حكمت المحكمة العسكرية في لبنان أمس، بالإعدام على الموقوف السوري علي لقيس الملقب بـ»أبو عائشة» ومسؤول اللجنة الشرعية لدى تنظيم «جبهة النصرة» الذي يصنفه لبنان إرهابياً، «لإعدامه الجندي اللبناني الشهيد محمد حمية بإطلاق النار على رأسه». كما حكمت بالإعدام غيابياً على السوري جمال زينية المعروف بـ»أبو مالك التلي» وهو أمير الجبهة «لإعطائه الأمر بإعدام حمية»، وعلى اللبناني عمر صالح الملقب بـ»أبو فاروق» الذي «كان حاضراً عملية الإعدام». وكانت المحكمة أنهت هذا الملف بعدما عيّنت محامياً عسكرياً للدفاع عن لقيس الذي طلب عزله، واعتبر «أن هذه المحاكمة غير عادلة»، وطلب إمهاله حتى الاثنين المقبل لتوكيل محام مدني بعد اعتذار وكيلته عن المضي في القضية، إلا أن رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله رفض طلب لقيس المتكرر، على اعتبار أن الأخير كان استمهل سابقاً وعلى مدى 11 جلسة لتوكيل محام، الأمر الذي لم يحصل». وفي ضوء رفض المحكمة طلب لقيس، امتنع الأخير عن الإجابة على أسئلة المحكمة، واكتفى بالقول «أنا بريء»، إلا أن المحكمة عرضت شريطاً مصوراً يظهر عملية إعدام حمية الذي كان جاثياً على قدميه، وسأله حينها رئيس المحكمة: «أليس أنت من أطلق النار على رأس الشهيد»، فردّ لقيس بعدما ألقى نظرة سريعة على الشاشة داخل القاعة: «أنا عندي شهود إني بريء، أنا بريء من قاتل شهيد لبنان محمد حمية». وقبل السير بالجلسة صرح لقيس بأن لديه تقارير طبية في السجن تثبت تعرضه للضرب والتعذيب أثناء التحقيق الأولي معه، وذهب إلى مناقشة المحكمة بالقانون اللبناني لجهة اعتبار أن أي إفادة تحت الإكراه باطلة. وكان نفى أمام قاضي التحقيق أن يكون هو نفسه الملقب بـ»أبو عائشة» الذي أعدم حمية، فواجهته المحكمة بإفادات موقوفين آخرين أكدوا بأن لقيس هو نفسه «أبو عائشة» وهو الذي نفّذ إعدام حمية. وكان أوقف لقيس في مطار رفيق الحريري الـــــدولي أثناء محاولته الفرار إلى تركيا بجواز سفر مزور، كان من بين المـــــوقوفـــين الذين طالبت بهم «جبهة النصرة» في صفقة التبادل مع «حزب الله» وــتم نقله من سجن رومـــية إلـــى الأمن العام تمهيدا للعملية، إلا أنه وبعد أن أحيط المفاوض اللبناني، علماً بأن لقيس أعدم حمية، تم رفض تسليمه واستبدل بنساء كن موقوفات في السجون اللبنانية.
مشاركة :