معركة محتدمة للسيطرة على قطاع تزويد المعلومات الماليةتسارع سباق الشركات إلى قطاع توفير البيانات والمعلومات باعتبارها العملة الصعبة الجديدة، وشهد قطاع توفير البيانات والمعلومات المالية تحولا كبيرا بصعود مجموعة بلاكستون كقوة كبيرة في هذا القطاع الذي تتزعمه خدمة بلومبيرغ الأميركية.العرب [نُشر في 2018/02/01، العدد: 10887، ص(10)]شوارزمان.. الأخ الأكبر الجديد في عالم البيانات المالية لندن – انضمت مجموعة بلاكستون للاستثمار المباشر إلى مصاف عمالقة قطاع خدمات المعلومات المالية في وول ستريت، باستحواذها على حصة أغلبية في قطاع الخدمات المالية والمخاطر لشركة تومسون رويترز. ومثلت الصفقة، التي بلغت قيمتها 20 مليار دولار، أكبر رهان لبلاكستون الأميركية منذ الأزمة المالية العالمية. وسوف تضع هذه الصفقة الكبيرة ستيفن شوارزمان الشريك المؤسس للمجموعة في منافسة مع الملياردير وحاكم نيويورك السابق مايكل بلومبيرغ، الذي تتصدر الخدمة التي تحمل اسمه قطاع تزويد المتداولين والمصرفيين والمستثمرين بالأخبار والبيانات والتحليلات. وقال بيان أصدرته الشركتان إن بلاكستون ستستحوذ على حصة 55 بالمئة من أنشطة الخدمات المالية والمخاطر المنفصلة حديثا. وستحتفظ تومسون رويترز بحصة 45 بالمئة مقابل نحو 17 مليار دولار، بينها 3 مليارات نقدا و14 مليارا في صورة دين وأسهم أفضلية يصدرها النشاط الجديد. وستمنح الصفقة تومسون رويترز، التي تسيطر عليها عائلة تومسون الكندية، حليفا كبيرا في وقت تسعى فيه لتعزيز قطاع أعمال يواجه تحديات تتمثل في انكماش قاعدة العملاء بسبب ظهور مصادر جديدة وسط تركيز على ضغط النفقات. ولدى بلاكستون سجل حافل في خفض التكاليف، كما تتمتع بوصفها من أكبر المستثمرين في العالم بعلاقات عمل مع معظم البنوك الكبرى في وول ستريت وهم عملاء لمنصة تومسون رويترز الشهيرة “آيكون” للمعلومات والأخبار المالية. وسيشارك في الاستثمار إلى جانب بلاكستون كل من مجلس استثمار معاشات التقاعد الندي وصندوق “جي.آي.سي” في سنغافورة، لكن لم يتم الكشف عن المبلغ الذي سيقدمانه. وقد امتنع المجلس الكندي وصندوق جي.آي.سي عن التعليق. وسوف يدير الشراكة الجديدة مجلس من 10 أعضاء يضم خمسة يمثلون بلاكستون وأربعة من تومسون رويترز. وسيكون الرئيس والرئيس التنفيذي للشراكة الجديدة عضوا لا يملك حق التصويت في مجلس الإدارة بعد إنجاز الصفقة. ولم تذكر الشركتان من سيكون هذا الشخص بالتحديد. وعولت تومسون رويترز كثيرا على خفض التكاليف في السنوات الأخيرة، في وقت خفض فيه الزبائن الأساسيون للشركة، بما في ذلك البنوك وشركات الوساطة والاستثمار، الإنفاق في مـواجهة ضعف التعـاملات وتشديد القواعد التنظيمية وتنامي الاستثمار الخامل. وذكرت مصادر مطلعة أنه مع تسارع وتيرة المحادثات، فإن النقطة الشائكة الرئيسية خلال المفاوضات كانت ما ستعنيه الشراكة بالنسبة لوكالة رويترز للأنباء التي تزود منصة آيكون بالأخبار والتحليلات. وتمحورت إحدى القضايا حول مبادئ الثقة التي تعتمدها تومسون رويترز، والتي تلـزم وكـالة رويتـرز بالحفـاظ على “الاستقـلال والنزاهة وعدم التحيز” في تقديم أخبارها. وقال كيم وليامز رئيس مجلس إدارة شركة تومسون رويترز فاوندرز شير “نحن مقتنعون بأن طبيعة العقد تضمن استمرار الجودة الملائمة للعمل التحريري”. وأشار وليامز إلى “تعديلات بالتبعية” في ما وصفه بأنه “ترتيبات” مبادئ الثقة.مجموعة بلاكستون أكبر المستثمرين في العالم تمد قبضتها إلى زعامة إدارة البيانات والمخاطر ولم يتم الإفصاح عن التعديلات على تطبيق المبادئ التي يجري فرضه حتى الآن، ليس فقط على وكالة رويترز بل على جميع وحدات أعمال تومسون رويترز. وأكد جيم سميث الرئيس التنفيذي لتومسون رويترز أن الشراكة مع بلاكستون تطلبت إيضاح مبـادئ الثقة، التي أكـد أنها “ستُطبـق في أي موضـع تستخـدم فيـه العـلامة التجارية رويترز أو يستخدم فيه طرف ثالث تلك العلامة في أي منتج”. وبموجب الصفقة، التي من المتوقع إتمامها في النصف الثاني من العام الحالي، ستظل وكـالة رويترز جزءا من تومسون رويترز بجانب أنشطة الخدمات القانونية والضرائب والمحاسبة. وستقدم الشركة الجديدة مدفوعات سنوية لرويترز قيمتها 325 مليون دولار كحد أدنى على مدى 30 عاما مقابل الحصول على خدمتها الإخبارية أي ما يعادل 10 مليارات دولار تقريبا. وقال مسؤولون تنفيذيون إن المدفوعات ستخضع للتعديل في ضوء التضخم. وقال ستيفان بيلو المدير المالي لتومسون رويترز إن المدفوعات المقرر تقديمها تمثل ما اعتاد قطاع الخدمات المالية والمخاطر تخصيصه لوكالة رويترز علاوة على “قدر أزيد قليلا”. وتوقع أن تبلغ إيرادات وكالة رويترز بعد الاتفاق نحو 625 مليون دولار، شاملة المدفوعات السنوية من قطاع الخدمات المالية والمخاطر ونحو 300 مليون دولار إيرادات من أنشطتها الإعلامية، وهو ما يزيد قليلا عن قاعدة تكاليف الوكالة. وفي هذه الأثناء رجحت الوكالة أن تتماشى نتائج أعمال العام الماضي مع التقديرات أو تتجاوزها وأن ترتفع الإيرادات بنسبة واحد بالمئة. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن تلك النتائج الشهر المقبل. وتماثل حصيلة الصفقة التي ستحصل عليها تومسون رويترز البالغة 17 مليار دولار المبلغ الذي دفعته شركة تومسون، مقابل شراء وكالة رويترز ومقرها لندن في عام 2008. وتمخضت الصفقة عن نشأة مجموعة تومسون رويترز. وتخطط الشركة لاستخدام ما يتراوح بين 9 إلى 10 مليارات دولار لإعادة شراء أسهم واستخدام المبلغ المتبقي في سداد ديون والاستثمار في وحدات الخدمات القانونية والضرائب والمحاسبة.
مشاركة :