شئنا أم أبينا الموت قادم نحونا، فمنذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض وهو يبذل الجهد الكبير ليزرع العثرات والمعوقات في طريق الموت، ولكن الموت يحاول جاهدًا التغلب على هذه العثرات وفي النهاية هو المنتصر، أي بمعنى آخر هناك سجال بين الموت وبين الإنسان في صورة الاطباء والادوية والتجهيزات الطبية والدراسات العلمية المتعلقة بالطب الهدف منها إطالة عمر الإنسان والتخفيف من وطأة آلامه وتفادي عيوب جسده. وحسب الإحصائيات العالمية فإن معدل عمر حياة الإنسان الحي ارتفع بفضل جهود الإنسان، فهل يا ترى يأتي يوم يطول فيه عمر الإنسان ويتخطى عمر المائة بحيث يصل الى معدلات تتراوح بين المائة والمائتين كما تتراوح هذه الأيام بين الخمسين والمئة؟.. ليس مخالفاً للواقع اذا قلنا إن قدرات عقل الإنسان لا حدود لها وخاصة اذا كان يعمل بحرية، ففي هذه الأيام الدراسات الجينية والتناسخية مستمرة وليس من المستحيلات ان يأتي يوم يستطيع الإنسان فيه أن يشتري عضواً من أعضاء جسده كما يشترى اليوم قطعة غيار لسيارته، فالإنسان يستطيع اليوم وهو في غرفة نومه ان يستخدم جواله الذكي ويرسل رسالة الى اي إنسان على هذه الأرض اذا كان يملك جوالاً مماثلاً وبسرعة لا يخطر على البال.نعم الموت حق وسيصلنا ولو كنا في بروج مشيدة ولكن ما يرجوه الإنسان هو إطالة العمر بقدر المستطاع او بمعنى آخر إطالة مدة صلاحية حياة الإنسان على أساس ان لا تتخللها صعوبات مرضية جسدية، وان يكون الموت سريعاً وفرحة الموت السريع ان الإنسان ينتقل الى جوار ربه وهل هناك فرحة أعظم من لقاء الخالق.
مشاركة :