منذ بدء السباق إلى الفضاء الخارجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي منذ عقود كان إنزال إنسان على سطح القمر الهدف الأساس في هذا السباق. وقد استطاع الاتحاد السوفييتي الوصول إلى سطح القمر بمركبة غير مأهولة عام 1959م في وقت لم تقم أمريكا فيه بإرسال أي مركبة غير مأهولة إلى القمر إلا في العام 1964م. ولهذا استغرب الكثير من المراقبين إعلان الرئيس الأمريكي جون كندي أمام الكونغرس الأمريكي في 1961م عن مخطط الهبوط فوق سطح القمر بنهاية العقد في وقت كان عمر وكالة ناسا لعلوم الفضاء فقط 3 سنوات. وبعد هذا الإعلان بدأ السباق في وقت قرر الاتحاد السوفييتي إنزال إنسان فوق سطح القمر ليكون ذلك في العام 1967م ليصادف الذكرى الخمسين للثورة البلشفية. ولكن نجحت أمريكا في العام 1969م في الوصول إلى القمر ولم يستطع الاتحاد السوفييتي (روسيا حاليا) في إنزال إنسان فوق سطح القمر إلى يومنا هذا. فلماذا لم تستطع القيام بذلك؟ أكبر عقبة في برنامج الفضاء في الاتحاد السوفييتي كانت البيروقراطية وسوء الإدارة والنظام الصارم إضافة إلى النقص في الموارد المالية ونقص عوامل السلامة. وأكثر من ذلك هو أن العاملين في برامج الفضاء توجد بينهم منافسات للتقرب من السلطة العليا. وأكبر معضلة هي أن رئيس برنامج الفضاء (سيرجي كورلوف) كان سجينا سياسيا لعدة سنوات لسبب تافه. وقد توفي عام 1966م في وقت حرج لبرنامج الفضاء السوفييتي أثناء تطوير وتصميم صاروخ ذي دفع يكفي لإيصال مركبة مأهولة وهو صاروخ (N1) والذي كان به 30 صاروخا صغيرا نسبيا للدفع للمرحلة الأولى، بعكس الصاروخ الذي طورته وكالة ناسا والذي به فقط 5 صواريخ كبيرة جدا للدفع للمرحلة الأولى وهو صاروخ (Saturn V). وخلال تلك الفترة فشل الاتحاد السوفييتي في إطلاق صواريخه أثناء فترة التجارب لأسباب فنية. وبعد وصول أمريكا إلى سطح القمر بدأت فترة فتور في حماس الاتحاد السوفييتي للصعود إلى سطح القمر. وعندها قرر الاتحاد السوفييتي الانتقال لتطوير برنامج محطة الفضاء (ساليوت). لكن إذا لم يستطع الاتحاد السوفييتي من إنزال إنسان على سطح القمر، فما هي قصة المركبة السوفييتية (لونا 15) التي أرسلوها إلى سطح القمر قبل إطلاق مركبة ابولو 11 بعدة أيام؟ سنتحدث عن ذلك لاحقا.
مشاركة :