مؤتمر «موارد» الشارقة يؤكد أهمية صناعة أجيال واعدة في مجتمع المعرفة

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة :جيهان شعيباختتم مؤتمر الشارقة للموارد البشرية الخامس الذي عقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فعالياته أمس، عقب أربع جلسات عمل على مدار يومين تناولت مجتمع المعرفة واستشراف المستقبل، والمأمول من القطاع الخاص، ليتضافر دوره وتتعزز شراكاته مع المؤسسات الأكاديمية لتصبح قادرة على تطوير مخرجات التعليم بما يتواكب مع التنمية المستدامة، والعلاقة بين قطاع الأعمال والمعرفة، ودور الجهات الحكومية والأكاديمية والقطاع الخاص في توظيف وتأهيل قطاع الموارد البشرية، والباحثين عن عمل.كانت جلسة العمل الأولى في المؤتمر الذي نظمته دائرة الموارد البشرية في الشارقة، تحت شعار «استراتيجيات التأهيل الحديثة في مجتمع المعرفة»، وعقد في مجمع كليات الطلب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة، حملت عنوان «مجتمع المعرفة المفهوم والأسس والتحديات والرؤيا الابتكارية»، وأدارتها الإعلامية ميرة المهيري، من مؤسسة دبي للإعلام، وتحدث فيها كل من الدكتور علي هلال النقبي، مدير مؤسسة بوليتينك في أبوظبي، والدكتور صلاح الدين فهمي محمود أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأمريكية المفتوحة عميد معهد الجزيرة العالي للحاسب الآلي ونظم المعلومات الإدارية في جمهورية مصر العربية، وفريد محمود الأميري مستشار إداري باحث في مجال تطوير الكفاءات في إدارة الابتكار واقتصاد المعرفة. مجتمع المعرفةواستهل الدكتور علي هلال النقبي، الحديث مؤكداً على أن الموارد البشرية نتاج مخرجات الجامعات، والمدارس، وانه في الثورة الصناعية الرابعة تستغني الدول الصناعية عن موظفين من بين ثلاثة في الدول، فيما يتضاعف العدد في الدول النامية إلى 7 أضعاف، مشدداً على أهمية العمل من الآن على تفادي الوصول إلى هذا العدد، والفارق الكبير الذي بيننا وبين الدول الصناعية، من خلال رسم مستقبل أبنائنا من الآن، قائلاً: نحن في الإمارات نرسم مستقبل الطالب الذي في الصف السادس إلى ما سيكون عليه مستقبله بعد عشر سنوات من الآن.وأضاف: بالتعاون مع مجلس الشباب في دبي، ومجلس علماء الإمارات الذي أنا عضو فيه، نعقد جلسات تحاورية مع الشباب، تتناول جملة مهمة هي محور حديثنا الآن وهي: هل فعلاً الطلاب بعد 10 سنوات محتاجون أن نرسم لهم نحن هذا المستقبل؟ فمخرجات الثورة الصناعية الرابعة تبين أننا بعد سنوات عدة مقبلة سيكون هناك موظفين أعمارهم 110 وهم بصحة جيدة، ومن منطلق تعزيز البشرية اعددنا استبيان عالمي ناقشنا فيه الكثير من معاني تعزيز البشرية، وتبين لنا أن 70% من المشاركين لا يعرفون معنى تعزيز البشرية، فيما، وباختلاف مخرجات التعليم ومجتمع المعرفة، ستتغير سياسات الناس في الوظائف، والتقاعد، وبما أنني رجل تربوي، ومدير مؤسسة بوليتينك، وزميل في جامعة هارفرد، فأنا مهتم بمخرجات التعليم التي تصب في المجتمع المعرفي، فجامعاتنا تخرج الكثير من طلبة الهندسة، ونحن في الحقيقة نحتاج إلى مهندس واحد فقط، وبعد 5 سنوات من الآن لن يجد هؤلاء الخريجون أي وظيفة، إلا إذا تغيرت مخرجات التعليم، فالسنوات المقبلة ستتيح للموظف إنجاز عمله من بيته بضغطة زر واحدة. هيكلة التعليمبعدها تحدث الدكتور صلاح الدين فهمي محمود، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في الجامعة الأمريكية المفتوحة، عميد معهد الجزيرة العالي للحاسب الآلي ونظم المعلومات الإدارية في جمهورية مصر العربية، متسائلاً: ماذا نحن فاعلون تجاه ما نحن مقبلون عليه من تحد عظيم؟ وإلى أين نحن قادمون؟ نحن نتحدث عن فترة تبدأ فيها مرحلة إعادة الهيكلة التعليمية لنواكب الثورة الصناعية المقبلة، وقال: أياً كان مستوى التنمية في أية دولة، فالأفراد يتطلعون إلى تحصيل المعارف والعلوم، والحصول على وظائف تهيئ لهم موارد تضمن لهم حياة كريمة، ومضمون مستقبل تنمية الموارد يتمحور في الأصل حول تنمية البشر، والتركيز على تكوين القدرات البشرية لتتمكن من أداء ما يوكل إليهم من أعمال، وهذه الأبعاد متكاملة ومترابطة، لأنها تعزز من البشرية، والتنمية البشرية تركز على المراحل المختلفة لحياة الإنسان، وكذا الأبعاد الإنسانية والاجتماعية، وغيرها، وهنا يبرز مفهوم مجتمع السعادة الذي تتبناه الإمارات، ولابد أن تسود نظرة جديدة في هذا الاستشراف. وأوضح فريد محمود الأميري مستشار إداري باحث في مجال تطوير الكفاءات في إدارة الابتكار واقتصاد المعرفة، أن اقتصاد المعرفة مبني على المعلومات، ويعتبر سوقاً عالمياً موحداً، وتغيراً تكنولوجياً سريعاً. بيئات الأعمالواستعرضت الجلسة الثانية التي أدارها الإعلامي يوسف عبد الله من مؤسسة الشارقة للإعلام، نماذج تطبيقية للمجتمع المعرفي في بيئات الأعمال، وقدم أوراقها مها خميس تنفيذي رئيسي سياسات وبحوث في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، وعبد الله الزعابي مدير إدارة شؤون الفروع في دائرة الموارد البشرية في الشارقة، والدكتور هاني عطاء مستشار الدائرة الاقتصادية في حكومة عجمان.وتناولت مها خميس تنفيذي رئيسي سياسات وبحوث في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية رؤية الإمارات 2021 «متحدون في المعرفة»، متحدثة عن إصدار الهيئة الدليل الاسترشادي لإدارة المعرفة في الحكومة الاتحادية، الذي وضح مفهوم إدارة المعرفة، والمبادرات والعمليات، والنظم التي تعمل على إنتاج واكتساب المعرفة. وتطرقت لأهم مبادرات الدولة تجاه المعرفة كإطلاق القانون الوطني للقراءة، وجائزة الإمارات للموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، مؤكدة أهمية دور الإدارات العليا في تشجيع الإدارات التي تتبعها في تنمية المعرفة، وتقييم مستوى نضج إدارة المعرفة باستخدام الوسائل المختلفة كالاستبانات التي تقيس معايير مختلفة، مثل دعم القيادات وتوفر التكنولوجيا والموارد البشرية، والعمليات الأخرى. وأكد عبد الله الزعابي مدير إدارة شؤون الفروع في دائرة الموارد البشرية بحكومة الشارقة، اهتمام إمارة الشارقة بالمؤتمرات المعنية بتطوير العنصر البشري، مستعرضاً الخطة الوطنية لتنمية المجتمع وتطويره 2017 ـ 2022، التي تهتم باستشراف مستقبل الموارد البشرية من خلال إعداد برامج تدريبية، ودبلومات مهنية مبنية على استراتيجيات التأهيل الحديثة في مجتمع المعرفة. وتناول أهم أهداف الخطة وهي التطوير الوظيفي لموظفي الحكومة، والتأهيل والتدريب للباحثين عن عمل، والتوجيه العلمي لطلبة الجامعات والمدارس، والبحث العملي