قال الدكتور محمود عبد الله أستاذ الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن القوى الناعمة دائما ما تركز فى يد عدد محدود من أعضاء المجتمع الفاعلين فى المجالات المختلفة، وهم ما يطلق عليهم النخبة، وبالتالي فالنخب في المجتمعات. وأضاف خلال ندوة "القوى الناعمة ورؤية النخبة المصرية" ضمن أنشطة المحور الرئيسي بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن مؤشرات القوى الناعمة تشير إلى الصين واليابان من أكثر الدول حول العالم التى تقدمت بشكل كبير فى مؤشرات القوى الناعمة باستثناء مؤشر وحيد وهو مؤشر أسلوب الحكم. وأوضح أن مفهوم القوى الناعمة لدى النخبة المصرية يركز فقط على الثقافة والآداب والفنون فقط، لدرجة أن البعض تعامل مع الثقافة على انها أحد روافد القوى الناعمة، وهذا الأمر غير دقيق على الاطلاق خاصة أن هناك عوامل أخرى للقوى الناعمة قد تبعد كثيرا عن مجالات الثقافة والفنون والآداب. واشار إلى أن هناك مفهوما شائعا بأن القوى الناعمة مرتبطة فقط بالدولة، إلا أن هذا المفهوم خاطىء، خاصة أن هناك شركات ومؤسسات خاصة فى الوقت الحالى تعتبر مصدر قوى ناعمة، وهذا ما يتضح على سبيل فى صناعة الأطفال ، فمثلا الولايات المتحدة الأمريكية صنعت عروسة شهيرة على مستوى العالم وهى العروسة "باربى" التى تتسم بصفات خاصة بالطبقة الوسطى الامريكية، وهى بذلك تنقل ثقافتها إلى دول العالم المختلفة. ولفت إلى أن النخبة فى مصر تحتاج إلى أن تراجع مفهومها بالنسبة للقوى الناعمة، خاصة وأن هناك بعض المفاهيم المغلوطة حول القوى الناعمة التى تحتاج إلى تصحيح وخاصة فهم المثقفين أن القوى الناعمة مرتبطة فقط بالثقافة.