في العام 1863م استغرق رجل الأعمال جون روكفلر الأب والذي يعد من كبار رجال الأعمال في صناعة النفط في الولايات المتحدة تحقيقه للمليار الأول 46 عاماً، وفي الثمانينات الميلادية استغرق تحقيق المليار الأول لمايكل ديل مؤسس شركة ديل 14 عاماً ونجح بيل جيتس في تحقيقه المليار الأول خلال 12 عاما. وفي التسعينيات استغرق تحقيق المليار الأول لمؤسس شركة ياهو جيري يانج و وديفيد فايلو 4 أعوام بينما بعد الألفية الجديدة استغرق مؤسس شركة بي بال بالو ألتو ثلاثة أعوام لتحقيق المليار الأول. الإنترنت يسر على آلاف الأشخاص حول العالم تحقيق ثروات ومستقبلا سيكون أكثر سهولة وما يؤكد ذلك قانون مورال والذي يشير إلى أن الإنترنت سيكون متاحا للجميع وبتكلفة زهيدة جداً، والسؤال الآن هل الإنترنت هو من صنع ثروات الأثرياء واختصر فترات نجاحهم؟ مئات الملايين حول العالم يستخدون الإنترنت بشكل مستمر ولساعات طويلة ولكنهم لم يحققوا نجاحاً يذكر أو ثروات، وفي المقابل عدد كبير من القطاعات التجارية والشركات العملاقة لم تحقق نمواً يذكر إذا ما قارناها ببعض الشركات الصاعدة من صناديق التمويل الجريئة كشركة جوجل وتويتر ويوتيوب وغيرها الكثير، بينما نجح عدد محدود من الشركات العملاقة التي تتخذ من الإبداع والمبادرات الفردية موطئ قدم ومسار لأعمال الشركة في تحقيق وثبات نوعية ونجاحات مميزة، ومن أبرز تلك الأمثلة إنتاج شركة أبل للهاتف المحمول الآيفون بالرغم من أن الشركة تعمل أصلا في مجال إنتاج الحواسيب الشخصية وليست في الهواتف المحمولة، والسر بطبيعة الحال في الاسثتمار في التفكير هي من تصنع مثل هذه النتائج الخلاقة. أي إن الأفراد والشركات التي تنجح في تحقيق ابتكارات ونجاحات كبيرة لا تتكئ بالضرورة على الخبرات السابقة فتلك الخبرات تضمن المحافظة المؤقتة على المكتسبات السابقة، وفي أفضل الأحوال نجاحات محدودة بشكل سنوي إن لم تتقادم تدريجياً بالرغم من أن مثل هذه المدارس تعتمد بشكل رئيس على عمل الموظفين والأشخاص أنفسهم لساعات طوال، بينما التفكير بشكل أفقي وممارسة أعمال مختلفة بشكل مستمر هي من تصنع النجاحات المبهرة على مستوى الشركات وكذلك على مستوى الأفراد ومن أبرز الأمثلة الروائي جيمس باترسون والذي بيعت أكثر من 300 مليون نسخة من روايته كان يعمل تنفيذياً في مجال التسويق واستفاد من خبرته السابقة في تسويق مؤلفاته لتكون ضمن أفضل الكتب مبيعا في العالم بعد تقاعده في العام 1996م. لدينا في المجتمع عدد كبير من السلبيات القاتلة للطموح والممارسات الاجتماعية التي تكبل الأفراد من محاولة النجاح وقد لا يدعم التعليم صناعة أجيال قادرة على التفكير بشكل مختلف وترسيخ قيم الإبداع في التنمية والممارسات الحياتية ولكن الفيصل سيكون مرهوناً بقدرة الأفراد على الاستثمار بشكل مستمر في طريقة تفكيرهم وممارسة أعمال جديدة مختلفة لتحقيق نجاحات صغيرة غير مؤلفة، وبمرور الوقت ستكون نواة لنتائج فريدة كما هي الحال في بدايات الكثير من الرواد الناجحين.
مشاركة :