القضيّة الفلسطينيّة تحظى بمكانة خاصّة لدى خادم الحرمين

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

نوّه القيادي الفلسطيني عزّام الأحمد عضو اللّجنة المركزيّة لحركة «فتح» في حوار ل «اليمامة» بدور المملكة وخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في دعم الشعب الفلسطيني.. وقال: «هذا أمر معروف يؤكّد ما تحظى به القضيّة الفلسطينيّة والقدس الشّريف من مكانة خاصّة لدى المملكة وخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز». وحول أبرز التّداعيات الخطيرة على مسار عمليّة السّلام في الشّرق الأوسط، أكد أنّ قرار ترامب حول القدس « أحدث فوضى هدّامة في العالم وهو نتيجة لانسياقه وراء إسرائيل». وقال: « إذا قطعت أمريكا مساعداتها عن السّلطة الوطنيّة فكلّ أموال الدّنيا لن تجعلنا نرضخ، ولنا أشقّاؤنا العرب والمسلمون، ولنا أصدقاؤنا في العالم أجمع».. وأوضح أنّ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الأخيرة في رام اللّه «مدخل عملي لعمليّة سلام جديّة» وفيما يأتي هذا الحوار: * إلى أين وصل الوضع الفلسطيني الآن بعد الاجتماع الأخير للمجلس المركزي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة في رام اللّه، وما أهميّة القرارات التي اتّخذتها؟ - وضعنا الفلسطيني جيّد خاصّة بعد الضّغوطات الأمريكيّة علينا وابتزازنا من خلال قرار الرّئيس ترامب المتعلّق باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وفي ظلّ التّهديدات الأمريكيّة بقطع المساعدات عن الشّعب الفلسطيني. نحن الآن نخوض معركة سياسيّة مع الإدارة الأمريكيّة، ولن نقبل بها أن تكون شريكاً في عمليّة السّلام إذا لم تتراجع عن قرارها حول القدس الذي هو قرار باطل. وإذا قطعت أمريكا مساعداتها عن السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة فكلّ أموال الدنيا لن تجعلنا نرضخ، ولنا أشقّاؤنا العرب والمسلمون ولنا أصدقاؤنا في العالم أجمع و«ربّ ضارّة نافعة»، فرغم معاناتنا الدّاخليّة بسبب الاحتلال فإنّ معنوياتنا عالية ونضالنا الشّعبي متواصل في مواجهة التّعسّف الإسرائيلي وأنّ التّعاطف الدّولي يتعاظم معنا.. كما أنّ جبهتنا الدّاخليّة قويّة، وكلّ فصائل منظّمة التّحرير بجميع اتّجاهاتها رحّبت بقرارات المجلس المركزي الأخيرة. وقد اختار شعبنا توحيد صفوفه وقّعنا اتّفاقات بين «فتح» و«حماس» فرغم أنّ تطبيقها بطيء من قبل «حماس» لكن على الأرض نحن موحّدون في مواجهة قرار ترامب وتداعياته وفي كفاحنا من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافنا الوطنيّة، وأنّ عهد التميمي المناضلة الطّفلة مثال لصلابة الشّعب الفلسطيني في سبيل حقوقه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. والقرارات الأخيرة التي خرج بها المجلس المركزي الفلسطيني مهمّة جدّاً وتاريخيّة، حيث رأت منظّمة التحرير الفلسطينيّة والقيادة الفلسطينيّة في هذه القرارات مدخلاً عمليّاً لعمليّة سلام جديّة وقد أكدّت قرارات المجلس على ما يلي: - أوّلاً: حلّ الدّولتين على أساس قرارات الشّرعيّة الدّوليّة ذات الصّلة وذلك بإقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة على الأراضي المحتلّة عام 1967م، وعاصمتها القدس الشّرقيّة. ثانياً: وقف شامل للاستيطان الاستعماري بما في ذلك في القدس الشرقيّة. ثالثاً: عدم القيام بإجراءات أحادية الجانب من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. رابعاً: حلّ عادل لقضيّة اللاّجئين وفق قرار الأمم المتّحدة رقم 194 وما جاء في مبادرة السّلام العربيّة. خامساً: حلّ كافة قضايا المرحلة النّهائية والتي وردت في «أوسلو» من خلال المفاوضات. ولمجابهة ما قامت به إسرائيل من إجراءات وتنكّرها للاتفاقات الموقّعة وإعلان ترامب حول القدس قرّر المجلس المركزي البدء بخطوات الانتقال من مرحلة الحكم الذّاتي تحت الاحتلال إلى مرحلة الدّولة الفلسطينيّة تحت الاحتلال وفقاً لقرار الجمعيّة العامّة بتاريخ 29/ 11/ 2017 م بقبول دولة فلسطين عضواً مراقباً فيها في ضوء إنهاء العمل باتّفاق «أوسلو» وملحقاته من قبل إسرائيل بكلّ ما يترتّب عن ذلك من وثائق الاعتراف المتبادل والاتفاقات الأمنيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة، على طريق إنهاء الاحتلال وممارسة الدّولة الفلسطينيّة لسيادتها الكاملة. وهنا فإنّنا نتطلّع إلى المجتمع الدّولي بالبدء بتنفيذ قراراته حتّى بدون الولايات المتّحدة التي اختارت موقعها إلى جانب الاستعمار الكولونيالي وغير مؤهّلة لأن تكون شريكاً في السّلام إلاّ إذا تراجعت عن إعلان ترامب الأخير حول القدس. * ما تداعيات قرار ترامب على حاضر القضيّة الفلسطينيّة ومستقبلها؟ - الرّئيس الأمريكي بقراره الأرعن ضرب عرض الحائط بكلّ قرارات الشّرعيّة الدّوليّة والتي سبق وأن أسهمت الولايات المتّحدة نفسها بإقرارها واعتمادها في مجلس الأمن والجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة ومختلف المؤسّسات الدّوليّة الأخرى متجاهلًا تبعات قراره وآثاره السّلبيّة الخطيرة على جهود إحياء السّلام التي يتطلّع أيها المجتمع الدّولي في الشّرق الأوسط عامّة، والشّعب الفلسطيني خاصّة الذي يعاني من استمرار الصّراع والاحتلال لأرض وطنه منذ قرن من الزّمن ملأى بالقتل والدّمار والتّشرّد والمعاناة والتّمييز العنصري من قبل سلطة الاحتلال. لقد مضى نحو عام على وعود ترامب بكلّ ما رافق ذلك من ممارسات إسرائيلية تناقض قرارات الشّرعيّة الدّوليّة ووضع مزيد من العقبات أمام السّلام إلى أن جاء قرار ترامب الأخير حول اعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل وقرار نقل السّفارة الأمريكيّة من تل أبيب إليها بكلّ ما شكّله ويشكّله من ضربة لقرارات الشّرعيّة الدّوليّة والاتّفاقات والتّفاهمات الموقّعة بين إسرائيل ومنظّمة التحرير الفلسطينيّة برعاية دوليّة بمشاركة الولايات المتّحدة سواء فيما يتعلّق بحلّ الدّولتين أو المفاوضات حول قضايا الحلّ النّهائي وفي مقدّمتها وضع القدس وتداعيات في غاية الخطورة في عمليّة السّلام برّمتها، وذلك من خلال استغلال حكومة اليمين المتطرّف في إسرائيل بقيادة نتنياهو- ليبرمان - شكيد، تمثّلت بإجراءات اتّخذها من أبرزها: - إقرار وبدء بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الاستعماريّة في القدس وأنحاء أخرى في الضّفّة الغربيّة. - اتّخاذ مجموعة من القرارات لعزل القدس عن محيطها المقدسي وعن الضّفّة الغربيّة المحتلّة. - اتّخاذ قرار بالقراءة التّمهيديّة من قبل الكنيست الإسرائيلي بفرض عقوبة الإعدام على المناضلين الفلسطينييّن الذين يناضلون من أجل إنهاء الاحتلال وفقاً لممارساتهم لحقّهم الطبيعي حسب قرارات الشرعيّة الدّوليّة وميثاق الأمم المتّحدة. - اتّخاذ القرارات من أجل تشريع نحو سبعين بؤرة استيطانيّة في الضّفّة الغربيّة. - تصعيد أعمال القتل والتّدمير وتشريع اعتقال الأطفال إداريّاً من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب مشاركتهم في المقاومة الشّعبيّة السّلميّة في مواجهة قرار ترامب والاحتلال والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي والدفاع عن القدس والمقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة فيها، وإيجاد الأرضيّة لتحويل قضايا الشّرق الأوسط إلى حرب دينيّة مدمّرة تفتح الأبواب أمام قوى الإرهاب والتّطرّف الأسوأ مما قامت به «داعش» التي لم تكن بعيدة أصلًا عن قوى الاستعمار والتّخلّف في العالم بما فيها الولايات المتّحدة، والتي أدخلت المنطقة في حروب أهليّة مدمّرة طالت عديداً من البلدان العربيّة. كلّ ذلك بما له من انعكاسات على تأزيم الأوضاع في المنطقة وضرب لجهود عمليّة السّلام لتنفيذ قرارات الشّرعيّة الدّوليّة وركيزتها حلّ الدّولتين، بل وفتح الأبواب إلى ضرب ما تمّ من اتّفاقات سلام بين مصر والأردن وإسرائيل وإعادة العنف والحروب وسفك مزيد من الدّماء في المنطقة ومحاولة خلق مزيد من الانقسامات في الأقطار العربية. * ما تقييمك لما قامت وتقوم به المملكة العربيّة السّعوديّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة؟ - ما قامت به المملكة نحو الشّعب الفلسطيني وقضيّته العادلة عمل كبير سواء من حيث المواقف السّياسيّة الدّاعمة في المحافل الدّوليّة أو من حيث مساندتها المادّية، هذا أمر معروف يؤكّد ما تحظى به القضيّة الفلسطينيّة والقدس الشّريف من مكانة خاصّة لدى المملكة وخادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. * ختاماً، هل من كلمة أخيرة؟ - لقد اختار شعبنا أن يوحّد صفوفه ويعمّقها ليكون أكثر قدرة على تصعيد مقاومته الشّعبيّة السّلميّة والاحتفاظ بحقّه في اختيار أشكال المقاومة التي أكّدت عليها القوانين والشّرائع الدّوليّة من أجل حقّه في تقرير مصيره بنفسه. إنّ شعباً فيه الفتاة عهد التّميمي التي صفعت جنود الاحتلال بيدها الصّغيرة لتطردهم من بيت عائلتها وأصبحت ابتسامتها السّاخرة وهي مكبّلة اليدين أمام المحاكم الإسرائيليّة مثال حيّ للكبرياء والصّمود والعطاء الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي حتّى نهايته، هو شعب لا يقهر ولا بدّ أن ينتصر طال الزّمان أو قصر.

مشاركة :