مكافي: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً أوسع أمام العقل البشري

  • 2/1/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: سلام أبوشهاب استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البطين في أبوظبي عصر أمس، محاضرة بعنوان: «مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي»، ألقاها أندرو مكافي عالم أبحاث رئيسي بكلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.شهد المحاضرة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة، ووفود من المجالس الشبابية، ومجالس أدنوك وطلاب وطالبات جامعتي زايد وخليفة، ومعهد التكنولوجيا التطبيقية. وقدّم المحاضر أندرو مكافي، المؤسس المشارك والمدير المشارك ل«مبادرة الاقتصاد الرقمي»، عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، الذي قال إن دولة الإمارات هي أول دولة في العالم، تطلق استراتيجية للذكاء الاصطناعي. وأعرب المحاضر أندرو مكافي عن سعادته وسروره لدعوته لإلقاء محاضرة في مجلس صاحب السمو محمد بن زايد عن الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن العالم يولي اهتماماً كبيراً للذكاء الاصطناعي. وعرض المحاضر، من خلال خمسة محاور تساؤلية، مراحل تطور الأنظمة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بدءاً من ظهور الكمبيوتر في مطلع الخمسينات، وكيف نافس الكمبيوتر أبطال العالم في مختلف الألعاب، مشيراً إلى فوز الكمبيوتر في عام 1997 على بطل العالم كاسبوروف في لعبة الشطرنج، وأصبح بطل العالم في هذه اللعبة في تلك الفترة الكمبيوتر، وتطرق إلى نجاح شركات الكمبيوتر العملاقة، ومنها مايكروسوفت في بناء آلة لفهم الخطاب البشري. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي واستخدام الأنظمة الإلكترونية، أسهم في تحسين معدلات الأداء بنسبة 15%، وانخفاض استهلاك الطاقة بنحو 40%، مؤكداً أن تولي الأنظمة الإلكترونية السيطرة في العمل، يؤدي إلى تحسن ملموس في مستويات الأداء وفتح آفاق أوسع لمزيد من التطور. وتحدث المحاضر أندرو مكافي، عن التقدم التكنولوجي المذهل في عصرنا الحالي، وإلى أين سيأخذنا في المستقبل، مشيراً إلى أنه باستخدام التكنولوجيا والأنظمة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، فإن كثيراً من المشاكل المرتبطة بالعمل والإنتاجية، تحل إلى جانب فتح آفاق أوسع أمام العقل البشري للعمل بشكل أفضل. وتطرق إلى الآمال والتحديات الكبيرة التي تواجه المؤسسات والقادة والموظفين في العالم الذي نعيش فيه، مع تسارع وتيرة التطور الذي تشهده التقنيات الرقمية، موضحاً أن المهارات الاقتصادية والإدارية والقيادية تصبح أفضل، لجهة تحقيق مزيد من النجاحات مع استخدام التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجية. كما تحدث عن المستقبل المحتمل للوظائف التي نزاولها الآن، وكيف ينبغي علينا تثقيف الأجيال القادمة للاحتفاظ بهذه الوظائف، مؤكداً أهمية تحسين أدائنا كبشر، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال، أعلى الأبراج التي يتم بناؤها أصبح الكمبيوتر هو من يتولى رسمها وإعطاء رسوم متكاملة لها، وقد يتدخل العقل البشري للتعديل والتحسين، بينما كان يتم التوصل إلى مثل هذه الرسومات في السابق يدوياً، من قبل مختصين في هذا المجال ولأبنية صغيرة، وبالتالي الشراكة بين العقول البشرية والتكنولوجيا المتطورة، سيؤدي إلى تحقيق مزيد من التقدم ومواجهة التحديات بنجاح. وقال المحاضر على غرار الثورات الصناعية السابقة، فإن من شأن الثورة الصناعية الرابعة، أن ترفع مستويات الدخل في العالم، وتحسّن نوعية الحياة لجميع البشر، ولكن في الوقت نفسه، يمكنها أن تتمخض عن قدر أكبر من عدم المساواة، لا سيما أنها قد تؤدي إلى تعطيل أسواق العمل.وأضاف: بالنظر إلى انعكاسات التكنولوجيا المستخدمة في مجالات متنوعة، مثل الصناعات التحويلية والخدمات المالية، والتعليم والطب على آفاق العمل والتوظيف، فإن التقدم التكنولوجي ساهم حتى وقت قريب، في زيادة الإنتاجية ونمو الوظائف.وأوضح، أنه ابتداء من سنة 2011، أدت التكنولوجيا إلى زيادة الإنتاجية ولكنها لم تعزز نمو الوظائف، بل على العكس تماماً، ومن أسباب ذلك أن مهاراتنا لم تعد تتماشى مع التقدم التكنولوجي. وقال مع حلول الأتمتة محل العمالة البشرية على امتداد القطاعات الصناعية بكاملها، فإن تشريد الآلة للعمال قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة بين العائدات على رأس المال، والعائدات على العمالة. وعلى سبيل المثال، سيتعاظم تأثير الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب؛ نظراً لقيام المؤسسات بتحويل عملياتها ونماذج أعمالها بهدف الاستفادة من إمكانات «التعلم الآلي»، ومن ناحية أخرى، من الممكن أيضاً أن يؤدي تشريد الآلة للعمال إلى زيادة عدد الوظائف الآمنة والمجزية. وأكد المحاضر أنه سيتوجب على الحكومات إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الوضع، حيث سيكون هذا الأمر أحد أهم محاور السياسات على مدى العقود القادمة.وأضاف: «ستنتشر الآلات والتقنيات الماهرة على امتداد اقتصادات العالم في السنوات المقبلة، وسيؤدي ذلك إلى أتمتة بعض الوظائف، وربما العديد منها، و هناك أدلة على أن التغيرات السريعة التي تشهدها التكنولوجيا، لن تؤدي إلى إنتاج آلات واعية وقادرة على الحلول محل البشر في المستقبل». المحاضر في سطور المحاضر أندرو مكافي، تلقى تعليمه في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، و تركز أبحاثه على التغيير الذي تحدثه التكنولوجيا الرقمية على الشركات والاقتصاد والمجتمع.

مشاركة :