دبي: محمد إبراهيم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، انطلقت فعاليات الدورة الثالثة من «شهر الإمارات للابتكار»، تحت شعار «الابتكار يبدأ بك»، وتستمر لغاية 28 من فبراير ذاته، في وقت حافظت الإمارات على صدارتها في المركز الأول عربياً، وحلّت في المركز 35 عالمياً في «مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017»، من حيث أدائها الشامل على المؤشر، متقدمة من المركز 41 مقارنة بالعام الماضي، لتحقق بذلك قفزة بمقدار ستة مراكز، وتعزز موقعها ضمن بلدان الفئة العليا الأكثر ابتكاراً في الترتيب العام للمؤشر.ويقيس «مؤشر الابتكار العالمي»، الأداء الابتكاري ل127 بلداً واقتصاداً، تمثل 92.5% من إجمالي سكان العالم، والنسبة العظمى من ناتج الإجمالي العالمي، ويعتمد مقاييس مفصلة عبر مرتكزين رئيسيين هما: «مدخلات ومخرجات الابتكار»، ويتضمنان 81 مؤشراً فرعياً تقدم رؤية شاملة حول مختلف مجالات الابتكار. مؤتمرات الابتكاروتشهد النسخة الحالية لشهر الابتكار، تنظيم الفعاليات على مدى 4 أسابيع، في مختلف إمارات الدولة، إذ يشارك فيها جميع أفراد المجتمع، وتشمل مؤتمرات حول الابتكار، بالتعاون مع منظمات دولية، فضلاً عن احتفاء الدولة، بالمبتكرين وأفكارهم المتميزة على مدار 28 يوماً جديداً من إبداعات الإمارات، ومن المتوقع أن تحتضن أيام الابتكار 1000 فعالية تحظى بمتابعة واهتمام رفيع المستوى.ويعد شهر الإمارات للابتكار، فرصة حقيقية أمام الجهات الاتحادية والمحلية والمؤسسات التعليمية، وشركات القطاع الخاص، والشركاء العالميين، لعرض مبادراتهم المبتكرة، فضلاً عن أنه يستهدف مختلف فئات المجتمع، من الطلاب والشباب وموظفي الحكومة والمواطنين والمقيمين والزوار، الراغبين في مشاركة العالم بابتكاراتهم.وتركز أيام الابتكار العام الجاري، ضمن مبادرات عام زايد، على العديد من المبادرات الخاصة، التي تهدف لإبراز دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تأسيس دولة الإمارات، وما جسده من مبادئ وقيم تشكل مصدر إلهام للشباب والأجيال القادمة، منها «مبادرة المبتكر الرائد، والمفكر المبدع، وصانع التغيير، والمفكر الملهم».نقاط الانطلاقوفي قراءة «الخليج» لنقاط انطلاق قطار الابتكار في مختلف إمارات الدولة هذا العام، تستهل إمارة أبوظبي الفعاليات من الكورنيش بمهرجان للعلوم ومعرض الأفكار المبتكرة، فيما تنطلق دبي بعدد من الفعاليات من «سيتي ووك»، واختارت الشارقة واجهة المجاز مركزاً لانطلاق فعالياتها، بعرض تقدّمه هيئة الشارقة للوثائق والبحوث، لمشروع البانوراما، حيث يسرد حياة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.وفي المقابل تبدأ فعاليات إمارة عجمان بتسابق بين المشاركين من مكان إلى آخر، وتتخلله تحديات وألغاز، فيما ترتكز فعاليات إمارة أم القيوين، في قاعة الشيخ خليفة للأفراح، التي تضم عدداً من ورش وجلسات عصف ذهني، في وقت تنطلق فعاليات الفجيرة في شاطئ الفقيت، في دبا، بجوار القرية التراثية، وفي رأس الخيمة بجزيرة المرجان.