تحدث فضيلة الداعية الدكتور محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة أمس -بمسجد عثمان بن عفان بالخور- عن فضيلة الاستغفار.. وأكد أن الدنيا مليئة بالذنوب والخطايا، خاصة في هذه الأزمان، التي سهل فيها الوقوع في الذنب بسبب كثرتها وانتشارها. وأوضح أن الاستغفار مخرج صاحبه من كل ضيق، ويجلب الرزق من حيث لا يحتسب. وأضاف أن الإنسان تحيط به النفس الأمارة بالسوء، والدنيا المتلونة المتقلبة والشيطان الرجيم، لافتاً إلى أن النفس لا تفتر عن الوسوسة لصاحبها بالسوء، وبينما الشيطان هو العدو المبين الحاقد على ابن آدم. وأضاف أن الدنيا انفتحت أبوابها على مصاريعها، وامتلأت بالخبث والخبائث، والغرور والشرور، ولا تخلو من الخير، وقال: «نحن في عصور الدنيا المتأخرة التي جاءت بها الأخبار القرآنية والنبوية، محذرة الناس منها، يقول تعالى: (إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم)». لافتاً إلى أن الله تعالى جعل لعبده المؤمن سلاحاً يجاهد ويستعين به على السير في دروب الحياة إلى الممات، وما تسلح به أحد وأعتده واعتمده إلا أفلح ونجا، إنه الاستغفار من الذنوب، وهو طلب العفو والصفح ممن يملكه وحده، وهو الله تبارك وتعالى، فإنه لا يغفر الذنوب إلا هو سبحانه، به يخرج المؤمن من الذنوب بإذن الله، ويتخلص من أوزارها. وأوضح المريخي أن الاستغفار من أكبر المنن من الله تعالى لعباده المؤمنين، الذين تغلبهم نفوسهم والشيطان، فيقعون في الذنب فيتذكرون الله تعالى ربهم ورحمته ويخافون عذابه وغضبه، فيندمون ويستغفرونه ويتوبون فيتوب عليهم. أوضح المريخي أن الله تعالى رغب عباده في الاستغفار، وحبب إليهم طلب العفو منه، ببلاغهم مغفرته وقبوله للتوبة، ذاكراً قوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)، وفيما يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه -عز وجل-: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لآتينك بقرابها مغفرة). أمان من عذاب الله أكد المريخي أن الاستغفار يفرج الهم، حسبما ورد في الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) وأضاف: «أخذ الله تعالى العهد على نفسه ألا يعذب من استغفره تائباً، أن الاستغفار في الآخرة مسرة وفرحة وبشرى، يقول الله تعالى واصفاً عباده الفائزين: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون);
مشاركة :