عقب هزيمة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا وخسارته معاقله في مدينتي الموصل والرقة، فرّ زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الذي أُعْلِن عن وفاته أكثر من مرة، إلى إفريقيا. هذا ما رجّحته صحيفة " The Sun" التي تحدثت مع العديد من الخبراء من بينهم هشام الهاشمي، الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة، والمختص بملف تنظيم داعش وأنصارها، والمتابع للجماعات الإسلامية العراقية منذ عام 1997. ووفقًا للمحلل العراقي لجأ البغدادي إلى القارة الإفريقية، وهو موجود حاليًا شمال تشاد على الحدود مع النيجر والجزائر، في أرض محايدة تحت سيطرة جماعات مسلحة، وأنه يسعى لإعادة بناء قواته التي عانت من نكسات في كل من العراق وسوريا. ومن جهتها تساءلت صحيفة "homeviewsenegal" الناطقة بالفرنسية، عن الجماعات التي يمكن لجوء البغدادي إليها؟، وأشارت إلى أنه يجب ألا يغيب عن بالِنا أنّ البغدادي ليس لديه نقص في المتعاطفين في هذا لجزء من القارة؛ حيث إن جماعة "بوكو حرام"، أصبحت تابعة لـ "داعش" بعد مبايعتها التنظيم عام 2015، ويمكن أن توفر المأوى لأبو بكر البغدادي. وأضافت "أبو مصعب البرناوي، الزعيم الجديد لـ"بوكو حرام" والمعترف به من قبل "داعش"، لن يقول لا إلى الشخص الذي عيّنه بدلًا من أبو بكر شيكاو. كما أشارت إلى أن زعيم "داعش" يمكنه اللجوء أيضًا إلى فرع التنظيم في الصحراء الكبرى حيث جماعة عدنان أبو الوليد الصحراوي، وهي مجمعة ظهرت في الأشهر الأخيرة وتبنت هجومًا في قرية تونجو تونجو أقصى شمال النيجر حيث قتل أربعة جنود أمريكيين. لكن نسيم ناصر، الصحفي بـ"فرانس 24" ومؤلف كتاب "الدولة الإسلامية: الأمر الواقع"، أكد أن المعلومات عن وجود البغدادي في إفريقيا يجب أن تؤخذ بحذر، ووفقًا له البغدادي سيكون أكثر أمنًا في جماعته أكثر من أي مكان آخر. تكتب الصحيفة. من جهته، حذر الباحث في تاريخ الجماعات المسلحة رومان كايليت من هذه المسألة، ورأى أنه في الوقت الحاضر، لا شيء يستدعي هروب البغدادي إلى إفريقيا. وبينت "homeviewsenegal" أنه على هذا النحو، يبدو أن زعيم "داعش" لديه الكثير من السهام في قوسه، بعد فشل تنبؤات وكالات المخابرات الأمريكية والروسية، لذلك كل شيء يشير إلى أنه يمكنه اللجوء إلى إفريقيا التي عيّن فيها عددًا من الموالين له بشكل متكرر.