صدر في العاشر من نوفمبر 1975 قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379 في الدورة رقم 30، نصّ على أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري. ليس هناك من ينكر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري والاستعمار الذي مهّد له الإنكليز، واحتضنه الأميركان، وعند التقسيم في 1947 كان معظم الدول العربية والأفريقية والشرقية تحت الاستعمارين الإنكليزي والفرنسي، فصوّتوا لمصلحة إسرائيل المحتلة.. وساعد الاحتلال اموال الصهيونية العالمية على الإعلام في دول أوربا وأميركا. صمت الفكر الغربي المتمثل في أساتذة التاريخ والجغرافية والعقائد الدينية منها العقيدة اليهودية التي تعتبر العودة إلى فلسطين في آخر الزَّمان وليس في الدنيا الحاضرة. جاءت الهجرات من أقطار الدنيا، من روسيا الدول الشرقية الأوروبية، ومن الدول الأوروبية والعربية وإيران ومن دول أفريقيا.. قاد الإعلام الصهيوني الصحافي تيودور هرتزل، الذي بعثته الصهيونية العالمية إلى رؤساء العالم من القياصرة الملوك والإمبراطوريات، وذلك لإقناعهم بإنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين.. ولعبت إنكلترا مع فرنسا دوراً خطيراً فأبرمتا ما بينهما معاهدة «سايكس ــــ بيكو»، لقد كلفت بريطانيا سفيرها سايكس، ليتفاوض باسم حكومته، مع السفير الفرنسي بيكو، على إعداد معاهدة سرية، يتفق فيها الطرفان على تقسيم المناطق التي تحتوي على العراق وسوريا ولبنان والأردن قسمة في ما بينهما وكلها مستعمرات إنكليزية وفرنسية، لا حول لها ولا قوة.. عقدت هذه المعاهدة السرية في شهر مايو 1916 وبقيت هذه المعاهدة سرية حتى كشفت الثورة البلشفية الروسية النقاب عنها، وأعلنت نصوصها سنة 1917. قاد معاهدة «سايكس ـــــ بيكو» عمالقة الصهيونية الأثرياء، كاللورد روتشيلد ووايزمن، الذي قال في مذكراته «وأخيراً وفي 17 فبراير 1917 عقدنا أول مؤتمر رسمي لبحث مسألة احتلال فلسطين مع مندوب الحكومة البريطانية السير مارك سايكس، وهو صهيوني ومن ممثلي الصهيونية اليهودية، الدكتور غالغنر، وهربرت صموئيل، وسيكولوفي وجوزيف كوهين، وهربرت بنتويتش، وهرس ساكر، فلعبت بريطانيا لعبة خطرة فهي التي كانت فلسطين تحت حمايتها فأهدتها لإسرائيل، حتى قيل: «أهدى الذي لا يملك لمن لا يستحق». وجاءت الطامة الكبرى في وعد بلفور الصادر عن وزارة الخارجية البريطانية الذي وقعه وزير الخارجية آرثر جيمس بلفور الذي سارع في تبشير روتشيلد: عزيزي اللورد روتشيلد: يسرني جدّاً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونيين.. أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.. أجبرت الصهيونية بريطانيا أن تذكر في هذا الوعد عبارة (وطن قومي).. علماً بأن القومية لا تنبع من الديانة، بل إن القومية هي التي فيها العديد من الأديان مثل القومية العربية فيها العديد من الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام.. منذ العهود الجاهلية والإسلامية، فكان لليهود العرب أدب وشعر وكذلك المسيحية. تاريخ وعد بلفور عُقد في الثاني من نوفمبر 1917 وسمي باسم وزير الخارجية البريطانية آرثر جيمس بلفور.. من فصول كتابي: «أبعاد القضية الفلسطينية، من المناورات الدولية إلى انتفاضة الأقصى» (يوليو تموز 2001 ط/1). عبدالله خلف
مشاركة :