جدة – حماد العبدلي طالب اقتصاديون ومواطنون بنشر ثقافة الترشيد في أوساط المجتمع لتلافي التبذير الممقوت عند التسوق وضمان عدم تكدس المواد الغذائية وغيرها في المنازل دون الحاجة الفعلية لها مما يرهق الأسر مادياً.ورأى الخبير الاقتصادي عبدالله الغامدي أن حجم التسوق المحلي هو الأكبر في منطقة الخليج نظرا للكثافة السكانية والعمالة الموجودة مضيفاً:” بيد أن هناك تراجع في حجم التسوق قد يصل بنسبة 30% تقريبا وليس التراجع في عدد المستهلكين موضحا انه ينبغي على المستهلك ان يتفاعل مع الظروف الموجودة ولا يكابر حتى لا يحدث هزة عنيفة في أسرته وقال: لا ننسى ان الالتزام بضرورة المصروفات المقننة يجعل الأسر في حالة جيدة من التسوق المتزن. وعدم الاسراف في شراء شيء لا يحتاجونه”. وقال أ. بركات الشريف إن الارشاد النوعي في التسوق من كافة أطياف المجتمع يفترض ان يكون منذ زمن فتكدس المشتريات في المنازل أصبح أحيانا مزعجا لعدم الاستفادة منها وضياع أموال طائلة دون فائدة. وبين الشريف ان ثقافة الترشيد في الشراء لابد وان تستهدف النساء فهن الأكثر تبذيرا في التسوق من الرجال ولعل مواقع التواصل الاجتماعي حالياً هي الأنسب لنشر آراء ذوي الاختصاص لايصال الرسائل التوعوية في هذا الجانب الحيوي والمجتمعي. والتقينا في أحد الأسواق بالمواطن زيد إبراهيم الذي قال:” الأسر اصبحت اكثر وعيا حيث صارت تبحث عبر المواقع الإلكترونية للمجمعات الاستهلاكية عن العروض الأفضل لها معترفا انه عانى كثيرا مع زوجته لتعديل سلوكها الشرائي خلال السنوات الماضية حيث كانت تخرج للتسوق معه وتشتري من كل سلعة ما يزيد عن الحاجة وكأننا سندخل على مجاعة غذائية ومع الوقت بدأت تغير سلوكها بعدم المبالغة في الشراء”. ونبه زيدي إلى خطورة الانجراف وراء العروض والمغريات التي تجعل الاسرة تشتري فوق احتياجها وتابع : منذ اكثر من اربعة شهور وانا ارفع من وعي اسرتي لترشيد الاستهلاك وكانت النتيجة إيجابية في الشراء والتوفير المالي افضل من السابق. وكشف شفيق محمد صاحب محل لبيع الملابس النسوية أن التسوق تراجع بشكل كبير عن السابق وقال:” كنت ابيع بحوالي 1500 ريال في اليوم من جميع الملبوسات من عباءات نسائية بسعر يبدأ من 80 ريالا الى 150 ريالا حسب نوعية المصدر وحاليا لا يتجاوز البيع 500 ريال” مشيرا ان الزبون لا يدفع كما كان سابقا ويشتري على قدر الحاجة وهذا يدل على الوعي الشرائي.وقال يحيى الزهراني :” غالبية الناس أصبحوا لا يحبذون تكديس الملابس في المنازل وبالتالي خف الشراء عما كان فيه في السابق وكانت الاسر عندما تذهب للأسواق تشتري ملابس تعجز عن حملها “إنه اشبه بجنون الشراء أي شيء في السوق يشاهدونه لابد أن يحصلوا عليه مهما كان سعره وحاليا اختلفت النظرة المهم والأهم على قدر الحاجة. وأضاف الزهراني : هذا التوجه صحيح وكان يفترض من زمان حيث أن بعض الباعة الوافدين استغلوا البذخ من البعض وأصبحوا تجار جملة ومفرق على حساب الشراء المبالغ فيه من الأسر”.وبين سعد الحربي ان هوايته كانت في السابق هي التسوق من بعد صلاة العصر ولا يعود لمنزله الا في الحادية عشرة ليلا محملا بالملابس للعائلة والأطفال بشكل يومي. وقال:” أعرف ان هذا الشراء لا نحتاجه ولكن تعودت على ذلك واجد المتعة في إضفاء روح الفرح على الأسرة وتحول منزلي الى مستودع للملابس وقمت بتوزيعها على الجمعيات الخيرية وتخلصنا من هذه العادة وانصح الجميع ان يكون التسوق وفق الحاجة وان لا يشتروا ما لا ينفع. كما ان التجار للأسف استغلوا عدم متابعة التجارة لرفع أسعار السلع واغراق السوق بأنواع البضاعات المقلدة وجعلته صيداً ثميناً للمتلاعبين.” من جانبه دعا علي بن حياس القرني الجهات المعنية لتكثيف برامج التوعية الخاصة الموجهة للنساء فهم اكثر من الرجال في شراء الملابس ومقتنيات المنزل وهن لسن بحاجة لها. وأضاف القرني :”اكثر من نصف ميزانية الاسر تنفقها النساء على انفسهن وعلى أشياء ليست مهمة وأتمنى من المجتمع تفهم اهداف الترشيد وسيجد نفسه بعد فترة متأقلما مع الوضع الجديد”. وفي ذات الاطار لفت ناصر سعيد الغامدي رجل اعمال الى الترشيد في النفقات في الوقت الراهن ضروريا في ظل تدني مستوى الدخل لدى الافراد وارتفاع الأسعار مشيرا انه من سنوات نادى المختصون بضرورة سن ثقافة الترشيد ولكن للأسف لا احد يستجيب والآن اصبحوا مجبرين على الترشيد ولم يعد خيارا كما كان في السابق”. وبين ناصر القحطاني أن العرب بشكل عام يحبون الاسراف في المشتريات ويقتنون أشياء لا يحتاجونها بينما في الغرب لا يشتري الناس الا بقدر الاحتياج ورصيدهم المالي المعيشي افضل.
مشاركة :