افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مجمع كليات الطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة، فعاليات مؤتمر الشارقة الخامس للموارد البشرية، الذي تنظمه دائرة الموارد البشرية بحكومة الشارقة، تحت شعار «استراتيجيات التأهيل الحديثة في مجـــتمع المعرفة»، بحضور نخبة من الخبراء والاختصاصيين في مجال الموارد البشرية، وممثلين من كافة الدوائر والجهات المحلية والاتحادية والقطاع الخاص. وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة، الشركاء والرعاة والمساهمين في إنجاح المؤتمر، كما تسلّم سموه هدية تذكارية من دائرة الموارد البشرية، تقديراً لرعايته وتشريفه بحضور المؤتمر، كما افتتح سموه معرض «وفر» المصاحب للمؤتمر، وتوقف سموه عند عدد من المنصات، واستمع من القائمين على ما يقدمونه من خدمات وعروض لموظفي حكومة الشارقة. ويناقش المؤتمر، خلال يومين، واقع الموارد البشرية في العالم العربي، والتوجهات والمسارات والتغيرات التطويرية لمستقبل التأهيل والتعليم في مجتمع المعرفة، وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية، كما يرتكز على أربعة محاور، هي مجتمع المعرفة: المفهوم، الأسس، التحديات، رؤى ابتكارية، ونماذج تطبيقية للمجتمع المعرفي في بيئات الأعمال، وتكنولوجيا الاتصال التفاعلي، وبناء مجتمع المعرفة، وصناعة أجيال واعدة في مجتمع المعرفة. خدمة المجتمع وفي كلمته، أكد الدكتور طارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، أنه يأتي ضمن الاستراتيجيات الحديثة في خدمة مجتمع المعرفة، وهو موضوع من أهم الموضوعات المعاصرة في الموارد البشرية، يستشرف المستقبل، ويعمل على بناء المجتمع المعرفي، تأكيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة، مشيراً إلى أنهم حملوا على عاتقهم تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، عبر مجموعة من البرامج المتميزة والمتوافقة مع سوق العمل، وليتمكن الخريج من القيام بكافة الأعمال، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. وقال الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، الجهة المستضيفة للحدث، إن صاحب السمو حاكم الشارقة، وجّه جميع الأجهزة المعنية في الشارقة، وعلى رأسها دائرة الموارد البشرية، لتعمل بالتعاون مع جامعة الشارقة، ضمن خطة خمسية بدأت في عام 2017، وتستمر لغاية عام 2022، لتأهيل آلاف المواطنين من الموظفين والموظفات في مختلف الدوائر والمؤسسات الحكومية، بالعلوم المهنية والأكاديمية والتدريبية، من خلال برامج دبلومات مهنية وأكاديمية، يعقدها لهم في مختلف مدن ومناطق الإمارة. وألقى طلال أبو غزالة مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة، المتحدث الرسمي في المؤتمر، كلمة، عرف فيها مجتمع المعرفة، بأنه المجتمع القائم على الإنترنت في جميع جوانب حياته. وأكد أبو غزالة، أهمية أن يتواكب التعليم مع المستقبل، وضرورة أن يتواكب مع التقدم السريع في مجال الإبداع والابتكار، وكيفية صناعة إنسان مبدع ومبتكر، وقال إن هناك تغييراً جارفاً قادماً في قطاع التعليم، تصنعه الدول الاسكندنافية، مشيراً إلى أنه لا مكان إلا للشركات المعرفية، وإن صناعة الثروة لا تتأتى إلا بالمعرفة. قوانين محفزة وتناولت الجلسة الأولى، محور مجتمع المعرفة المفهوم، والأسس والتحديات، وتحدث فيها الدكتور علي هلال النقبي مدير مؤسسة بوليتينك أبوظبي، عن أهمية المخرجات التعليمية، وضرورة اختيار تخصصات يحتاجها سوق العمل، تتلاءم مع التطور الذي يشهده العالم، لافتاً إلى أن الجامعات تخرّج آلاف المهندسين، وأن هؤلاء بعد خمس سنوات لن يكونوا قادرين على إيجاد وظائف، إلا إذا تغير التعليم، والدولة قادرة على المواكبة، موضحاً أن النظرة إلى المدارس الفنية، اختلفت حالياً، مقارنة بعقد ماضٍ من الزمان، لافتاً إلى أنهم رفضوا 600 متقدم، وقبلوا 200 طلب، ما يعني ارتفاع نسبة الإقبال، وإدراك المجتمع، في ظل ثورة صناعية رابعة، الاحتياج الماس إلى خبراء تكنولوجيا. وسلط الدكتور صلاح الدين فهم وهو أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأميركية المفتوحة، وعميد معهد الجزيرة العالي للحاسب الآلي ونظم المعلومات الإدارية في مصر، الضوء على الخطر الذي أصبح الوطن العربي مقبلاً عليه، وماذا نحن فاعلون به، مشيراً إلى أهمية إعادة الهيكلة التعليمية في المدارس والجامعات، حتى نكون قادرين على مواكبة الثورة الصناعية المقبلة. وأكد فريد محمود الأميري، الباحث في مجال التطوير، أن التعليم التقليدي لا يزال يسير باتجاه واحد، فيما التعليم في المستقبل، سيكون عبر مشاركة في المعرفة، ودراسة مشكلات واقعية، مشيراً إلى الحاجة لقوانين محفزة لتشجيع ممارسة اقتصاد المعرفة، وتوجيه الجيل المستقبلي نحو تخصصات العلوم والتكنولوجيا. حضر المؤتمر، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وخولة الملا رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من المسؤولين.
مشاركة :