خلال الأسبوع الماضي، هبط سوق الأسهم أكثر من ألف نقطة معيداً بذلك ذكريات تذبذبات السوق الحادة بعد انهيار فبراير 2006 والذي كان له دور كبير في إفلاس الكثير من المستثمرين في تلك الفترة، ولكن هل هذا يعني أن السوق أمام فبراير جديد؟ الجواب أقوله بكل ثقة وطمأنينة، طبعا لا ولله الحمد والمنة. يبدو أنني مازلت اثير الحيرة لدى الكثير من المتابعين فتشاؤمي منذ نهاية سنة 2005 قبل انهيار فبراير كان محل استهجان واستنكار منهم وعندما بدأت في التفاؤل سنة 2009 أثار ذلك استهجانهم مرة أخرى، حتى انهم أصبحوا يعتبرونني مطبلا منذ بدء الطفرة الأخيرة في سوق الأسهم خلال السنوات القليلة الماضية. هبوط الأسهم الذي حدث مؤخرا يعتبر فرصة جديدة للاستثمار كنا ننتظرها خلال الفترة الماضية فهي جزء من موجة تصحيح على المدى الطويل حدثت في وقت ومكان يعتبران مناسبين جدا مقارنة بموجة الهبوط التي مر بها السوق منذ فبراير 2006 الذي أسأل الله الا يعيده علينا، فموجة التصحيح الحالية جاءت انعكاسا لعدة عوامل سلبية مؤقتة بعضها محلي والآخر دولي كانت بوادره واضحة قبل إجازة عيد الأضحى المبارك. أهم العوامل السلبية المحلية هي اكتتاب البنك الأهلي الذي تم الاعلان عنه قبل إجازة عيد الأضحى المبارك. التكهنات التي كانت تدور بين المتداولين كانت تتوقع بأن يكون سعر الاكتتاب قريباً من 65 ريالاً مما يعني أنه سيستحوذ على سيولة قريبة من 8 مليارات دولار تقريبا لهذا كان أثر التكهنات ضاغطا على السوق قبل اعلان سعر الاكتتاب، مؤديا لتشكيل موجة التصحيح السابقة بعد أن وصل لأعلى من مستوى الأحد عشر الف نقطة بقليل. قبل الإجازة، تم الاعلان أن سعر الاكتتاب سيكون 45 ريالاً وهو أقل بكثير من التوقعات مما يعني أن أثره على مستوى السيولة في السوق سيكون أقل حدة وسيكون بحدود 6 مليارات دولار تقريبا، وهو أمر أعتقد أن أثره كان سينعكس بشكل ايجابي على السوق لولا التوقف المؤقت خلال إجازة عيد الأضحى. أثناء ذلك على الصعيد الدولي، كانت الأسواق الأمريكية على وشك بدء موجة تصحيح عنيفة شاهدت اثرها على سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية كالين الياباني واليورو الأوروبي، وحتى بعد محضر الفدرالي المتعلق باحتمال تأجيل رفع سعر الفائدة لم يساعد الأسواق الأمريكية كثيرا فقد هبطت بعده بيوم لأكثر من 600 نقطة في الداو جونز فقط، معطية اشارة واضحة وصريحة لبدء موجة تصحيح على المدى الطويل مرجحاً أن تعيد الداوجونز لمستويات أقل من 15 الف نقطة على المدى الطويل. رغم ذلك موجة التصحيح هذه تعتبر مؤقتة فبحسب تصوري أن الداو جونز مازال في موجة صاعدة على المدى الطويل جدا تستهدف مستويات قريبة من 24 الف نقطة تقريبا على مدى السنوات القليلة القادمة بإذن الله. أعتقد أن موجة التصحيح الحالية في السوق السعودي مرجح أن تشكل قاعا على المدى الطويل أعلى من 8000 نقطة بإذن الله خلال الأشهر القادمة ومن ثم استهداف مستويات قريبة من 15 الف نقطة خلال السنوات القادمة بإذن الله. بغض النظر عن الأوضاع السياسة في المنطقة، هناك عوامل عديدة محلية سيكون لها الأثر المباشر على اقتصادنا مثل فتح السوق للأجانب، نمو الناتج المحلي بفعل تنويع مصادر الدخل وطفرة قوية مقبلة في قطاع العقار، المقاولات، والطاقة، والتقنية بإذن الله، تجعلني مازلت أقف بقوة مراهنا على مستقبل الاستثمار محليا. * مستشار مالي واستراتيجي غير متفرغ
مشاركة :