أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة أن حوالى 90 مهاجراً غالبيتهم باكستانيون قد يكونون لقوا مصرعهم أمس، حين غرق مركبهم قبالة سواحل ليبيا، لافتاً إلى أن أكثر من 120 مهاجراً غير شرعي قُتلوا خلال أسبوع إثر غرق قوارب كانت تقلّهم قبالة الشواطئ ذاتها. وقالت الناطقة باسم الوكالة أوليفيا هيدون: «لفظ البحر 10 جثث على السواحل الليبية»، بينهم 8 باكستانيين وليبيان وهناك 3 ناجين «تمكن 2 منهم من السباحة إلى الشاطئ فيما أنقذ صياد سمك الثالث». وأفاد الناجون بأن 90 مهاجراً على الأقل قد يكونون غرقوا خلال هذه المأساة، وغالبيتهم باكستانيون. وكانت وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي «فرونتكس»، بدأت أول من أمس، مهمة إنقاذ جديدة في البحر المتوسط أطلقت عليها اسم «تيميس»، ألغت فيها التزاماً سابقاً للسفن بنقل كل المهاجرين الذين تنقذهم إلى إيطاليا فقط. وشكت إيطاليا مراراً من نقص الدعم من الاتحاد الأوروبي في ما يخص التعامل مع ملف الهجرة. وكانت العملية التي تنفذها «فرونتكس» واسمها «ترايتون»، تطلب من السفن نقل كل مَن يتم إنقاذهم في البحر إلى إيطاليا حتى ولو كانت دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي أقرب إلى منطقة الإنقاذ مثل مالطا. وقالت الناطقة باسم «فرونتكس» إيزابيلا كوبر: «ترايتون كانت تقول إن أياً من كان يتم إنقاذهم سيُنقلون إلى إيطاليا... تيميس تترك القرار الخاص بإنزال المهاجرين للبلد الذي ينسق عملية الإنقاذ». وليس من المتوقع أن يكون لذلك التغيير تأثير كبير على أعداد الوافدين، نظراً إلى أن إيطاليا تنسق معظم عمليات الإنقاذ بين شمال أفريقيا وسواحلها الجنوبية لكنها تبعث برسالة سياسية لدول الجوار في البحر المتوسط مثل مالطا. وسيُعاد تقييم المهمة، التي تستمر سنةً، كل 3 أشهر، وستشمل الساحل الجنوبي لإيطاليا على البحر الأدرياتيكي. وستقتصر الدوريات على مساحة تبعد 24 ميلاً عن الساحل وهو أقل من العملية السابقة التي امتدت دورياتها إلى نحو 30 ميلاً. في سياق آخر، دعا وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب أمس، الراغبين في الهجرة إلى بريطانيا إلى العدول عن المجيء إلى مدينة كاليه الساحلية في شمال فرنسا، وذلك غداة أعنف مواجهات تقع بين مهاجرين هناك. وأدت مواجهات عنيفة بين مهاجرين أفغان وأفارقة في أماكن عدة في كاليه أول من أمس، إلى سقوط 20 جريحاً بينهم 4 أُصيبوا بالرصاص وهم بين الحياة والموت. وقال وزير الداخلية الذي توجه إلى كاليه ليل الخميس- الجمعة إن المدينة «عاشت مستوى غير مسبوق من العنف». وأضاف أن «ما يعيشه سكان كاليه أمر لا يحتمل». من جهته، قال رئيس جمعية «سلام» التي تساعد المهاجرين، جان كلود لونوار أمس: «وزعنا 300 وجبة بهدوء هذا الصباح» في مكان حصول المواجهات. وأكد كولومب أمس أن «كاليه مثل جدار يصطدم فيه هؤلاء الذين يأتون إلى هنا ظناً أنهم سيتنقلون إلى الجانب الآخر، في حين أنهم يبقون هنا لأشهر في ظروف مثل التي شهدناها». وأضاف: «الرسالة التي أريد توجيهها، هي أنه إذا أراد أحد ما التوجه إلى بريطانيا، فهذا ليس المكان الذي يجب أن يأتوا إليه».
مشاركة :