مكانة الدولةوفي تصريحاتها أكدت هدى الهاشمي مساعدة المدير العام للاستراتيجية والابتكار في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، أن الفعاليات تركز هذا العام، على تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار، وتحفيز أفراد المجتمع، وإشراكهم في تصميم ابتكارات تقدم حلولاً للتحديات، وتسهم في تطوير أنماط الحياة، وفق رؤية مستقبلية، وتعزز مكانة الإمارات بين أكثر الدول ابتكاراً على مستوى العالم. وقالت إن شهر الإمارات للابتكار، الذي ينظّم بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يمثّل حدثاً وطنياً محورياً على أجندة الفعاليات التي تنظّمها حكومة الإمارات.وأوضحت أن تحويل «الأسبوع» إلى شهر الإمارات للابتكار، واعتماد فبراير شهراً للابتكار، جاء تجسيداً لتوجيهات سموه، فضلاً عن النجاح الكبير الذي حققته الدورة الثانية من أسبوع الإمارات للابتكار، مؤكدة أن الإمارات، تعمل على تحويل الابتكار إلى منهج عمل وأسلوب حياة.وأضافت أن شهر الإمارات للابتكار، يعكس هذا التوجه، من خلال تنظيم فعاليات وعروض ابتكارات، وإطلاق مبادرات وطنية تدعم الابتكار، وتحتفي بالمبتكرين، وتسهم في الارتقاء بالمجتمع، وتحقيق السعادة لأفراده. إنجازات نوعيةوفي مطلع حديثه أشاد إيهاب زيادة مدير عام مركز دريم لأصحاب الهمم بدبي، بتحقيق الإمارات إنجازات نوعية في مجال الابتكار، واحتلالها المرتبة الأولى عربياً، و35 عالمياً ضمن مؤشر الابتكار العالمي، فضلاً عن نجاحها في تحقيق تقدم مهم في محاور رأس المال البشري والبحوث والمخرجات الإبداعية، مؤكداً أنها خطوة جديدة تحاكي من خلالها التنمية المستدامة ومجتمع المعرفة.وقال إن شهر الإمارات للابتكار، يشكل مساراً جديداً لدعم الآفاق الفكرية والإبداعية لدى المؤسسات والأفراد في المجتمع، وترجمة واقعية لتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة نحو بناء مجتمع متسلح بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا. مفاهيم الابتكارمن جهتها أكدت التربوية سمر أبو مرسة، أن سياسة الإمارات في التعاطي مع مفاهيم الابتكار ومساراته، لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة الدولة عالمياً في هذا الاتجاه، فضلاً عن بناء مجتمع معرفي قادر على مواكبة المتغيرات ومجابهة التحديات المستقبلية، وتحقيق خطوات إيجابية نحو اقتصاد متين يعتمد في مقوماته على المعرفة ومصادرها وإنتاجها.وقالت إن شهر الإمارات للابتكار، يمثّل خطوة جادة، تشجع مختلف فئات المجتمع على تقديم الأفكار المبدعة، والمبادرات الفاعلة، التي تدعم مسارات الابتكارات في مختلف المجالات، لاسيما أن الإمارات احتلت المرتبة الأولى عربياً، و35 عالمياً، ضمن المؤشر العالمي للابتكار، مما يمثّل نجاحاً جديداً في سجل إنجازات الدولة عالمياً، ويشكل ثمرة نجاح الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة للدولة، فضلاً عن تضافر جهود الجهات المعنية كافة في تعزيز مفاهيم الابتكار في المجتمع.ويرى التربوي وليد لافي، أن شهر الابتكار، يعد محطة جديدة تجمع تحت مظلتها الابتكارات والإبداعات المتجددة لدى المؤسسات والقطاعات والأفراد في المجتمع سنوياً، الأمر الذي يعزز الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة للدولة، مضيفاً أن الإمارات تتمتع بأفضل أداء في منطقة شمال إفريقيا وغرب آسيا، متفوقة بذلك على نظيراتها في العديد من الأبعاد الأساسية للابتكار، وتواصل الدولة تحركها صعوداً في التصنيف العالمي مقتربة من الاقتصادات ذات مراكز الابتكار الأعلى.