أكد الكاتب الصحفي الإعلامي سلمان الدوسري أنَّ صناعة الإعلام تشهد تحوّلًا كبيرًا وخطيرًا، لأنها باتت تعاني، من التطبيقات الجديدة في وسائل التواصل الاجتماعي، مبينًا أن الصحافة الورقية في المملكة، تتعّرض كذلك إلى تحديات هائلة، أهمها تراجع الدخل والإعلان. جاء ذلك ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة، الذي نظمته غرفة الأحساء، الاربعاء الماضي بقاعة الشيخ سليمان الحماد بمقر الغرفة الرئيس، واستضاف فيها الإعلامي سلمان الدوسري، رئيس تحرير جريدتي «الاقتصادية» و«الشرق الأوسط» السابق، للحديث حول واقع ومستقبل الإعلام وتأثيره على رؤى تنمية الاقتصاد والمجتمع، وذلك بحضور عبداللطيف العرفج رئيس مجلس إدارة الغرفة وعدد من المسؤولين والأكاديميين والإعلاميين. وأكد الدوسري في الأمسية، التي أدار محاورها الإعلامي خالد القحطاني مدير الاعلام والنشر بغرفة الاحساء، أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تعتبر وسائل إعلام، لأنها ببساطة لا تصنع المحتوى ولا «تطبخه»، مشيرًا إلى أنَّه حتى مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها الأقل مصداقية، إن لم تكن معدومة في بعض الأحيان، مبينًا أننا لا نستطيع أن نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في كشف ومكافحة الفساد ورصد الظواهر الاجتماعية السالبة، وأنها ستظل تشكّل بعضًا من الرأي العام ولكنها حتمًا ليست كل الرأي العام، مؤكدًا أنه من الصعب قيام صحيفة جديدة في الظروف الراهنة بدون دعم حكومي، مبينًا أن أغلب الصحف تدار بعقلية تجارية. وحول أهمية ودور الصحافة الاستقصائية في المملكة، أكد الدوسري أنها الحلقة الأضعف في صحافة المملكة، على الرغم من أهميتها في كشف ومتابعة الفساد والهدر والمخالفات وتمكين الرقابة والنزاهة والشفافية، عازيًا السبب إلى عدم وجود المعلومة وأحيانًا غيابها وربما تغييبها، مبينًا أنه لا توجد منافسة حاليًا بين الصحافة الورقية والإلكترونية في المملكة، مؤكدًا انخفاض مستوى الأداء المهني لإعلاميي وصحافيي المواقع والصحف الإلكترونية، بسبب ضعف ميزانياتها ودخلها. وفي ختام الأمسية، تداخل عدد من الحضور بأسئلة واستفسارات ومحاورات متنوعة، ثم قام رئيس الغرفة وأمينها العام بتكريم الدوسري بدرع الغرفة التكريمية والتقاط بعض الصور الجماعية.