يوضح د. عبد السلام الشاذلي في كتابه «شخصية المثقف في الرواية العربية الحديثة بمصر» أن الرواية العربية الحديثة في مصر خلال القرنين الماضيين وخلال ثورتين كبيرتين فيما بين الأعوام (1882 - 1952) تحفل بنماذج شتى من المثقفين، المتباينة أهواؤهم، واتجاهاتهم ما بين الليبرالية والراديكالية بكل أشكالها وأطيافها الفكرية والسياسية المختلفة، وهنا يشير المؤلف إلى أن الناقد محمد مندور لم يحتفل في كتابه «نماذج بشرية» إلا بنموذج وحيد لمثقف رومانسي فريد هو «إبراهيم الكاتب» للمازني، وكما يشير مؤلف الكتاب فإن العوامل والمؤثرات العامة التي كونت شخصية الإنسان المثقف في الفنون الأدبية الحديثة بصفة عامة وفي الرواية الحديثة بصفة خاصة، وهي عوامل كثيرة ومعقدة، فالمثقف هو إنسان علم ومعرفة وموقف حضاري عام تجاه عصره ومجتمعه، إنسان شديد التأثر بالبيئة الاجتماعية المحيطة به، كما أنه في الوقت نفسه إنسان شديد التأثير في وسطه الاجتماعي وفي محيط عالمه وعصره، وذلك لما له من قوى فكرية خاصة ومواهب روحية ونفسية متميزة.تتناول هذه الدراسة بالاستقراء التاريخي والتحليل النقدي المنهجي معاً، معالم تطور شخصية المثقف في الرواية العربية الحديثة، وذلك منذ جيل الطهطاوي وانطباعاته عن الحضارة الأوروبية الحديثة، حتى جيل عادل كامل ونجيب محفوظ.
مشاركة :