وأكد أنه مع اكتساب الابتكار بعداً عالمياً، بات عدد متزايد من الاقتصادات تركز في مساراتها على الإبداع والابتكار، لتحقيق النجاحات، فضلاً عن التنافسية العالمية التي فرضت نفسها على القطاعات كافة في أي دولة، فالابتكار بات ركيزة أساسية تنطلق منها المجتمعات، ويبنى من خلاله الأجيال لمواكبة المتغيرات والمستجدات الحديثة. تنافسية الإبداعإن شهر الابتكار يشكل منصة متجددة لتبني الابتكارات، وعرس التنافسية الإبداعية لأبناء الإمارات، وساحة للتنافس الفكري بين القطاعات كافة، ليروي أبناء زايد للعالم من خلاله سيناريوهات ابتكاراتهم وإبداعاتهم، هذا ما وصل إليه الدكتور فارس الجبور، مؤكداً أن قطاع التعليم يشهد نقلة نوعية نحو التنافسية العالمية ومواكبة المتغيرات ومستجدات القرن 21.وأضاف أن الحدث منصة توثق محاور وأنشطة وإنجازات بيئة الابتكار في الدولة على المستويات كافة، وفي جميع القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاعات الخاصة والمجتمعية والفردية والطلابية. فضلاً عن أنها توفر المعلومات والبيانات والأدوات والمراجع الخاصة بالابتكار في الإمارات، وتلعب دوراً تفاعلياً في إشراك ودمج المجتمع بفئاته كافة في بيئة الابتكار وبناء وتوثيق قاعدة الابتكار لها. وقود مستقبلوأكدت التربوية إيمان غالب، أن «شهر الإمارات للابتكار» يعتبر مناخاً للتنافس الإبداعي، وخطوة مهمة تعزز ثقافة الابتكار لدى المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، ويأتي هذا التوجه نتاج دعم وجهود حثيثة تبذلها الحكومة، وسياسات عامة ورؤى ونهج تتبعه الدولة يتبنى الابتكار والإبداع كآلية لبناء المستقبل، وهذا النهج يقوم على جعل الإبداع والابتكار ثقافة وأسلوب عمل داخل المؤسسات وطريقة حياة بالنسبة للأفراد وسبيلاً لبناء مجتمع المعرفة. وقالت إن الابتكار وقود مستقبل الأجيال، والقيادة الرشيدة للدولة أطلقت العنان للمجتمع بكافة فئاته، للإبداع والابتكار، مشيرة إلى أن الابتكار يعد المحرِّك الرئيسي للنمو المستدام، ودعامة أساسية لتقدم الأمم وازدهارها، وبناء المجتمعات المتسلحة بقوة العلم والمعرفة. حافلة الابتكارلعل أبرز الفعاليات التي يشهدها شهر الإمارات للابتكار هذا العام، نراه في «حافلة الابتكار»، وهي منصة متنقلة بين وجهات الفعاليات الرئيسية في الإمارات السبع، لنقل تجربة تفاعلية مع كافة أفراد المجتمع، والحافلة مجهزة بمنصة لاستضافة ورش عمل، ومؤتمرات صحفية، وأيضاً بمركز إعلامي متطور. سفاري الابتكارتتضمن فعاليات شهر الإمارات للابتكار، فعالية «سفاري الابتكار»، التي تنطلق للمرة الأولى لتسليط الضوء على مواقع الفعاليات الرئيسية، ويلتقي المتسابقون في منصة الابتكار للحصول على الجوائز، وللاستمتاع بالأنشطة المختلفة في كل إمارة. قمة الابتكار يشهد شهر الإمارات للابتكار، النسخة الثانية من قمة الابتكار يومي 5 و6 فبراير الحالي في دبي، حيث يتضمن برنامج القمة، عدداً من الجلسات البحثية التي تتمحور حول قطاع محدد للخروج بنتائج يقودها الابتكار لمعالجة بعض التحديات الراهنة، فضلاً عن عقد سلسلة من ندوات التواصل والمؤتمرات والمبادرات التعليمية المفتوحة للعامة.أكدوا أن فعالياته تستشرف المستقبل مسؤولون: الابتكار في الإمارات ثقافة مجتمعية وسياسة وطنية رأى مسؤولون أن شهر الابتكار انعكاس لمنظومة متكاملة وثقافة مجتمعية وحكومية راسخة، وسياسة وطنية واضحة تستشرف المستقبل في دولة الإمارات.