تواصل – فريق التحرير: تُوفي الشيخ محمد صالح الكاشغري، وَهُوَ من أبرز علماء تركستان الشرقية، فِي سجون الصين، عن عمر ناهز الـ82 عَاماً، بعد حياة حافلة بالعمل لصالح الإسلام والمسلمين، وخدمة القُرْآن الكريم والدعوة الإسلامية حول العالم بصفة عَامَّة، وفي الصين بصفة خَاصَّة. مولده ونشأته ولد الشيخ محمد صالح الكاشغري عام ١٩٣٦م، فِي بلدة آرتوج وحفظ القُرْآن الكريم وَهُوَ فِي سن 11 عَاماً، وفي عام 1956 التحق بمعهد العلوم الإسلامية فِي بكين وتتلمذ على يد علماء الأزهر الشريف فِي هذا المعهد، وله جهود كبيرة فِي التعليم الإسلامي والحفاظ على الهوية الإسلامية لأَبْنَاء تركستان الشرقية التي تسعى بكين لسلخهم عنها. المناصب التي تولاها شغل الشيخ كاشغري، رَحِمَهُ اللَّهُ منصب مدير المعهد الإسلامي فِي أورمتشي، ونائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، كما حظي بالتكريم من قبل كل من ملك المغرب ورئيس مصر وكازاخستان. إقامة جبرية وكان الشيخ يخضع للإِقَامَة الجبرية فِي منزله مُنْذُ العام 2005، قبل أن يتم اعتقاله فِي ديسمبر الماضي؛ حيث أمضى 40 يَوْماً قيد الاعتقال إِلَى أن قضى نحبه رحمة الله عليه. ترجم معاني القُرْآن يعتبر الشيخ العلامة محمد صالح من أكابر علماء مسلمي تركستان الشرقية المعاصرين.. فهو الذي قَامَ بترجمة معاني القُرْآن الكريم إِلَى اللغة الأويغورية رغم التضييق الصيني للنشاطات الدينية هناك، وله العشرات من المؤلفات. فقد خدم مسلمي الأويغور خدمة عظيمة، (قام مجمع الملك الفهد لطباعة القُرْآن الكريم فِي المَدِينَة الْمُنَوَّرَة بطباعة الترجمة عشرات المرات).. فَضْلاً عن ترجمته للكتب الإسلامية من بينها: “السِّيرَة النَبَوِيّة”، “رياض الصالحين”، “شرح القسطلاني لصحيح البخاري” وغيرها. تكريمه في أكثر من دولة فهو من أكثر العلماء الذين خدموا مسلمي تركستان الشرقية ومن الرموز المعروفين كذلك فِي العالم الإسلامي.. فقد قَامَ بتكريمه الملك حسن الثَّانِي ملك المغرب، ورئيس مصر السابق محمد حسني مبارك، ورئيس كازاخستان نورسلطان نازارباييف وغيرهم. جعلت السلطات الصينية من تركستان الشرقية سجناً مفتوحاً واعتقلت الآلاف من المسلمين هناك، وقطعت تواصلها مع العالم الخارجي.. ففي الوقت الذي لم يعد بإمكان الجالية التركستانية فِي الخارج الحصول على أخبار أسرهم وعائلاتهم بحرية زادت أخبار شائعات احتجاز الشيخ وأَفْرَاد أسرته فِي المعتقل من قلق التركستانيين فِي المهجر. وتطالب جمعية علماء مسلمي تركستان الشرقية السلطات الصينية بالإفراج الفوري عن أسرة الشيخ، وتناشد الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإِنْسَان الدَّوْلِيَّة لمطالبة الصين بتوضيح مصير أسرة الشيخ وأسرته والضغط عليها بشتى الوسائل مِنْ أَجْلِ الإفراج عنهم.
مشاركة :