والتطوير، مستعرضاً الخطة التشغيلية للأهداف الاستراتيجية، والإحصاءات الخاصة بعدد الدبلومات المهنية، والمتدربين، مفنداً أهم تأثيرات الدبلومات المهنية في مجتمع المعرفة: كزيادة المعلومات التطبيقية والعملية في مجتمع المعرفة، وتطوير الخبرة العملية من خلال البحث العلمي في مجال العمل، وتأهيل الباحثين عن عمل حسب حاجة المجتمع، وتوجيه الطلبة لدراسة التخصصات الحديثة في مجتمع المعرفة، كاشفاً عن الطموح في استشراف تأثير الدبلومات في تطوير موظفي الحكومة خلال خمسة أعوام، وتوظيف أفضل لقوى العمل الإماراتية. وتطرق الدكتور هاني عطاء مستشار الدائرة الاقتصادية في حكومة عجمان إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات التي انتشرت خلال العقود الثلاثة الماضية على نطاق واسع في مختلف نواحي الحياة، والأهداف، والمفاهيم الأساسية المرتبطة بمجتمع المعرفة، ودور إدارة الموارد البشرية في التوجيه نحو مجتمع المعرفة، مستعرضاً ملامح الخريطة الاستراتيجية للدائرة، ونتائج استبانات توضح مستوى الإلمام بالمعرفة المرتبطة بالاقتصاد ومفاهيمه، ومبادرة لزيادة المستوى المعرفي بالشأن الاقتصادي خلال العام الجاري، باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات لنقل المعرفة. الاتصال التفاعليوفي الجلسة الثالثة تحدث الدكتور خالد عمر المدفع، عن تكنولوجيا الاتصال التفاعلي، وبناء مجتمع المعرفة مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة ثورة صناعية جديدة تؤثر في جميع مجالات الحياة، وتحتاج إلى الحرص حين النظر إليها لأهمية تأثيرها في المجتمع، مؤكداً ضرورة إعداد جيل الشباب لما هو آت وللمستقبل، وموضحاً دور الحكومات في توجيه استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ذلك التشريع الذي صدر مؤخراً في الإمارات حول التجريم الإلكتروني في سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وبين جهود مدينة الشارقة للإعلام في تفعيل تواجدها في مواقع التواصل الاجتماعي، لإدراكها بوجوب حصول أفراد الجمهور على المعلومة من مصدر موثوق، حتى لا يستقيها من مصادر غير موثوقة، موضحاً دورهم في وضع محتوى ذي جودة عالية يخدم المجتمع، مقترحاً توجيه طاقات الطلاب في هذا المجال والاستفادة من أفكارهم وإبداعاتهم فيه، حيث إن الحكومة تسخّر كل الإمكانات للطلاب. وتحدث سعيد صالح الرميثي، عضو المجلس الوطني، عن الجوانب السلبية والإيجابية لتكنولوجيا الاتصال التفاعلي، وبناء مجتمع المعرفة، وعن تأثير وسائل التواصل في المجتمع، قائلاً: الغرض الأساسي منها هو إثراء وبناء مجتمع المعرفة العربي بشكل عام، وليس المجتمع الإماراتي بالخصوص.وتحدث فيصل بن حريز، إعلامي من سكاي نيوز، عن دور المؤسسات الإعلامية في خلق المحتوى الإعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن هناك كمّاً هائلاً من المعلومات الموجودة في شبكة الإنترنت يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي، وانه لابد في الإعلام من تبنى نماذج ناجحة. صناعة الأجيالوفي جلسة العمل الرابعة تحدث الدكتور طارق سلطان بن خادم، عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، رئيس دائرة الموارد البشرية عن صناعة أجيال واعدة في مجتمع المعرفة، وعن اقتناص المبدعين حيث أصبح