وقالوا في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات، إن القيادة الرشيدة للدولة تسارع دائماً إلى تطبيق وتجربة الأفكار الجديدة التي تفتح الآفاق لوضع الحلول لتحديات المستقبل.وانطلقت اليوم فعاليات الدورة الثالثة من «شهر الإمارات للابتكار»، تحت شعار: «الابتكار يبدأ بك»، وتستمر حتى 28 فبراير، حيث تشهد الدورة الحالية، تنظيم فعاليات على مدى 4 أسابيع في مختلف إمارات الدولة.وفي أبوظبي يشارك في الفعاليات 100 مبتكر، ضمن فعالية «مبتكر 2018»، يعرضون 25 ابتكاراً متنوعاً، وعدداً من الفعاليات والمبادرات المهمة وسط تفاعل وإقبال كبير من الزوار، يستمر حتى7 فبراير على كورنيش العاصمة.ويشارك في فعاليات أبوظبي والعين 7600 طالب وطالبة، ضمن 27 ورشة، ويتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 50 ألفاً.مغير الخييلي: منظومة متكاملةوقال الدكتور مغير الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «إن الابتكار في الإمارات أصبح منظومة متكاملة وثقافة مجتمعية وحكومية راسخة، وسياسة وطنية واضحة تستشرف المستقبل».وأضاف أن القيادة الرشيدة تشجع على الابتكار والتميز في شتى المجالات، ويعد شهر الابتكار فرصة مثالية لتعزيز توجهات الدولة في جعل الابتكار مقصداً ووسيلة لنشر ثقافته الابتكار بين أفراد المجتمع، في مختلف قطاعاتهم.محمد الظاهري: ركيزة أساسيةوقال محمد سالم الظاهري، مستشار رئيس دائرة التعليم والمعرفة، إن شهر الابتكار يتيح فرصة مثالية لمشاركة الحكومة والقطاع الخاص والأفراد، للمساعدة في نشر ثقافة الإبداع في الدولة، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار.وأضاف أن دائرة التعليم والمعرفة تسعى من خلال الشهر، إلى تعزيز ثقافة الابتكار في المجتمع وترسيخ مكانته، ليكون ركيزة أساسية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للابتكار.سند حميد: مجالات متنوعةوقال المهندس سند حميد، نائب رئيس لجنة الابتكار في دائرة التعليم والمعرفة: «تشهد فعاليات أبوظبي تنظيم مبادرات كبرى واستراتيجية، من أهمها مبتكر 2018، ومهرجان أبوظبي للعلوم، وبرنامج التوعية المدرسية لِمَ؟ لمدة أسبوع في أبوظبي ومنطقتي العين والظفرة، ومسابقة «برمج فكرتك»، وإطلاق منصة الابتكار في مدينة العين، حيث تمكّن هذه المبادرات الجهات الحكومية والمجتمع، من الاطلاع على الابتكارات في مجالات متنوعة».سعيد المحيربي: ممارسات مستدامةوقال المهندس سعيد المحيربي، المدير العام بالإنابة في مركز إدارة النفايات، إن «تدوير» تشارك في الفعاليات بتسع مبادرات، تتراوح بين أدوات وأجهزة ومنتجات ذات تكنولوجيا وحلول متطورة، أسفرت عن اتخاذ قرارات أفضل، وممارسات مستدامة أكثر كفاءة.وأضاف أن المشاركة تستهدف التعريف بابتكارات مركز «تدوير»، ومدى فعاليتها وفائدتها المعنوية والاقتصادية للدولة، وإمارة أبوظبي على وجه التحديد، فضلاً عن تعريف المجتمع بدورها كجهة حكومية مستقلة في مجال إدارة النفايات.ويركز شهر الابتكار على كثير من المبادرات التي تمثل مصدر إلهام للشباب والأجيال القادمة، منها مبادرة المبتكر الرائد والمفكر المبدع، وصانع التغيير والمفكر الملهم.(وام)
مشاركة :