أكد يان إيجلاند، مستشار الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، أن الأزمة في المناطق السورية المحاصرة، وصلت إلى أسوأ مستوى لها في ثلاث سنوات، وكشف، أمس الخميس في جنيف، أنه منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لم تدخل قافلة إنسانية واحدة لتلك المناطق، فيما دعت فرنسا، روسيا وإيران إلى التدخل «بشكل ملح» لدى حليفهما النظام السوري؛ لوقف القصف على محافظة إدلب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.وقال للصحفيين: «لا نصل لأي مكان في الوقت الراهن»، محملاً الحكومة والمعارضة والدول صاحبة النفوذ على الأطراف المتحاربة المسؤولية عن ذلك. وأضاف: «لا يحصلون بصورة فاعلة على نتائج من أي من الجانبين»، في إشارة إلى روسيا وإيران، اللتين تدعمان الجيش السوري، وكذلك تركيا، التي تدعم مسلحي المعارضة. ودعا إيجلاند إلى هدنة مؤقتة في إدلب شمالي سوريا. وقال: «الوضع يستصرخ؛ من أجل وقف لإطلاق النار» في إدلب، التي أصبح بها 1,2 مليون شخص من إجمالي 2,4 مليون مدني؛ هم من الذين نزحوا داخلياً. وأضاف: «لا يمكن أن تكون هناك حرب تقليدية في منطقة تعد بصورة أساسية مخيماً للاجئين». وانتقد المبعوث تبادل الجانبين المتحاربين ورعاتهما الخارجيين الاتهامات بشأن عرقلة المساعدات الإنسانية، بدلاً من السعي للوصول إلى حلول. وقال: «سئمت تماماً من الحجج، والحجج المضادة التي يطلقها أشخاص يجلسون في مكاتب، ويرتدون بذلات وسترات رسمية» حول عرقلة قوافل المساعدات للمناطق المحاصرة.من جهة أخرى، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول: «من المُلح أن تأخذ روسيا وإيران، ضامنتا «عملية أستانا» وحليفتا نظام دمشق، تدابير من أجل وقف القصف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية بشكل آمن وكامل ودون عراقيل إلى من هم بحاجة إليها». وأضافت أن القصف، الذي استهدف في 29 و30 يناير/كانون الثاني محافظة إدلب، وخصوصاً مدينة سراقب «غير مقبول»، وكذلك الهجمات التي تستهدف الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة قرب دمشق.كما قالت المتحدثة الفرنسية إن «فرنسا تذكّر بقلقها حيال التدخل التركي في عفرين» شمال غربي سوريا. وقالت: «هذا التدخل، وإذا كان يمكن تبريره بالهواجس الأمنية لتركيا، يجب ألّا يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني للشعب السوري». (وكالات)
مشاركة :