ذلك أمراً مهماً للجهات الحكومية والخاصة، قائلاً: دائرة الموارد البشرية تضع خططاً لدعم المبدعين مبكراً، وهناك توجه من الحكومة للارتقاء والبحث، وإيجاد السبل والآلية لإيجاد المبدعين سواء في المدارس، أو الجامعات، أو المؤسسات، وإمارة الشارقة أسست جهات ومؤسسات تخصصية في مجال اكتشاف الموهوبين، مثل مراكز الناشئة وبرنامج سجايا، ومراكز الأطفال، ومؤسسة ربع قرن، وجميعها مندرجة تحت المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نقوم في الدائرة بالنزول إلى الحقل التعليمي، ونتبنى المبدعين وندعمهم أكاديمياً ومهنياً، وتم طرح إمكانية تخصيص برامج للمبدعين بجامعة الشارقة، أو توجيههم للجامعات الخارجية، وهذه الممارسات تصب ضمن جهود سموه في مجال دعمه لأبنائه في حقل الإبداع، ونحن جميعاً شركاء في التعليم وميادين العمل لندعم مستقبل أبنائنا، فيما لابد من المبادرة لدعم أصحاب الهمم لكونهم من أكثر الفئات المحققة للإنجازات الرياضية العالمية على مستوى الدولة، والدور في دعمهم لا يقتصر على الدولة فقط، بل يتسع للفرد والمجتمع، والأسرة تحديداً، وإمارة الشارقة بشكل عام بيئة خصبة ومحفزة للإبداع، فقد حققت جميع عناصر السعادة، وهذه دعوة من هذا المنبر لجميع موظفي الحكومة للمبادرة لطرح الإبداعات والابتكارات وتوظيفها لخدمة الإمارة.وتطرق عبد العزيز عبد الرحمن النومان، أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، إلى أهمية دعم الشباب والناشئة، ومساهمات مؤسسات الشارقة المعنية بتطويرهم، واكتشاف المواهب، وفئة ذوي الإعاقة من الأجيال الصاعدة، الذين ينافسون على جميع المجالات.واستعرضت فاطمة علي الكعبي، أصغر مخترعة، تجربتها، متحدثة عن الصدفة التي مكنت والديها من اكتشاف موهبتها وتطوير مهاراتها، بتوجيهها للجهات الداعمة في عام 2010، قائلة إن لديها 12 اختراعاً، ووراء كل اختراع قصة، وتنفيذها بعض الاختراعات المخصصة لأصحاب الهمم، مثل طابعة للمكفوفين تعمل بلغة الصوت، وحزام للشخص الأصم لتنبيهه إذا حادثه أحد، وغير ذلك.وتحدثت فاطمة الجاسم، عضو مجلس دبي للشباب، عن أنها تربت كطفل عادي، ولم تشعر بالفرق من كونها من ذوي الإعاقة، ومن هذا المنطلق شعرت بأنها تستطيع عمل أي شيء، حيث جربت في فترة من حياتها القفز بالمظلة، وهذه التجربة خلصتها من الشعور بالخوف، وغير ذلك. اقتصاد المعرفةحول اقتصاد المعرفة والربط بينه وبين مجتمع المعرفة، تحدث كل من د. منصور الشامسي، ود. عمرو صالح، في جلسة ركزت على اقتصاد إمارة الشارقة، وربطه بمجتمع المعرفة، حيث قدم الدكتور عمرو صالح عرضاً مرئياً عرف من خلاله اقتصاد المعرفة، وتطور الاقتصاد عبر التحولات المتعددة، وقدم تعريفات للمفاهيم الجديدة. وعقد مقارنة بين الشركات القديمة والتنافسية الجديدة، من خلال عدد من المعايير، وهي وتيرة الأعمال، ودورة حياة المنتجات والتكنولوجيا، ومفاتيح النمو، ومفاتيح الإبداع والابتكار، والنظرة للموظفين، والمصدر الأساسي للميزة التنافسية، والمتطلبات التعليمية، وعملية الابتكار، والمنافس الأقوى. وبالنقاش مع الجمهور تم تداول أهمية رأس المال الفكري، وقيام اقتصاد المعرفة على الابتكار، وأهمية تكوين منتج بعد المعرفة، وكيفية الاستثمار في المعرفة، والقيمة المعنوية القائمة عليها.

مشاركة :