أشعل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف أزمة جديدة؛ لكنها من نوع خاص، داخل أروقة البرلمان "البوندستاج". وسيطرت حالة من الغضب على أعضاء الكتلة البرلمانية للحزب المثير للجدل في أعقاب رفض نادي كرة القدم الخاص بالبرلمان (للهواة) ضم لاعبين ينتمون للكيان السياسي المتطرف، وفق ما نقلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية. وقررت الكتلة على إثر التيقن من حرص نادي كرة القدم بالبرلمان على مقاطعتها الرد على طريقة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كالإخوان، ومن ثم التحرك جديًا لتأسيس فريق يضم لاعبين وهواة ينتمون للحزب اليميني المتشدد. وكانت جماعة الإخوان في مصر وعدد من أفرعها بعدد من الدول، أعلنت في أعقاب ثورات الربيع العربي في العام 2011، أنها ستشكل أندية وفرقًا رياضية، وبخاصة في كرة القدم، للمنافسة في البطولات المحلية. ولم تخف ساعتها الجماعة أنها تريد أن تميز نفسها عن الباقين، حتى داخل المستطيل الأخضر، ومن ثم ستعتمد في ذلك على عناصرها المتوغلة في مختلف الأندية والفرق في مصر على وجه التحديد، وهو النهج ذاته الذي يعول عليه حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي يحظى بتأييد جماهيري مؤثر دفع به إلى الوجود تحت قبة "البوندستاج"، كأول كيان سياسي يميني متطرف يصل إلى تلك المكانة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويراهن الحزب على أن له مؤيدين بين جماهير ومحبي كرة القدم في بلاده، فضلًا عن لاعبين ومدربين في الدوري الألماني، البوندسليجا. وتأسس حزب "البديل من أجل ألمانيا" في العام 2013، فيما حقق مفاجأة مدوية في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت نهاية العام 2017؛ حيث حل في المرتبة الثالثة بنسبة 13% من الأصوات، بما يعادل 90 عضوًا في (البوندستاج). ويعتقد قادة الحزب أن البرلمان وأعضاءه يسعيان لتهميشه، ليس فقط في القضايا السياسية ولكن حتى في الأنشطة الرياضية والثقافية والمجتمعية التي يتولاها كوادر البوندستاج بغض النظر عن انتماءاتها السياسية. ويتمسك الحزب باستطلاعات رأي تضغط على البوندستاج من أجل إيقاف أي سياسة لتهميش الحزب المتطرف، ومنه استطلاع شهير أجراه معهد "فورسا" الخريف الماضي (أي قبل الانتخابات التشريعية) لحساب مجلة "شتيرن" الألمانية، وفيه طالب نحو 63% ممن شملهم الاستطلاع، بضرورة معاملة الحزب الشعبوي دون تمييز عن أي حزب آخر في البرلمان. في السياق ذاته، رفعت بعض أندية "البونسليجا" مؤخرًا شعار "لا مكان للمتطرفين في الدوري الألماني لكرة القدم". ويتزعم في نادي انتراخت فرانكفورت الحملة؛ حيث يعتمد رئيسه المنتخب الجديد، بيتر فيشر، سياسة تنتهج شطب أي عنصر ينتمي لـ"البديل من أجل ألمانيا" من سجلات النادي.