أعد ديفين نونيس، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي، مذكرة تبين أن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي يتخذان مواقف مسيسة إلى درجة كبيرة ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن ترامب قرأ المذكرة السرية، فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أمس الأربعاء، بما فيها قناة "فوكس نيوز" أن ترامب قرر بعد الاطلاع على المذكرة السماح بنشرها قبل نهاية الأسبوع، ما سيشكل رفضا صريحا للتحذير الصادر الثلاثاء، من مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدم النشر، وهو وإن كان غير موقع فإنه لا بد وأنه حظي بموافقة مدير المكتب كريستوفر راي. وتزعم المذكرة أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يكن نزيها في التحقيق حول تواطؤ روسي مزعوم مع فريق ترامب الانتخابي، الأمر الذي زاد منسوب التوتر بين البيت الأبيض والشرطة الفدرالية. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي"، بهذا الخصوص :" لدينا مخاوف جدية بشأن وجود إغفالات مادية للوقائع تؤثر بصورة أساسية على دقة المذكرة". ويزعم نونيس أن تطبيق المذكرة التي أعدها يستند إلى "ملف روسيا" وهي معلومات حول حدوث اتصالات بين حملة ترامب وموسكو جمعها عميل الاستخبارات البريطاني السابق كريستوفر ستي، .ولكن هذا الملف، بحسبه، لا يزال مثيرا للجدل وغير مثبت وموله جزئيا فريق المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون وهي وقائع يقول نونيس أنها برهان على تحيز مكتب "اف بي آي" ووزارة العدل ضد ترامب وإساءة الائتمان. في الوقت ذاته، ينظر الديموقراطيين في الكونغرس إلى جهود نونيس بصفتها تستهدف تقويض التحقيق الذي يتولاه منذ مايو 2017 المدعي المستقل، روبرت مولر، حول تواطؤ محتمل بين فريق ترامب الانتخابي وموسكو، والذي اقترب من الرئيس ترامب نفسه، الأمر الذي دفع السناتور الديموقراطي تشاك شومر والنائبة نانسي بيلوسي الأربعاء إلى الدعوة لإقالة نونيس من رئاسة لجنة الاستخبارات. وفي رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول راين، قال شومر، إن نونيس "كتب ويسعى إلى نشر مذكرة تتمحور حول نظرية المؤامرة يتم فيها وبعناية انتقاء معلومات سرية بهدف تقويض صدقية العمل السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي وفي نهاية المطاف المدعي الخاص روبرت مولر". وفي هذا السياق، هاجم مدير "سي آي إي" السابق، جون برينان، في تغريدة له على تويتر، أمس الأربعاء نونيس قائلا:" لقد خضت معارك عدة مع المشرعين الديموقراطيين على امتداد سنوات بشأن مسائل الأمن القومي. لكني لم أشهد يوما مثل هذا السلوك المتهور الذي أراه اليوم من نونيس والنواب الجمهوريين. إن انعدام الأخلاق لدى الإدارة في البيت الأبيض يغذي هذه الأزمة الحكومية". ويضع قرار نشر المذكرة البيت الأبيض على خط الصدام المباشر مع وزارة العدل التي عينها ترامب، ومجتمع الاستخبارات الأوسع، والمشرعين الديموقراطيين، والعديد من الجمهوريين، في الوقت الذي لم تجد فيه الضغوط التي مارسها كل من كريستوفر راي ونائب وزير العدل رود روزنستاين على قادة الكونغرس والبيت الأبيض بعدم النشر. المصدر: وكالات
مشاركة :