إذا كنت تتمتع بذهنية قوية ولياقة بدنية كبيرة، فإنك تستطيع القيام بأي شيء.. "بيتر شيلتون" اللاعب الذي لعب كرة القدم لسن 47 عامًا وهو أسطورة حراسة المرمى بمنتخب الأسود الثلاث! هذه العبارة تقودني للحديث عن اللاعبين الأساطير الذين أثروا ملاعب كرة القدم لسن متقدمة! يقول المثل الشائع: "إن العمر يبدأ بعد سن الأربعين"، لكن ذلك لا ينطبق كليًّا على لاعبي المستديرة لأسباب تعود للاعب نفسه، وهو قائد/ زعيم ذاته وإمكانياته! ضمن بحثي عن اللاعبين في هذا المجال، وجدت من وصلوا لسن الـ47 و49 والـ50 وفوقها، وقد لعبوا بروح وعزيمة وعطاء الشباب من واقع إخلاصهم وحبهم لكرة القدم، وانضباطيتهم والمهنية العالية التي يمتلكونها، التي أعطتهم مجالاً أطول لممارسة الكرة؛ كمثال التونسي عبد الحميد الزمالي/ ستانلي ماتيوس نجم إنجلترا/ والياباني كازيوتشي ميورا "الملك ميورا"، وأسطورة المان يونايتيد راين جيجز، هؤلاء تتراوح مدة بقائهم بالملاعب ما بين 30 وأقل من 40! ووصلت لقناعة إلى أن العمر مجرد رقم حتى في كرة القدم، ولا ننسى الأسطورة "الفرعونية" العربية عصام الحضري حارس منتخب مصر الملقب "بالسد العالي"، نظير إمكانياته وعطائه الذي لم ينضب رغم تجاوزه عمر الـ45 سنة، لكنه حصن منيع من وراء زملائه اللاعبين! والسؤال: كيف استطاع هؤلاء النجوم أن "يُعمروا" في ملاعب كرة القدم إلى هذه السن المتأخرة بروح الشباب وعطائها؟! رغم أن "العمر الافتراضي" في كرة القدم لا يتجاوز الـ 36 عامًا غالبًا؟! عزيمة اللاعب وإيمانه بنفسه وقدرته على العطاء والانضباط داخل/ خارج الملعب والمثابرة بأداء التمارين؛ فكرة القدم مهنة لا عمر تقاعديًّا لها، طالما تستطيع أن تضيف وتقدم شيئًا! من المهم للاعبينا، الاستفادة من هذه النماذج الحيوية الإيجابية في الملاعب وطريقتهم في الحفاظ على أنفسهم بأعلى رتم فني، وأداء بدني، ولياقة ذهنية وجودة نفسية ومهنية عالية، الكرة تناغم جميل بين كل هذه المكونات، وللأسف لاعبونا أغلبهم لديهم كرة القدم مجرد "شهرة ومال"؛ لذلك يفشلون! وضمن الموضوع، أستغرب إعادة حسين عبد الغني ومحمد الشلهوب وناصر الشمراني للمنتخب مجددًا، ولو على سبيل "جس النبض" قبل المونديال! فالأول بالذات "بصراحة" وبعيدًا عن المجاملات التي أضرتنا ولم تنفعنا؛ اللاعب "انتهى" ليس عمرًا، بل عطاء إيجابي مستواه هبط وانفعالاته لم تنضب! أم أنه استكمال لقائمة "جبر الخواطر" على حساب مصلحة المنتخب؟! أقنعوني بسبب منطقي وحسب!
مشاركة :