عندما وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، رسالته التاريخية إلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وأطلق شعاره الذي عبَّر عن مكنون كل مواطن إماراتي، بل كل من يعيش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة: شكراً محمد بن زايد، ودعا المواطنين إلى تقديم الشكر لسموه؛ معدِّداً الأعمال العظيمة التي قام بها من أجل الوطن والإنسانية، قلت إن هذا الشعار، على قلة عدد كلماته، يمكن أن يكون عنواناً لعشرات المجلدات التي تسجل بكل فخر واعتزاز ما قدمه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي والإسلامي، بل العالم كله، ويستحق عليه الشكر والثناء؛ ليس من الأجيال الحالية فقط، وإنما من الأجيال القادمة، التي يحرص سموه على حفظ حقها في التقدم والتنمية المستدامة أيضاً، وليس من الإماراتيين فقط، وإنما كذلك من الملايين من شعوب الأرض الذين امتدت أيادي سموه الإنسانية إليهم بالدعم والمساندة، ومن الذين يقدِّرون مواقفه التاريخية والبطولية والشجاعة في التصدي لقوى التطرف والإرهاب، والذين يبحثون عن عالم تسوده قيم التعايش والتسامح والسلام، التي عمل سموه ويعمل على ترسيخها وتعميقها؛ حتى غدت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً مضيئاً لهذه القيم الإنسانية في ظل عالم يعاني نَزعات التعصُّب والتطرف والصراعات الدينية والعرقية والطائفية. إن السؤال المهم، من وجهة نظري، ليس لماذا نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله؟ لأن ما يستحق سموه عليه الشكر كثير بحيث لا يمكننا حصره أو الإحاطة به، ولكنه: كيف نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله؟ فإذا كان غرض الشكر هو إشعار المشكور بالسعادة والرضا؛ لأنه قدم شيئاً إيجابياً إلى مجتمعه أو بلده أو للبشرية بشكل عام؛ فإن أكثر ما يُشعِر سموه بالغبطة والفرح أن يرى دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول، ويرى شعبها من أسعد شعوب الأرض، وأكثرها تقدُّماً ورفاهية؛ ولذلك فإن الشكر الحقيقي لسموه لا يكون بالكلام واللافتات في الشوارع والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي فقط؛ وهي كلها مظاهر مهمة، وتعبِّر عن مشاعر حب حقيقية لدى أصحابها، ولكن بالعمل الجاد من أجل رفعة دولة الإمارات العربية المتحدة التي كرَّس سموه حياته لها، وبذل ويبذل من أجلها راحته وجهده منذ أن بدأ خطواته الأولى على طريق العمل العام في عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. إن أكبر شكر يمكن أن نقدِّمه إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو التفاني في العمل من أجل أن يظل الوطن في مقدمة الصفوف؛ فسموه يدعو أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً إلى العمل والاجتهاد، ويحثهم على التفوُّق والإبداع، ويضرب لنا المثل والقدوة بصفته قائداً يتكلم قليلاً، ويعمل كثيراً؛ ولذلك فإن ما ينتظره من كل إماراتي هو العمل، ثم العمل، ثم العمل، ليس بمنطق أداء الوظيفة، وإنما بوازع حب الوطن والاستعداد للتضحية من أجله؛ ذلك الحب الذي يجعل سموه يعمل 18 ساعة يومياً، ولا تتجاوز إجازته في العام الأسبوع الواحد، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في رسالته إلى سموه. إن الشكر الحقيقي لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، هو أن نكون - نحن الإماراتيين- عند مستوى طموحات سموه وتطلُّعاته لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحاضر والمستقبل، ونستلهم أخلاقه وخصاله، ونربي أبناءنا على القيم التي يعمل من أجلها، ونجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، ونلتف حول قيادتنا الرشيدة، وندعمها، ونكون سنداً لها، ويكون انتماؤنا إلى الوطن هو الانتماء الأسمى، ونكون يداً واحدة في النهوض بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحصينها في مواجهة أي مخاطر أو تهديدات، ونقدِّم صورة إيجابية عنها في العالم، وأن يعدَّها كل إماراتي أمانة في عنقه تركها له الآباء والأجداد، عليه أن يحافظ عليها، ويضحي من أجلها بكل غالٍ وثمين، ليسلمها للأبناء والأحفاد عالية الراية مرفوعة الهامة. إن شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، يجب ألا يكون مؤقتاً، أو مرتبطاً بمدة زمنية محدَّدة، وإنما يجب أن يكون شعار كل إماراتي في أي وقت، وفي أي مكان، شعاره في البيت والمدرسة ومكان العمل والشارع، شعاره داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، بحيث يكون الشكر مقروناً بالعمل والجهد والتضحية؛ لأن هذا هو الذي يرضي سموه. إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لا ينتظر الشكر على ما يقوم به من أعمال عظيمة من أجل الوطن، لكننا نحن -أبناء الإمارات- مَن نحتاج إلى أن نقول لسموه شكراً حتى نشعر أننا وفَّيناه ولو جزءاً بسيطاً من حقه، فـ«مَن لا يشكر الناسَ لا يشكر الله»، كما يقول نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم. إننا أكثر حاجةً إلى أن نقولها وفاءً لرمز الوفاء في وطن الوفاء، وأداءً لجزء من دَين في أعناقنا لهذا الرجل الإنسان والقائد الاستثنائي في تاريخ دولتنا ومنطقتنا. ... المزيد
مشاركة :