أثارت مجموعة من الأدوات الحجرية المتطورة، عُثر عليها في الهند، حيرة علماء الآثار، ما دفعهم للتساؤل حول أصل البشر وتطورهم خارج إفريقيا. واكتشف العلماء أكثر من 7 آلاف قطعة أثرية في Attirampakkam جنوبي الهند، حيث يشير بعضها إلى مستوى من التطور يُعرف باسم "ثقافة العصر الحجري القديم الأوسط". واستنادا إلى تحليل الأدوات، يبدو أن هذه الثقافة ظهرت في الهند منذ حوالي 385 ألف سنة، وهي الفترة نفسها تقريبا، التي نشأت خلالها في أوروبا وإفريقيا. وتتحدى النتائج الافتراض القائم بأن تكنولوجيا العصر الحجري القديم وصلت إلى الهند في الفترة بين 46 و140 ألف سنة مضت. ويمكن أن يعني هذا الاكتشاف أن هجرة الإنسان الحديث من إفريقيا، وقعت أبكر مما كان يعتقد سابقا. ومع ذلك، أوضح العلماء أنهم "كانوا حذرين جدا بشأن هذه المسألة"، لأنه لم يُعثر على حفريات الإنسان إلى جانب الأدوات. ومع ذلك، فإن عدم وجود بقايا بشرية إلى جانب الأدوات الهندية، يعني أنه من المستحيل الجزم بصانعها، وما إذا كان الإنسان الحديث قام بذلك، أم بعض الأنواع الأخرى من الإنسان القديم. وفي الآونة الأخيرة، قدم اكتشاف عظم الفك (عمره 200 ألف سنة) في إسرائيل، أول دليل مباشر على هجرة البشر من إفريقيا. ووصفه الخبراء بـ "المثير"، لأنه دفع بتاريخ هجرة البشرية من إفريقيا إلى الوراء، حوالي 100 ألف سنة. وقال الدكتور مايكل بيتراجليا، عالم الآثار في معهد ماكس بلانك لعلوم تاريخ الإنسان، الذي لم يشارك في الاكتشاف، إنه لا يعتقد أن هذه الأدوات قدمت أدلة كافية لدفع تاريخ هجرة البشرية من إفريقيا إلى الوراء. وتُظهر الأدوات المكتشفة حديثا مجموعة من التعقيدات، ويبدو أنها تبين وجود تطور في الأسلوب الذي قد يعني أن أدوات العصر الحجري القديم الأوسط والأكثر تقدما، وصلت تدريجيا إلى المنطقة. ويعد فهم عملية نقل الأدوات عبر الهند أمرا صعبا، حيث يوجد عدد قليل جدا من المواقع الأثرية المدروسة جيدا في جميع أنحاء المنطقة. ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة الطبيعة. المصدر: إنديبندنت ديمة حنا
مشاركة :