دبي: زكية كردي14 فرقة عربية ومحلية تشكل ملامح مهرجان «وصلة» في دورته الثانية، بلغة فنية مختلفة على مساحة خاصة في حي دبي للتصميم، حيث تقابلت منصتان كبيرتان للإبداع، وتناوبت العروض ما بين الفرق العربية والمحلية، يبنما توزعت بينهما الأنشطة الفنية، التشكيلية، البيئية، والترفيهية المنوعة لتزيد من كثافة وغنى الحدث الذي بدأ ظهر أمس وانتهى بعد منتصف الليل مسجلاً حضوراً احترافياً ليرفع صوت الموسيقى البديلة التي يفضلها الشباب وتتجاهلها المنصات التقليدية للفن.ويعتبر فن الـ«بيت بوكس» الذي تقدمه «فيرونيكس» من العروض المميزة والمثيرة للدهشة في الوقت ذاته ضمن عروض الفرق المحلية، فلهذا الفن خصوصيته منذ نشأته في أمريكا مع ثمانينات القرن الماضي، ويعتمد على العزف بالفم برفقة الغناء، وهو يحتاج إلى موهبة خاصة جداً اكتشفتها «فيرونيكس» بالمصادفة في نفسها أثناء إقامتها في كندا، وعملت على تطويرها لتعلن عن تفردها للمرة الأولى في بلدها مصر، وتمكنت من المزج ما بين الأغاني والموسيقى العربية والغربية بطريقة مثيرة للاهتمام من حيث تمكنها من تحديث الأغاني العربية القديمة بطريقة تجعلها تتداخل مع الأغاني الغربية المعاصرة.الموسيقى الشبابية المعاصرة هي التي اختارت عازف الجاز جيفري عياش، حسب وصفه، فقد قادته إليها المصادفة، فبعد أن سمع عزفه أحد أعضاء فرقة تواصل معه وطلب منه الانضمام إليهم، ووجد نفسه منجذباً إلى هذا النمط المختلف، أما عن مشاركته في «وصلة» فكانت عبارة عن 3 أغانٍ من توزيع وألحان وكلمات أعضاء الفرقة وهي (بحبك، حلو اليوم، فنجان القهوة) وتركز أغاني الفرقة على تصوير الرومانسية كما يراها شباب اليوم.ويقدم جي آبو، الذي يقيم في الإمارات منذ زمن طويل أغانيه الغربية على طريقته الخاصة، فقد جذبته أغاني البلوز ببساطتها منذ الصغر، إلا أنه يحاول أن يقدم هذا النمط الغنائي بطريقة عصرية أكثر مستعيناً بالموسيقى الإلكترونية، ويوضح أن الانجذاب للموسيقى الغربية من قبل الموسيقيين الشباب العرب ليس كلياً، فنسبة كبيرة منهم يحاولون الدمج بين الشرقي والغربي.وتعتبر كارلا، المغنية والعازفة في فرقة آزبر كاسبر، نموذجاً يجمع بين الفن الشرقي والغربي، فتعمل وفرقتها التي أسستها منذ 2011 على هذا الدمج العالمي المميز، وتوضح بأن ما يميز فرقتها هو التنوع في الرؤيا.ومن عروض الفرق العربية وصلة الفنانة اللبنانية تانيا صالح، التي ركزت منذ بداية مشوارها الفني على تقديم هوية فنية مختلفة وأصيلة في الوقت ذاته، فاستعانت بالموروث الفكري والثقافي والأدبي العربي لتقدمه بأسلوب الموسيقى الشبابية المعاصرة التي ترى أنها بدأت تحتل مكانتها على الساحة. على هامش العروض الغنائية توزعت العديد من الفعاليات الفنية والترفيهية والبيئية المنوعة، وأخرى خاصة بالأطفال لتضفي جواً من المرح والألوان على المهرحان، من بينها لوحة بطول 12 متراً توزعت حولها المقاعد مرحبة بمشاركة الجميع حسب حمد الشامي، مشرف اللوحة من «بلاك كانفز»، ويقوم المشروع الفني على نشر فكرة الفن المجتمعي لتعميق التواصل بين الناس في الأماكن العامة.فكرة المهرجان التي ولدت في العام 2017 كانت قائمة على خلق الفرصة لجميع المواهب العربية في عالم الموسيقى، حسب تامر فهمي، أحد المنظمين، ويقول: استضاف المهرجان لهذا الموسم 7 فرق عربية من بينها «كاريوكي» المصرية، و«أوتستراد» الأردنية، وتانيا صالح، وأيضاً سبعة فرق محلية من الإمارات على المنصة الثانية.
مشاركة :