قرر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، العمل مع الأطراف الدولية الفاعلة لتأسيس آلية دولية متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام، بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية، ومحددة بإطار زمني وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وحل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967. وقرر وزراء الخارجية العرب إبقاء مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد للتحرك في ضوء التطورات والمستجدات في قضية القدس الشريف والدفاع عنها وحمايتها، فيما شاركت الإمارات برئاسة الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الاجتماع.وأكد وزراء الخارجية العرب تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على حشد التأييد الدولي لهذا التوجه، وتكليف المجموعة العربية في نيويورك بعمل ما يلزم بهذا الشأن.ورحب المجلس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة على أساس «الاتحاد من أجل السلم» الصادر في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الذي أكد على أن أي قرارات، أو إجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف، أو مركزها، أو تركيبتها الديموغرافية ليس لها أي أثر قانوني، وأنها لاغية وباطلة، ويجب إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.ودعا جميع الدول للامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف عملاً بقرار مجلس الأمن 478 للعام 1980 الذي أكد أيضاً على أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يجب حلها عن طريق المفاوضات، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.جاء ذلك في قرار أصدره مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب تحت عنوان «التحرك العربي لمواجهة قرار الإدارة الأمريكية بشأن القدس» وذلك في ختام اجتماعه المستأنف، أمس، برئاسة جيوتي، الرئيس الحالي للمجلس.وأعاد وزراء الخارجية العرب التأكيد على رفض أي قرار يعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال «الإسرائيلي»، ونقل البعثات الدبلوماسية إليها، لمخالفته قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهته والحيلولة دون اتخاذ قرارات مماثلة، وذلك تنفيذاً لقرارات القمم والمجالس الوزارية العربية المتعاقبة.وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب تأييده، ودعمه لقرارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكل قرارات الأطر القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مواجهة اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، والعمل مع دولة فلسطين على تحقيق الهدف من تلك القرارات على الصعد كافة.وأعاد وزراء الخارجية العرب التأكيد على التمسك بالسلام كخيار استراتيجي، وحل الصراع العربي «الإسرائيلي» وفق مبادرة السلام العربية لعام 2002 بكل عناصرها التي نصت على أن السلام مع «إسرائيل»، وتطبيع العلاقات معها يجب أن يسبقه إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، والعربية المحتلة منذ عام 1967، واعترافها بدولة فلسطين، وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وحق العودة.وأكد مجلس وزراء الخارجية العرب على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كل أشكال النضال ضد الاحتلال وفقاً لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك المقاومة الشعبية، وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها.ودعا إلى العمل المباشر مع الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين من خلال زيارات، واتصالات ثنائية، ومتعددة الأطراف، لحثها على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.وأكد وزراء الخارجية العرب تبني ودعم حق دولة فلسطين الانضمام للمنظمات والمواثيق الدولية بهدف تعزيز مكانتها القانونية والدولية، وتجسيد استقلالها وسيادتها على أرضها المحتلة. وشددوا على دعم الجهود والمساعي الفلسطينية الهادفة إلى مساءلة «إسرائيل»، القوة القائمة بالاحتلال، عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.وأكد وزراء الخارجية العرب أن مقاطعة الاحتلال ونظامه الاستعماري هي إحدى الوسائل الناجعة والمشروعة لمقاومته وإنهائه، وإنقاذ حل الدولتين وعملية السلام، ودعوة جميع الدول والمؤسسات والشركات والأفراد إلى مقاطعة، ووقف جميع أشكال التعامل مع منظومة الاحتلال ومستوطناته.وثمن وزراء الخارجية العرب جهود البرلمان العربي، وتحركاته الفاعلة لحماية القدس، ونصرة القضية الفلسطينية. ودعا مجلس وزراء الخارجية العرب الفصائل والقوى الفلسطينية إلى سرعة إتمام المصالحة الوطنية وفق اتفاق القاهرة الموقع في مايو/ أيار 2011 وآليات وتفاهمات تنفيذه وآخرها اتفاق القاهرة 2017 وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة وإجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت.