أبوظبي: نجاة الفارس اختتمت أمس فعاليات منتدى أبوظبي للنشر، الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي في منارة السعديات، تحت شعار: «التحولات والإنجازات في صناعة الكتاب.. تجربة الإمارات»، واشتملت فعاليات اليوم الثاني من المنتدى على أربع جلسات وورشة عمل. وعقدت الجلسة الأولى تحت عنوان: «النشر والإعلام»، حيث سلطت الضوء على الإمكانات التي تقدمها المؤسسات الإعلامية في عالم النشر، وذلك بمشاركة الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، وعلي عبيد الهاملي، وسليمان الهتلان، وباول هوربازسكي، مدير عام شركة «إنك بوك»، وأدارت الجلسة الإعلامية ندى الشيباني، حضر الجلسة محمد خليفة المبارك رئيس الدائرة. أوضح الدكتور علي بن تميم، أن منتدى أبوظبي للنشر يشكل أهمية كبيرة بسبب وضع الثقافة عربياً في الوقت الراهن، وبسبب تعثرات مد الجسور بين الثقافة والإعلام، متسائلاً كيف يمكن أن نقيم الجسور إذا آمنا أن الثقافة تهتم بالبعد النخبوي، موضحاً أن الإعلام استطاع أن يعكس ما يجري في المؤسسات الحكومية، لكنه غيّب التحولات الكبرى التي مرت على الثقافة العربية، فالإعلام في الوطن العربي، يسعى إلى أخبار لا تشكل أهمية كبيرة للمجتمعات، وبدأنا نتحدث عما يعرف بمحرقة الإعلام، فما نهتم به اليوم ربما لا يصلح للغد. وأضاف أن دور النشر اتفقت على عدد من التحديات التي تواجهها، تتلخص فيما يلي: منافسة الكتاب الإلكتروني، وقرصنة الكتب، وغياب الحريات، وجاذبية وسائل التواصل الاجتماعي، والتكاليف الباهظة للنشر. وذكر أن طبيعة القراءة في وسائل التواصل الاجتماعي لا تشكل مشروعاً ثقافياً للفرد، كما أن الإعلام واقع تحت تحديات كبيرة، فما تهتم به مختلف المؤسسات هو الأخبار اليومية، مضيفاً أن عام القراءة كان يحتاج إلى جهد أكبر، حيث شهدنا برامج عديدة من قبل المؤسسات، ولكنها كانت متواضعة من حيث المستوى. من جهته تحدث سليمان الهتلان عن تجربته في برنامج «حديث العرب»، موضحاً أنه بعد الأزمات المرعبة التي شهدها الوطن العربي، نحتاج إلى أن نركز على مفهوم التنوير، ولا بد للإعلام أن يلعب دوراً، فالجمهور هو الذي يوجه، وإذا عدنا إلى فترة التسعينات فسنجد العديد من الملاحق الثقافية التي ركزت على الحداثة كجزء من حراك المجتمع، وتصادمت مع بعض التيارات، فالإعلام إذا ركز على قضية يستطيع أن يجعلها قضية الناس، فربما هناك إشكالية في العلاقة بين المثقف والإعلام، ولكن بعض المثقفين يحبون العيش في برج عاجي.وتقدم الهتلان بجزيل الشكر إلى أبوظبي؛ لأنها تبنّت العديد من المشاريع التنويرية الفكرية، موضحاً أن دور المؤسسات في دعم المشاريع الثقافية مسؤولية مهمة، خاصة في مرحلة التنمية، كما يجب على الإعلامي والناشر والمثقف أن يكونوا على دراية بأحدث التقنيات التكنولوجية، فنحن أمام أجيال تتفاعل مع التقنيات، ولا أعتقد أن هناك وسيلة تلغي وسيلة سابقة.ونادى بضرورة دعم الكتّاب وتفريغ عدد منهم مدة عامين أو ثلاثة، خاصة الشباب لإنجاز بحث أو رواية، فالكاتب في الوطن العربي موزع ما بين الوظيفة والكتابة، وهذه خطوة جيدة ربما تظهر نتائجها مع الوقت، وكذلك لا بد من دعم البرامج الثقافية. وقال علي عبيد الهاملي: «يصنف الإعلام إلى مقروء ومسموع ومرئي، ومن واقع خبرتي العملية خلال 30 عاماً بين الإعلام المسموع والمقروء، وجدت أن الإعلام المقروء أكثر اهتماماً بالكتاب، وهناك ملاحق ثقافية مخصصة للكتب الصادرة، والإعلام المسموع اهتم إلى حد ما بالنشر والقراءة، أما الإعلام المرئي في الوطن العربي فلم يمنح النشر والكتاب اهتماماً كبيراً، وهناك اعتقاد أن الكتاب موجه للنخبة، وحتى القنوات الثقافية لم تخدم النشر والكتاب كما يجب وتقدمه بشكل جذاب، وذلك ربما لضعف الميزانيات، كما أن ثقافة الناس في الوطن العربي، تميل إلى المنوعات والترفيه أكثر من الثقافة». وأضاف: «الآن مطلوب من القنوات الحكومية التلفزيونية أن تكون ربحية، وأتحدى أن يوجد برنامج ثقافي يحقق أي دخل أو ربح أكثر من برامج المنوعات، فالإعلام الحكومي يجب ألاَّ يكون ربحياً؛ لأن له رسالة محددة وأهدافاً سامية». وأشار إلى أن التلفزيون قدم من خلال الدراما، مادة جيدة مثل مسلسل الأيام الذي دفع الملايين إلى قراءة كتاب «الأيام» لطه حسين. ورصد باول هوربازسكي سمات الكتاب الرقمي والكتاب الورقي، حيث يتميز الأول بسهولة النسخ والتوزيع، موضحاً أن الكتاب الإلكتروني ليس خطراً على الكتاب المطبوع والدليل هي الصين، التي تعد أكبر سوق للإعلام الرقمي، ومع ذلك بقيت مبيعات الكتب الورقية فيها على نفس المستوى.
مشاركة :