كان يعتبر مرض السرطان حكما بالإعدام في الماضي، أما اليوم، فيمكن علاجه خاصة إن كان المريض ثريا. هذه النجاحات لم تعمم بين الناس. ويجسد هذا المرض انعدام المساواة التي تميز عصرنا، إذ تتسع الهوة بين من يملك ومن لا يملك، لذا تتسع هوة الموت السرطانية. معدل الموت بسبب السرطان انخفض في الولايات المتحدة بـ 26 بالمئة منذ عام 1991. القسم الأكبر من سيرة هذا التقدم تعود إلى الاختبارات والعلاجات التي طبقت على السرطانات الرئيسة، الرئتين والصدر وبرستات والقولون. فيما التقدم ضد السرطانات الأربعة الرئيسة هو سبب للاحتفال، في حالات السرطانات الأخرى، النجاحات لم تكن بهذه الدراماتيكية أو أنها انقلبت. ارتفع معدل الوفيات بـ 2.7 بالمئة سنويا عند النساء وبـ 1.6بالمئة عند الرجال نتيجة سرطان الكبد بين عامي 2011 – 2015، وعزت جمعية السرطان الأمريكية هذا إلى ارتفاع معدل مرض التهاب الكبد ج بين متعددي الأولاد. إذن من الواضح أنه مازال هناك الكثير من العمل المطلوب.النجاحات لم تشارك بشكل متساو في الولايات المتحدة والعالم التقدم ضد السرطان ليس منفردا لصالح الولايات المتحدة. صدرت للتو أكبر دراسات لاحتمالات النجاة من السرطان على موقع لانست، اعتمدت بيانات من سجلات أمراض السرطان في 71 دولة تغطي 67 بالمئة من سكان العالم بين الفترة 2000 و2014. ووجدوا أن النجاة من السرطان تتوسع في عدة دول حتى بالنسبة لأكثر السرطانات خطرا، مثل سرطان الكبد والرئة. ويخلص العلماء إلى أن عوامل نموذج الحياة يمكن أن توسع الهوة. وأشار كبير الدارسين غوبال سينغ إلى الاختلافات بين الفقير والغني، في سلوك الموت المرتبط بالسرطان، مثل التدخين، والحمية الغذائية والكحول والنشاطات الجسدية. إذ أن الأغنياء يكيفون سلوك نموذج حياتهم، ما يخفض مخاطر السرطان، فيما يتخلف الفقراء عن الركب.جزء من حل هوة السرطان المتوسعة في أمريكا يمكن أن يرتبط بالمدن تعمل إدارة ترامب وأعضاء الكونغرس من الجمهوريين على خفض الرعاية الصحية للفقراء وتفكيك برنامج "أوباما" للرعاية الصحية. إنها فرصة جيدة لنرى استمرار توسع هوة الموت السرطاني. الأمريكيون أصحاب الدخل المنخفض سيوجهون أوقاتا صعبة أكثر فأكثر للحصول على الرعاية الصحية، بما في ذلك تشخيص وعلاج السرطان.
مشاركة :