العلاقات السعودية الإماراتية.. مسيرة تعاون تقوى بالثقة والودّ

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرج نت – فهد مبارك : بقيت العلاقات السعودية الإماراتية بمثابة نموذج للثبات والعمق، على امتداد أكثر من نصف قرن، نظرًا لما تتسم به من وضوح وطور مستمر. ويتفق خبراء ومحللون استراتيجيون وسياسيون على أنه في ظل ما تتعرض لها المنطقة العربية من تجاذبات وتعارضات تفرضها المصالح الإقليمية والدولية، يظلّ الرهان الحقيقي حاليًا وفي المستقبل، معلقًا على التعاون السعودي الإماراتي من أجل حماية المنطقة مما يحاك ضدها، خاصة أنَّ الثقل الإسلامي والدولي الذي تمثله المملكة العربية السعودية، من شأنه أن يدفع إلى نجاح أي تعاون ثنائي أكثر فاعلية على الساحتين الدولية والإقليمية. وفي تصريحات تناقلتها وسائل إعلام عربية، بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني، قال الدكتور سعيد بن علي الغامدي، الخبير الاستراتيجي المعروف: إنَّ العلاقات القوية والاستراتيجية بين الإمارات والسعودية أصبحت تمثل شرطًا للسلام الإقليمي بسبب قدرة البلدين على إعادة هندسة الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، في ظلّ غياب عربي وخليجي، وتأسيس معادلة إقليمية أمنية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة. وأوضح أنَّ العلاقات السعودية الإماراتية كانت ومنذ عقود، مميزة وقائمة على الرابطة الدينية والأخوّة العربية والتراث الاجتماعي المشترك، ولكنّ هناك مقوّمًا آخر للعلاقة بين الدولتين، وهو الأمن الوطني لكل منهما، مشيرًا إلى هذا المقوّم صار أكثر أهمية بسبب التحوّلات الإقليمية والعالمية. وقال الغامدي، «لا بد من التذكير بأن الفرص الموجودة في العلاقات السعودية الإماراتية كبيرة وتبقى واعدة، نظراً لثقل الدولتين في الأسرة الخليجية، وتقارب وجهتي نظرهما إزاء الكثير من القضايا المصيرية للخليج والعرب بشكل عام». وأضاف أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز، قطعت شوطاً طويلاً في إرساء دعائم علاقاتها الإستراتيجية مع دولة الإمارات في المجالات والميادين كافة، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة، في الوصول إلى الشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة. وفي المناسبة ذاتها، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك فيصل، الدكتور تركي التركي: إن السعودية والإمارات هما صمام الأمان للأمن القومي العربي، حيث تسعى قيادتا البلدين إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق والتنسيق السياسي والأمني العربي في مواجهة الأخطار كافة، في ظل توافق رؤى الجانبين حول أهمية الوقوف يدًا واحدة في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقال إن الإمارات ظلت عضدًا للمملكة في جهودها للدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية. وأوضح التركي أن العلاقات بين البلدين الشقيقين استراتيجية راسخة وثابتة، وأنَّ أصدق تعبير عن قوة العلاقات ومتانتها بين السعودية والإمارات يتجلى من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف الموضوعات. أما عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي الدكتور محمد آل الزلفة، فشدد في تصريحات نشرتها صحيفة “الاتحاد” الإمارتية في سبتمبر الماضي على أنَّ المملكة العربية السعودية دولة إسلامية عربية قائدة ومحورية، تتمتع بثقل ديني على مستوى العالم بأكمله بحكم احتضانها للحرمين الشريفين ومهد الإسلام وقبلة المسلمين، كما تمثل ثقلًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا على مستوى الشرق الأوسط، وبها رابع جيش في المنطقة، ودولة الإمارات تدرك أهمية المملكة ومحورية دورها في حلحلة قضايا المنطقة، ما عمق من التعاون الاستراتيجي بين البلدين في الفضاء الجيوسياسي الخليجي والعربي الذي يشهد العديد من التحديات.  من جانبها، وصفت الباحثة في الدراسات الدولية الدكتور نوال الشمري، العلاقات السعودية- الإماراتية، بأنها تمثل ملمحًا ناجحًا بامتياز، في العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن النهج السياسي هو نهج استراتيجي فعال في إيجاد دور محوري للنظام العربي على الساحة الإقليمية، يستطيع من خلاله هذا النظام الدفاع عن وجوده ونصرة قضاياه بعد مراحل متتالية من التشرذم والإحباطات والهزائم. وأوضحت الشمري أن السعودية والإمارات يعملان على نصرة قضايا العالم العربي وما يحقق لهم العزة والاستقرار في وقت تشهد فيه منطقتنا العربية تغوّلاً إيرانياً شرساً، سواء في اليمن أو العراق أو سوريا، فضلاً عن استمرار احتلالها للجزر الإماراتية وسعيها لزعزعة استقرار البحرين وتهديدها للملاحة في الخليج العربي. وأشارت إلى أن البلدين أسسا مجلساً تنسيقياً مشتركاً لترجمة الإرادة السياسية لكل من الرياض وأبوظبي نحو نقلة استراتيجية، بل إنهما استحدثا آلية مبدعة لتنفيذ أهدافه على أرض الواقع، وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وتتمثل في (خلوة العزم)، التي مثلت تجسيدًا عمليًا للعصف الذهني الذي ينتج الأفكار الإبداعية والخلاقة التي تخدم العلاقة بين البلدين.

مشاركة :