرص كبيرة للشباب الموهوبين والمبدعين تتيح لهم تحقيق ثروات من خلاله؛ عبر الابتكار والأفكار الجديدة المفيدة للمجتمعات والأسواق، والتي تُعد أساس نجاح رائد الأعمال، فمع العالم الجديد يمكنتحقيق الثروات بسرعة فائقة. تخطي العقبات هناك من يرى أن واقع السوق قد يحمل أحيانًا عقبات أمام رواد الأعمال لتحقيق طموحاتهم؟ لايمكن أن يأتي النجاح بسهولة. ومن المستحيل ألا تكون هناك عقبات تواجه الشركات الناشئة، فدراسة السوق والأفكار الجديدة والجدية- بعد التوكُّل على الله- عوامل يجب توافرها لدى رائد الأعمال؛ إذ تساعده على تخطيالعقبات، وتجعل له مخارج لكل الإشكاليات التي قد تواجهه. وتشهد المملكة حاليًا- ضمن برامج الرؤية- تذليل صعوبات، وتعديل أنظمة، وطرق دعم وتحفيز مختلفة مباشرة وغير مباشرة لرواد الأعمال والمنشآت الصغيرة؛ ما يتطلب من شباب رواد الأعمال الاستفادة منها، واستغلالها جيدًا. عناصر النجاح • من واقع خبرتك، ما هي الاستراتيجيات التي تساعد رواد الأعمال على إدارة مشاريعهم بنجاح ؟ يحتاج رائد الأعمال في المراحل الأولى لنشأته، للإرشاد وقوة التوجيه نحو التجارة أو الصناعة أو الاستثمار، والتي تُعد من أهم عناصر نجاح ريادة الأعمال. وطبقًا لكثير من الدراسات، فإنَّ أصحاب المشاريع- الذين استعانوا بمشورة المختصين وأنظمة الدعم الصحيحة- نجحوا في تأسيس أعمالهم، فيما فشل من لم يحصلوا على التوجية اللازم. وتوجد حاليًا مبادرات توفر فرص التواصلوالتوجيه لرواد الأعمال، كما توجد جهات داعمة بالتوجيه والدعم المالي؛ كبرنامج “واعد” التابع لشركة أرامكو، أو البرامج الحكومية أو الجهات التمويلية الرسمية وغير الرسمية، وهي عوامل تساعد رائد الأعمال على الاستفادةمنها، متى اكتسب المعرفة بالسؤال والتوجيه عن آلية عمل تلك الجهات. الثورة الرقمية • تتغير طبيعة العمل مع الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، فما أهم المهارات الواجب توافرها في رائد الأعمال ليستفيد من تلك المتغيرات؟ تشير تقارير عالمية إلى أن الاقتصاد العالمي سيفقد نحو 7.1 مليون فرصة عمل؛ نتيجة العمالة الفائضة وغياب الحاجة إلى الوسطاء بين المنتج والمستهلك، في الوقت الذي سيتوفر فيه مليونا فرصة عمل جديدة، تتعامل غالبيتها مععالم التقنية. لذلك، يجب على رواد ورجال الأعمال مواكبة تلك المتغيرات؛ عبر تطوير منتجاتهم وطرق تواصلهم مع العملاء والتسويق وجميع مفاهيم التجارة. ومن المهم لطالبي العمل، الاتجاه إلى تلك المجالات، والبعد عن دراسة مالا يتطلبهالسوق. سلاح الصبر والجهد • بم تنصح رواد الأعمال والمبتدئين في الأعمال التجارية؟ نصيحتي الأولى هي التوكُّل على الله، ثم إيمان رائد الأعمال بعدة مفاهيم، منها: أن النجاح لن يأتي سريعًا، بل يتطلب صبرًا، وأن العقبات أو مراحل التعثر يمكن تجاوزها بخطط طوارئ أو تعديل مسار، وأن العلاقات مهمة جدًا،وأنَّ لتطويرها أثرًا إيجابيًا في قدرة رائد الأعمال على الوصول إلى المستويات القيادية العليا في عالم الشركات؛ وهو ما يتطلب صبرًا وجهدًا. كذلك، من المهم أن يبني رائد الأعمال فريق عمل متجانسًا ومحترفًا، والأهم من ذلك بناء سمعة حسنة، تقوم على الصدق والوضوح في المعاملات؛ لأن خدش السمعة هو بداية النهاية لأية شركة. دور الغرف التجارية • الغرف التجارية هي صوت رجال الأعمال، فكيف ترى دورها؟ العمل في الغرف هو عمل تطوعي، ومن هذا الباب دخل العديد من رجال الأعمال ممن يرون أنفسهم قادرين على خدمة قطاع الأعمال والمجتمع بشكل عام. وقد حققت الغرف التجارية كثيرًا من الإنجارات خلال تاريخها، وخاصة غرفة الشرقية التي تعاقب على مجلس إدارتها، العديد من رجال الأعمال والأسماء الاقتصادية المهمة التي ساهمت في رفع مستوى أداء الغرف. وهناك كثيرمن الأدوار التي لا يزال قطاع الأعمال من الغرف يؤمل القيام بها. وإن شاء الله، تستكمل الأجيال الجديدة من مجالس إدارات الغرف، ما بدأه السابقون من الرواد. واقع الشركات العائلية • ماذا عن واقع الشركات العائلية في المملكة؟ تعد الشركات العائلية في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص، من أهم روافد الاقتصاد الكلي للمملكة، فقد اتجه كثير من الشركات إلى حوكمة أنظمتها، وضمان انتقال الإدارة بين أجيال العائلة، فيما اتجه البعض إلىفصل الملكية عن الإدارة، والبعض للإدراج كشركات مساهمة عامة. وهناك توجهات تبعث على الطمأنينة وضمان استمرارية أعمال تلك الشركات وتحقق نموًا مرضيًا، خاصة وأن نسبة السعوديين في تلك الشركات عالية، باعتبارها من أهم مراكز التوطين في السوق. أهم بقاع العالم • كيف ترى واقع قطاع الأعمال المنطقة الشرقية ؟ تعد المنطقة الشرقية من أهم بقاع العالم في مجال الطاقة والصناعة النفطية، كما تفخر بوجود عدد من الكيانات التجارية العالمية والشركات الوطنية الرائدة؛ مثل شركتي أرامكو وسابك، واللتان لعبتا دورًا كبيرًا في مسيرة المنطقةالتجارية، وخاصة أرامكو التي خرج من تحت عباءتها منشآت كبرى، عائلية ومختلطة، وصنعت العديد من الأسماء البارزة في عالم المال والأعمال. وتحظى المنطقة الشرقية بتوجيه ودعم من سمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي؛ الأمير سعود بن نايف، وسمو نائبه؛ صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد، وكسائر مناطق المملكة تحظى بدعم حكومي كبير ساهم فيتأسيس مناطق اقتصادية مهمة؛ مثل الجبيل الصناعية ورأس الخير. • تعمل في العديد من المجالات، فماذا عن وضع السوق العقاري حاليًا؟ حقق السوق العقاري خلال الأعوام القلية الماضية نسب نمو عالية في الأسعار؛ نتيجة الطفرة العقارية التي شهدتها المملكة، ولكنها تمر حاليًا بمرحلة ركود، مع تصحيح طفيف وصحي للأسعار. وفي ظل الجهود التي تقوم بها الدولة- عبر وزارة الإسكان- هناك انتعاشة مقبلة لسوق العقار، وليس شرطًا أن تكون مصحوبة بتضخم في الأسعار، لكن السوق سيأخذ وضعه الطبيعي عطفًا على قوى العرض والطلب. ومن المهم أن تُطور شركات التطوير العقاري عملها، وأن تستفيد من تقنيات البناء الحديثة التي توفر في التكلفة، وأن تساهم في دعم رواد الأعمال لإنشاء شركات صغيرة تخدم القطاع؛ عبر تحفيزهم والتعامل معهم، متمنيًا ازدهارالسوق، وحصول الجميع على سكن ملائم، وبأسعار مناسبة.الحصول على الرابط المختصر

مشاركة :