دراسة تكشف أن طول فترة الرضاعة الطبيعية يحد من خطر الإصابة بمرض السكري لدى الأمهات حتى بعد العشرات من السنين.العرب  [نُشر في 2018/02/01، العدد: 10887، ص(17)]فوائد صحية للنساء من الرضاعة الطبيعية أكبر مما كان معروفا من قبل لندن- أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعيا ولفترات طويلة، أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد بلوغهن سن اليأس. الدراسة أجراها باحثون بجامعة أوكسفورد البريطانية، وتأتي استكمالا لرصد الفوائد الصحية التي تعود على الأم نتيجة الرضاعة الطبيعية، وخاصة على ضغط الدم. وفي نوفمبر 2011، أظهرت دراسة أميركية أن الأمهات اللائي يرضعن أولادهن طبيعيا لفترة 6 أشهر متواصلة يقل خطر إصابتهن بارتفاع ضغط الدم في ما بعد. وفي الدراسة الجديدة، ركز الباحثون على دور الرضاعة الطبيعية في خفض ضغط الدم المرتفع لدى النساء بعد سن اليأس الذي يبدأ من 45 إلى 55 عاما، الذي يرافقه ارتفاع في ضغط الدم وإمكانية الإصابة بالسكري، ما يمثل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وراقب الباحثون 3 آلاف و119 من السيدات بعمر 50 عاما فأكثر في مسح أجري على مدى عامين، ووجدوا أنه كلما أرضعت السيدات عددا أكبر من الأطفال ولفترات كبيرة، كلما انخفض لديهن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد انقطاع الطمث. وحسب الدراسة، ارتبط إرضاع الأمهات لخمسة أطفال طبيعيا بخفض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 51 بالمئة، مقارنة مع أقرانهن اللاتي أرضعن طفلا واحدا أو لم يرضعن مطلقا.النساء اللاتي أرضعن أطفالهن طبيعيا لفترات امتدت من 6 إلى 24 شهرا انخفض لديهن خطر ضغط الدم المرتفع وأظهرت الدراسة أيضا أن النساء اللاتي أرضعن أطفالهن طبيعيا لفترات امتدت من 6 إلى 24 شهرا انخفض لديهن خطر ضغط الدم المرتفع بنسبة 45 بالمئة. وقال قائد فريق البحث الدكتور نام كيونج تشوي “لقد أيدت نتائج دراستنا التوصيات الحالية التي تنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية للحفاظ على صحتهن عند الكبر”. وكانت دراسات سابقة كشفت أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تفيد الأمهات أيضا، وتساعدهن على تقليل الألم المزمن بعد الولادة القيصرية. وأضافت أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعيا، أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. وأشارت الدراسات إلى أن تحسين معدلات الرضاعة الطبيعية، يمكن أن ينقذ حياة حوالي 820 ألف طفل سنويا حول العالم، وهذا الرقم يمثل حوالي 13 بالمئة من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة سنويا. وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن يظل حليب الأم مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى سن الـ6 أشهر، وتوصي بالاستمرار لاحقا في الرضاعة الطبيعية (مع الغذاء الصلب) حتى وصول عمر الطفل إلى سن عام. كما أظهرت دراسة جديدة أن طول فترة الرضاعة الطبيعية يحد من خطر الإصابة بمرض السكري لدى الأمهات حتى بعد العشرات من السنين. وأوصى أطباء الأطفال بألا ترضع الأمهات أولادهن إلا بشكل طبيعي حتى يصبح عمرهم ستة أشهر على الأقل، لأن ذلك يحد من خطر إصابة الرضع بأي عدوى في الأذن والجهاز التنفسي والموت المفاجئ والحساسية والبدانة والسكري. ونصح الأطباء الأمهات بمواصلة الرضاعة الطبيعية لمدة عام على الأقل، وهي عادة ربطتها دراسات سابقة بالحد من خطر الإصابة بالاكتئاب والبدانة وأنواع معينةمن السرطان. ومن أجل هذه الدراسة فحص الباحثون بيانات 1238 أما لم يكنّ مصابات بالسكري في البداية. وخلال الخمس وعشرين سنة التالية أصيبت 182 امرأة بالسكري، وقل احتمال الإصابة بالسكري بنسبة 48 بالمئة لدى الأمهات اللائي أرضعن أولادهن بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر على الأقل، مقارنة بالأمهات اللائي لم يرضعن أولادهن بشكل طبيعي مطلقا. وقالت إريكا جوندرسون من قسم الأبحاث بشركة كايزر بيرماننت في أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية “قد تكون هناك فوائد صحية للنساء من الرضاعة الطبيعية أكبر مما كان معروفا من قبل”.