وأكد وزراء الخارجية العرب رفضهم وإدانتهم لمحاولات إنهاء، أو تقليص دور وولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من خلال الحملات «الإسرائيلية» الممنهجة ضدها والتحذير من خطورة أي قرار من أي دولة ينقص، أو يخفض من الدعم المالي للوكالة. وطلب مجلس وزراء الخارجية العرب من الوفد الوزاري المُشّكل بموجب قرار مجلس الجامعة الوزاري رقم 8221، مواصلة جهوده واتصالاته وتقديم تقريره لمجلس الجامعة المقبل.وأكد رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني خلال كلمته في الاجتماع «إن القدس تمثل جزءاً هاماً من كرامتنا وهويتنا وديننا»، مطالباً بضرورة العمل مع الأطراف الدولية لإيجاد إطار دولي جدي، وذي مصداقية مبني على المرجعيات الدولية المعروفة يفضي إلى حل ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين، ويرسخ السيادة الفلسطينية على جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وعلى رأسها القدس الشرقية.واعتبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته، أن العبث بملف القدس لعب بالنار، ودعوة لانزلاق المنطقة إلى هاوية الصراع الديني، والعنف، والإرهاب، وان المساس بمستقبل القدس أمر لا يقبله أي عربي مسلم، أو مسيحي. وأضاف «أن التئام شملنا، بعد أسابيع قليلة من اجتماعنا السابق، هو رسالة ستصل لمن يهمه الأمر، من المناوئين للمواقف العربية قبل الداعمين والأصدقاء، بأننا نقف صفاً واحداً متراصاً في مواجهة أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، أو الافتئات عليها، أو تمييعها عبر المصادرة المُسبقة على قضايا الحل النهائي».وأكد أنها رسالة بأننا نتحدث بصوت واحد مسموع، وبخطاب موحد وواضح وهو أن المساس بالقدس لن يقبله عربي، وأن العبث بهذا الملف هو لعب بالنار، ودعوة لانزلاق المنطقة إلى هاوية الصراع الديني، والعنف، والإرهاب. ودعا أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني الدول العربية إلى دعم الأشقاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، محذراً من خطورة تقليص الولايات المتحدة حصتها في موازنة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، ودعا الدول العربية إلى دعم الوكالة. الإمارات: نقف مع «الأونروا» التزاماً بدعم الشعب الفلسطيني ترأس الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وفد الدولة، الذي شارك في أعمال اجتماع «لجنة مبادرة السلام العربية»، التي عقدت، يوم أمس، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء خارجية الدول أعضاء اللجنة؛ وذلك لإعداد مشروع القرار الخاص بالتحرك العربي؛ لمواجهة القرار الأمريكي بشأن القدس في ضوء المشروع المقدم من دولة فلسطين.وضم وفد الدولة، جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، وعبدالله مطر المزروعي مدير إدارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعلي مطر المناعي مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية.والتقى الدكتور قرقاش بالقاهرة بيير كرينبول المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).وناقش الجانبان، خلال اللقاء، الاحتياجات الحالية والطارئة للوكالة. وأشاد قرقاش بالعمل الإنساني الكبير، الذي تقوم به «الأونروا»، مؤكداً التزام الإمارات المبدئي بالدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني. وشدد على أن وقوف دولة الإمارات مع «الأونروا» جزء من توجهها الإنساني ودورها العربي؛ لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.من جانبه، عبّر بيير كرينبول عن تقديره للدعم المتواصل، الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لعمليات «الأونروا». وأشاد بالعلاقة البناءة، التي تربط الإمارات بالوكالة.وكان السفير حسام زكي الأمين العام المساعد بالجامعة العربية، قد أكد، خلال الاجتماع، أن عقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعها برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي جاء بهدف التشاور والتحضير للاجتماع المستأنف لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، الذي عقد أمس، مشيراً إلى أن اللجنة تضم في عضويتها أكثر من 14 دولة، وهي مفتوحة العضوية. وأضاف زكي، أن عقد اللجنة يستهدف النظر في مشروع القرار المقدم والمقترح من الجانب الفلسطيني؛ لكي تتابع وتنسق المواقف، وتصل إلى خلاصات ومن ثم عرضها على وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم. وتضم لجنة مبادرة السلام العربية: الأردن رئيساً وعضوية مصر والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان والمغرب واليمن والكويت إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية ومن يرغب من الدول بالحضور. (وام)
مشاركة :